بعد مسيرة نضال وعطاء أدبي وفكري وصحفي ووطني غير محدود.. مسيرة طويلة بطول حياته وعرض زمانها , قدم خلالها ما يقدمه الفارس المكافح والمنافح في عزة وكرامة وحرية وطنه من بطولات وتضحيات تجسد وفاءه الكبير لواجبه ومبادئه وقيمة وعملة الدؤوب والصامت دون جلبه أو ضوضاء أو جلجلة إعلانية.. وسلك خلالها دروب الريادة باحثاً ومفكراً ومؤرخاً وكاتباً وصحفياً لامعاً حمل هم وطنه وأمته وتنكر لنفسه عن إقناع وقناعة وأدرك حجم رسالته , وخطورة قضيته , وعظمة وقدسية وخلال واجبه وعمله الذي هو به منشغل .. بعد ان شرق وغرًب وتوغل في بواطن المدن والصحاري وحافات البوادي الممتدة على امتداد ساحة الوطن الكبير جندياً مخلصاً وقائداً عسكرياً ناجحاً بعد ان شارك مفكراً وكاتباً صحفيا في في مئات الندوات والمؤتمرات الفكرية والأدبية والسياسية , وقراء آلاف الكتب والمراجع وخاض شتى المعارك الأدبية والفكرية والصحفية ' وعاصر والتقى وعايش أجيال كثيرة من القادة السياسيين والمفكرين الصحفيين والإعلاميين بعد حياة حافلة بالعطاء قدم خلالها العديد من المؤلفات الفكرية والثقافية والسياسية وكتب آلاف المقالات الصحفية المتوازنة بعد هذه الإسفار الطويلة والصراع المحموم والمحتدم مع المرض ترجل فارس الفكر والإبداع والصحافة وألقى سيفه وقلمه وخلع لامته , وهوى النجم ومات المفكر والمؤلف والأديب والكاتب والمناضل الجسور والوطني الغيور القائد العقيد الركن / عبيد مثنى الحاج. أنباء موتك هزّتني فَجاءتُها _ وزَلزلَ القلب أي زلزالِ أحسست انَّ الرياض استوحشت وبكت_ مثلي وان فؤادي ليس بالسَّالي وأن بوابة الأفراح مقفلة_ ولم تكن تشتكي من جور أقفالِ الحديث عن فقيدنا الراحل العقيد الركن/ عبيد مثنى الحاج المناضل الجسور والوطني الغيور والقائد الفذ والمؤرخ والمفكر والباحث وهذا ليس غريبا ان نتساءل ماذا نكتب عنه ؟ أنكتب عنه إنسانا .. له من الأخلاق العالية حظ عظيم , وسهم وافر .. يشهد بأخلاقه كل من اتصل به عن قرب ..؟! حيَّ القلب , كريم الطبع, سهل التعامل ولا تدور المداهنة في عرصات قلبه ولا تحوم المواربة على جنبات صدره نموذجاً إنسانيا تميز بمزايا نادرة في سلوكه وأخلاقه وعلاقاته وتفانيه المخلص لخدمة الآخرين.. أنكتب عنه مناضلا جسورا ووطنيا غيورا تواكبت محطات عمره مع ابرز المنعطفات التي مر بها الوطن وعاصر وعاش أصعب الأحداث التي تعرض لها , ومنذ فجر صباه نذر حياته للدفاع عنة , وقدم التضحيات تلو التضحيات ' فضرب أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص لوطنه وصاغ صورا مثلى للصمود والنضال البطولي من اجل حرية وكرامة وعزة شعبه , ولم يبخل علية بوقت أو صحة أو مال , ولم ينقص قدر كرامته او يحني هامته يوماً لأعدائه... أنكتب عنه قائداً عسكرياً فذاً ونموذجاً فريداً وفياً لواجبه ومبادئه وقيمه منذ لحظة انتمائه الأولى إلى سلك الجندية , لم يتوقف عطائه الوطني والنضالي في كافة المراحل ومختلف الظروف العصيبة أو المواقف الحساسة التي شهدها وطنه ' بل ظل نهر عطائه متدفقاً من خلال تدرجه في العديد من المناصب العسكرية والقيادة الحساسة التي لا يعين فيها إلا رجل جدير بها متمكن وقادر على القيام بمسؤولياتها وتبعاتها بكل كفاءة واقتدار.. أنكتب عنة مؤرخاً واسع النظرة ثاقب الرؤية , قوية الخطوة , صادق العزيمة , عالي الهمة , التاريخ مجال تخصصه العميق وإسهاماته فيه تلك الإسهامات ذات العمق والنظرة المقاصدية.. أنكتب عنه اديباً وكاتباً وصحفياً لامعاً , وهو صاحب الأسلوب المتميز بطريقته ومنهجيته ومعالجته للموضوعات والأقدر على تحليل المشاكل وإبراز الحقائق وإلجام الخصوم بالحجج والبراهين وهو صاحب البيان المشرق والفكر النظيف المعانق للأمل المشرق والمتجدد والمفعم بالمبادئ والأفكار التي لا تحمل سوى هم الوطن والانتصار لقضاياه العادلة .. وهو صاحب القلم السبان واللفض الجزل والعبارة المكثفة الأخاذة , والامتداد النابه لمدرسه سابقيه من الأدباء والكتاب التي يتعانق فيها الفكر والأدب وتختلط العاطفة بالنظرة الثاقبة او الانتماء واشد ما يكون الانتماء الى وطنه وأمته .. وهو الكاتب والباحث والمفكر والصحفي والمناضل بالكلمة الصريحة والشجاعة الذين ملاء الصحف والمجلات والكتب بالآف المقالات وانفق عمرة كله مناضلا بالفكر باللسان والقلم .. نعم نكتب عنه كل ما مضى وزيادة .. ولسنا مغالين في حبه ووشاته ولسنا مؤاخين عن ذلك ايضاً.. ؟! وهل يستطيع احد ان يؤاخذنا بحب إنسان ومناضل وقائد ومؤرخ وباحث ومفكر وكاتب وصحفي وهب حياته وفكرة وقلمه ونذر جهده ووقته لاستعادة عزه وكرامة وطنه والإقلاع به من جديد نحو مصاف العلا والمجد والسؤدد. كان مثالاً للأخلاق والتسامح والسمو , كان حريصاً على إدراك واجبه . والعمل على أكمل وجه وله ارتباط جيد وعلاقات أخوية مع كل من عايشه سواء في إطار العمل او خارج نطاقه , كان إنسانا متميزا , حينما تنظر إليه تجد فيه البساطة والأصالة يستقبلك بكل ترحاب يسألك عن حالك ويعرض عليك خدماته وتجد منه النصح في الإخلاص بالعمل والتفاؤل بمستقبل أفضل كان قائداً عسكرياً فذاً ومعلماً ومربياً مخلصاً لزملائه ومرؤوسيه , استطاع ان يجمع بين العلم والمعرفة , وبين التقاليد العسكرية وسمو الأخلاق , بين فكرة الكبار والمفكرين وبين التواضع والشموخ يحل قضايا العمل بروح شفافة وجريئة , وقدرة على الابتكار والحلول ومتابعة تنفيذها ليس سعيا وراء مصلحة او منفعة , بل حباً وعوناً للآخرين, كان رجلا صادقا متسامحا كل من يعايشه او يعمل تحت قيادته يشعر بالألفة والانسجام والرغبة الشديدة في العمل , والقرب منه وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد , ابتسامته التي لا تفارق وجهه البشوش ونكاته وطرائفه التي لا تفارقه ابداً جميعها تعكس فكر هذا القائد وذكائه وقدرته على الوصول الى العقول والقلوب وكسب احترام وتقدير الجميع .