أعلنت شركتا مايكروسوفت وأوراكل الأميركيتين أمس الاثنين عقد شراكة إستراتيجية بينهما في مجال الخدمات السحابية، وذلك بعد خلاف طويل قرّرا أخيرا وضعه جانبا، بحيث تغطي الصفقة الجديدة بين الشركتين كلا من الخدمات السحابية الخاصة والعامة. ووفقا للاتفاقية سيتاح لعملاء الشركتين تشغيل برامج أوراكل على منصتي مايكروسوفت السحابيتين "سيرفر هايبر-في" و"ويندوز آزور". وويندوز أزور الذي صدر في فبراير/شباط 2010، هو منصة وبنية تحتية للحوسبة السحابية أنشأتها مايكروسوفت لبناء ونشر وإدارة التطبيقات والخدمات من خلال شبكة عالمية لمراكز البيانات التي تديرها، وهي تقدم المنصة كخدمة، والبنية التحتية كخدمة. أما "هايبر-في" فهو بيئة لإنشاء منصات افتراضية على الأنظمة العاملة بمعمارية X86-64، وطرحت مايكروسوفت أول نسخة تجريبية منه مع نسخة محددة من ويندوز سيرفر 2008 في يوليو/تموز 2008. وحسب الاتفاق ستمكن مايكروسوفت عملاء ويندوز آزور من تشغيل برمجيات جافا وقواعد بيانات أوراكل وخادم أوراكل "ويب لوجيك"، في حين ستجعل أوراكل من لينوكس متاحا لعملاء ويندوز آزور. ومن المفارقة أن هذا الاتفاق يعني -حسب وكالة رويترز- أن مايكروسوفت تروج على نحو فعال لنظام لينوكس والبرامج المعتمدة على منصة جافا، وهما المنافسان العتيدان لمنصتها ويندوز، لكن الشركة ستستفيد من أن المستهلك سيدفع مقابل خدمات مراكز بياناتها بغض النظر عن البرنامج المستخدم. وجاء الإعلان عن هذه الشراكة ضمن مكالمة جماعية عُقدت بين الشركتين، حيث قال المدير التنفيذي لمايكروسوفت ستيف بالمر إنه وعلى الرغم من الأمور الكثيرة التي حدثت سابقا فإن الشركتين ستستمران في التنافس في هذا المجال، ومن جانبه قال رئيس شركة أوراكل، مارك هرد إن الشراكة الجديدة جاءت بهدف تحسين القدرات الخاصة بالشركة ولكن أيضا للسماح للعملاء بالاستفادة من قدرات الشركتين معًا. ويذكر أن العلاقة بين مايكروسوفت وأوراكل تميزت بالمنافسة الحادة على مدى عقود مضت ووصلت إلى حد المنافسة الشخصية بين الشريك المؤسس لمايكروسوفت بيل غيتس والشريك المؤسس لأوراكل لاري إليسون. كما تجدر الإشارة إلى أن أوراكل كانت قد ألمحت يوم الجمعة الماضي إلى إمكانية حصول هذه الشراكة مع مايكروسوفت، ولكنها قالت بالمقابل إنها تخطط للإعلان عن شراكات تقنية جديدة مع شركات غير مايكروسوفت، مثل "سيلفورس" ونت سويت".
