اشتباكات في هضبة حضرموت وطيران حربي يستهدف وادي نحب    ريال مدريد يعير مهاجمه البرازيلي إندريك إلى ليون الفرنسي    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء من المرتفعات ونصائح للمزارعين ومربي الماشية والنحل والدواجن    مفتاح: جمعة رجب محطة إيمانية تجسد هوية الأنصار وجاهزية اليمن للجولات القادمة    الصحفية والمذيعة الإعلامية القديرة زهور ناصر    صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    رام الله: مستوطنون يهاجمون الفلسطينيين في دير دبوان وينهبون مواشيهم    طيران العدوان السعودي يستهدف "أدواته" في حضرموت وسقوط قتلى وجرحى    عاجل: إصابة 12 جنديًا في عملية تطهير هضبة حضرموت من المتمردين المطلوبين للعدالة    كاتب حضرمي يطالب بحسم الفوضى وترسيخ النظام ومعاقبة المتمردين    اليمن يتوعد الكيان المؤقت بما هو أشدّ وأنكى    ترامب يعلن تنفيذ ضربات "فتاكة" ضد تنظيم القاعدة بنيجيريا    ما بعد تحرير حضرموت ليس كما قبله    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    أبو الغيط يجدد الموقف العربي الملتزم بوحدة اليمن ودعم الحكومة الشرعية    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مرجع حضرموت" وذاكرتها الثقافية والتاريخية الذي سبق عصره النابغة الباحث الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي
نشر في الجنوب ميديا يوم 30 - 10 - 2013

لم يكن الفقيد الراحل الرائد الباحث الاستاذ عبدالرحمن عبدالكريم عبدالقادر الملاحي مجرد كاتب او مثقف أو مؤرخ عبر في حياة حضرموت وذاكرتها الثقافية والتاريخية فحسب ، ولم يكن نجما لمع فيها حينا من الدهر وأفل ولكنه كان – رحمه الله– نابغة فكرية وإبداعية ، وقيمة ثقافية موسوعية ، ومرجعا تاريخيا وتراثيا أصيلا توحدت فيه النزعة البحثية والشغف بالدراسات بالنزعة الابداعية وامتلاكه القدرة الفنية والسيطرة على أدوات الكتابة الرصينة التي تذكرنا برواد ثقافتنا وتحيلنا الى عمالقة التاريخ والمؤرخين الحضارمة ومنهم الأساتذة بامطرف ، باوزير، الشاطري، بافقيه ، الحامد، البكري، الناخبي، باحسن ،الحداد ، ابن هاشم، السقاف وغيرهم كثير ممن ساروا على دروب التاريخ والتراث والفلكلور والثقافة الحضرمية المستنيرة العريقة.
وقد دفع الاستاذ الملاحي ثمن نبوغه المبكر ومواهبه الكبيرة من راحته وراحة أسرته ، وعاش متنقلا بين مدن وأرياف وحواضر وبوادي حضرموت يرصد الجغرافيا والتاريخ والفنون من مصادرها وينهل المعلومة من منابعها الصافية فجمع بين القديم والجديد ، وربط الأصالة بالمعاصرة وساهم في إحياء التراث باعتباره المحور والأساس الراسخ الذي يشيد على قاعدته التجديد الذي يعبر عن آفاق العصر . فظل نسيجا متفردا إماما في الصحافة وحجة في التحقيق وعلما في الكتابة والتأليف، وسيبقى مثالا حيا للمؤرخ الصادق النزيه الذي سبق عصره ، ورمزا للمبدع الوطني الكبير عبر الأجيال .
المثقف الموسوعي
وأستاذنا الملاحي هو المثقف الموسوعي الشامل ، فهو مؤرخ ومحقق لا يبارى ، وهو باحث في التراث والفلكلور والفنون لا يجارى ، وهو كاتب مسرحي رائد من جيل المؤسسين للمسرح الحضرمي وقد أبدع بحثا رصينا عن تاريخ المسرح يعد مرجعا لكل من اراد ان يدرس تاريخ المسرح في حضرموت ، وهو كاتب مقالات من طراز متميز ، ومحاضر في ميادين كثيرة من نمط رفيع ، وهو دائب البحث لا يتوقف عن العمل ، يغيّر في الوسيلة ، يجدد في الشكل ، يلعب باللغة حينما يتطلب الابداع ذلك ، ويتفنن في الصور وأساليب التعبير ولكن الهدف يبقى راسخا ، ثابتا ، شامخا ، لم يختلف باختلاف الزمن أو المدن أو الحكام . وهنا تتجسد قيمة ومنزلة الباحث العملاق الملاحي ..
ولئن كان الباحث الحصيف سليل بيت تشرف أهله وبالأخص والده بخدمة الرسالة الخالدة رسالة الدين الاسلامي الحنيف فمن حقه أن يحافظ على هذا الانتماء الروحي في مجالات مواهبه لأداء واجب خدمة المجتمع والوطن .
وعلى ضوء ذلك فحيثما حل او أقام الاستاذ عبدالرحمن الملاحي يقصده المثقفون من كل حدب وصوب ، ويحتفي بحضوره الباحثون ، في وطنه وخارج وطنه ، مثلما يحتفي به عامة الناس باختلاف مراحلهم العمرية للأبعاد الانسانية في شخصيته الفذة ولأنه احب الناس والوطن ، وخدم تراثه الحي ومجتمعه في مسقط رأسه مدينة الشحر التاريخية وحضرموت والوطن بأسره خدم وطنه ثقافيا وسياسيا واجتماعيا ، وسخر طاقاته من أجل الناس فعاش في قلوب الناس .
مرآة الرحيل والنعي
ودع فقيد الوطن الأديب والباحث الاستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي وطوى صفحته الأخيرة في الحياة قبيل فجر يوم السبت 2/نوفمبر/2013م في الساعة الواحدة صباحا بمنزله في مدينة الشحر عن عمر ناهز 80 عاما ، وقد شيع جنازته والصلاة عليه والدفن عصر نفس اليوم السبت في جامع ومقبرة جامع باهارون بالشحر . وتقدم جثمان الفقيد في موكب جنائزي كبير عن محافظ حضرموت الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة ومدير عام فرع مكتب الثقافة بها وقيادات السلطة المحلية في مديرية الشحر والمؤسسات الثقافية والتعليمية والإبداعية بحضرموت وعدد من الأدباء والمثقفين وأصحاب الفضيلة العلماء والشخصيات الأكاديمية والاجتماعية وأهالي ومحبي الفقيد وجمع غفير من المواطنين..وعبر المشيعون عن تعازيهم ومواساتهم الحارة لأسرة فقيد الوطن مؤكدين أن برحيله خسر الوطن واحداً من أبرز مثقفيه وأعلامه الكبار خسر وطنيا غيوراً ومخلصاً قدم بكل سخاء وعطاء جهده ووقته في تعليم الأجيال ونشر المعرفة والثقافة والتنوير وإرساء الوعي التاريخي وتأصيل الهوية الوطنية لدى الجماهير .
وقد نعى رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي رحيل الباحث الكبير في برقية الى أسرته كما نعته السلطة المحلية والأطر الثقافية والإعلامية في محافظة حضرموت مشيدة بحياة حافلة بالعطاء والإبداع في المجال التربوي والثقافي والأبحاث الاجتماعية والتأليف والتدوين في التاريخ والتراث الشعبي .. وأشار بيان النعي إلى أن حضرموت واليمن عامة فقدت برحيل الملاحي واحداً من أبرز القامات الأدبية والإبداعية التي أثرت الساحة الوطنية بكتاباته وإبداعاته في مجال الثقافة الشعبية والاجتماعية منوهاً إلى مناقب الفقيد وجهوده المثابرة والمتفانية في خدمة العمل الثقافي والتأليف والبحث التاريخي والتحقيق والتدوين للتراث والموروث الشعبي والبحري .
كما نعاه أيضا عدد من الرؤساء السابقين علي ناصر محمد ، وحيدر أبوبكر العطاس ، وعلي سالم البيض ، وعلي عبدالله صالح ، والعديد من المؤسسات الثقافية والاجتماعية والدينية والسياسية ومنها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، واتحاد ادباء وكتاب حضرموت ، وسكرتارية جمعية الفنانين بحضرموت ، وتحضيرية أدباء وكتاب الجنوب ، وجمعية الشحر للثقافة والتراث ، و مكتب مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان أمل بالشحر ، رباط المصطفى بالشحر للدراسات الاسلامية ، وغيرها ...
سيرته العلمية والإبداعية
*من مواليد مدينة "الشحر" ، أبصر الوجود في أكتوبر عام 1936م ، نشأ في بيت علم وتربية فوالده العلامة الفقيه ومفتي الشحر العلامة الشيخ عبدالكريم بن عبدالقادر الملاحي عالم جليل معروف ومربي في المدينة كان له دور في تربيته ونبوغه .*منذ بواكير حياته شغف الصبي عبدالرحمن الملاحي بحب الاطلاع ، ولا عجب فقد أبصر الوجود وأمامه في المنزل مكتبه والده العامرة بالمراجع الدينية والفقهية وكتب التراث العربي ، فنشأ على حب القراءة والإطلاع وتشرب المعرفة من مناهلها الصافية ، وأنكب على الدرس والتحصيل حتى أصبح بحرا زاخرا من التاريخ والثقافة والمعرفة والنباهة والذكاء ، ولكن الدرس المؤثر الذي تركه والده في نفسه هو الجد والانضباط والتواضع .
*تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة "مكارم الأخلاق" بالشحر، ثم المدرسة المتوسطة بغيل باوزير حيث أنخرط في الأنشطة الأدبية التي ترعاها المدرسة وانتخب رئيساً للجمعية الأدبية بالمدرسة حينها .
*التحق بدار المعلمين وتخرج منها معلما في مارس 1953م . ثم تنقل في العديد من المناطق النائية والريفية بحضرموت معلماً في مدارسها فمديرا ومنها مناطق المشقاص ودوعن وقد استلهم من هذه المناطق عاداتها وتقاليدها وتشرب بسحر طبيعتها الخلابة وما تمتاز به من قيم وأصالة .
*في سبعينات القرن الماضي انتقل عمله من التربية والتعليم إلى ديوان وزارة الثقافة والسياحة بعدن مشرفاً على المراكز الثقافية في اليمن الديمقراطية آنذاك في العام 1973م ، وعند افتتاح مكتب الوزارة في حضرموت عام 1975م تحمل مسئولية ادارته حتى العام 1980م، وبعدها بفترة زمنية التمست الحاجة له لتنشيط الفعل الثقافي وإدارة مكتب الثقافة بالشحر فاستجاب ، ثم تفرغ لكتابة الابحاث التاريخية والاجتماعية ، وفي عام 1992م أحيل إلى التقاعد .
*شارك في لجان التنقيب عن الآثار والتراث بحضرموت عام 1974 والتي تنقلت في العديد من المناطق وأسهمت في جمع وتدوين التراث والموروث الشعبي وحفظه .
*أول رئيس لفرع اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين بحضرموت خلال الفترة من عام 1977- 1981 ،وله نشاط ككاتب مسرحي في كثير من الأعمال الأدبية المسرحية .
*انتخب أمين عام اتحاد المسرحيين اليمنيين في عدن ، وترأس الوفد اليمني في مؤتمر المسرح بالوطن العربي بدمشق خلال الفترة من 15- 22 مايو 1973م وقدم فيه بحثا عن ((تاريخ المسرح باليمن)).
*ساهم مع الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار في تأسيس منتدى الاثنين المحضاري وتولى بعد رحيل المحضار ادارة مركزه لفترة من الزمن تحت مسمى "امين عام المركز" والذي يضم متحفا لتراث وأعمال الشاعر الكبير المحضار.
*له العديد من الاسهامات في المجال الرياضي والاجتماعي وقد رأس نادي الشباب الرياضي بالشحر.
مؤلفاته ومآثره
لقد كان الرائد الملاحي حاضراً في العديد من الأنشطة الثقافية في الخارج كالمؤتمرات والندوات وغيرها .. ومن أبرز أعماله الثقافية في مجالات التراث والتاريخ والأدب والفنون ، الاصدارات التالية:
1)الدلالات الاجتماعية واللغوية والثقافية لمهرجانات ختان صبيان قبائل المشقاص- ثعين والحموم (مطبوع عام 2001م- التوجيه المعنوي صنعاء).
2) الحضارم في ممباسا ودار السلام 1930-1960م (مطبوع عام 2004م دار حضرموت للدراسات والنشر المكلا- حضرموت).
3) ملامح من التداخل المعرفي بين ربابنة حضرموت وعمان (طبع بإشراف وزارة الثقافة بسلطنة عمان) .
4) معارف ربابنة جنوب الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر، روزنامة الربان بامعيبد ..تحقيق (مخطوط).
5)الصراع الحمومي القعيطي (مخطوط) .
6) صفحات من تاريخ مدينة الشحر ويضم عدة أبحاث تاريخية وأدبية وعلمية بالمدينة (مخطوط) .
7)أبحاث من حضرموت (مخطوط)، وقد كتب ما يزيد عن 20 بحثا.
8)تاريخ المسرح في حضرموت (مخطوط) .
9)المرأة في مسرح المحضار الغنائي (طبع سابقا بآلة الرونيو) .
)10ألف مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها (الثائر المجهول) التي قام بتمثيلها عام 1968 طلبة مدرسة مدرم بالمكلا، (وأشرقت الشمس) التي قام بتمثيلها إتحاد الطلبة بالشحر عام 1970م وعرضت في كل من لحج وعدن. و(الحصاد)عام1973م إضافة إلى كتابة التمثيليات والمسرحيات المدرسية ومنها (حراس القرية) و(لأجل أبي) و(الشركة العالمية)و(النداء) و(الرحالة)التي حازت على جائزة من وزارة الثقافة والسياحة بعدن. كما كتب المسرحيات التاريخية ومنها (أسطورة أبي عنك) .
11)له العديد من الدراسات والأبحاث الاجتماعية المنشورة في الدوريات والمجلات والصحف .
شهادات وتكريم
لقد كُرِم أستاذنا الملاحي مرات كثيرة ومنها تكريمه في يوم الأديب العربي، ويوم المسرح، ومنح وسام 30 نوفمبر لمناضلي الثورة اليمنية ، كما كرم أيضا من قبل العديد من المؤسسات السياسية والإعلامية والمراكز الثقافية . وقد ترك رحيل الملاحي "مرجع حضرموت" – كما يحلو للوسط الثقافي نعته- لوعة لدى محبيه ومتابعيه وتلاميذه وفراغا سيظل شاغرا لسنين طويلة ، سالت على أثر هذا الاحساس بالفقد والفراغ الذي تركه الراحل أقلام المثقفين والإعلاميين وأساتذة الجامعات في إشادات وشهادات على تعدد جهاتها وكثر أصحابها تقر حقيقة عبقرية رجل عم نفعه أرجاء الوطن بل وأوطان جيرانه ، وان باب حقبة جميلة قد أغلق برحيله ..
د.محمد ابوبكر حميد
فقدت مدينة الشحر واحدا من أبر أبنائها وفقد التاريخ والتراث في حضرموت رجلا عاش حياته مجتهدا ومخلصا في خدمته بالكثير من الاسهامات والمشاركات والمؤلفات . الاستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي كان أستاذا مخلصا وصديقا حكيما اجتمعت فيه من خصال الاريحية بقدر ما اجتمعت فيه من صفات المروءة التي لا تجتمع إلا في أفذاذ الرجال أمثاله رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا اليه راجعون.
د.عبدالقادر باعيسى
بعض الناس تدعوك أخلاقهم للتعبير عن محبتك لهم تلقائيا في أكثر من موقف، وتشعر أن ما تشعر به نحوهم يحمله ناس كثيرون يشاطرونك الشعور نفسه وربما يفوقونك فيه، ومن هؤلاء الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي الذي ما أحاط به حب الناس إلا لأنه من القلائل الذين أبدوا نصاعة في لطف المعشر وجميل الخصال. الباحث الملاحي خبر الحياة فانعكست في تجربته حصافة عقل وغزارة معرفة ورؤية ثاقبة للأمور ومستقبلها، واللافت أنه كلما تقدم به السن ازداد نشاطا في الكتابة كمعلم ثقافي كبير في واقعنا المعاصر. كان صوته لا يخلو من تفرد في كثير من القضايا التي ناقشها بناء على ما طرأ على الحياة والفكر من تطور وبناء على ما توافر لديه من قراءات تراكمية . رحم الله شيخنا الملاحي .
الأديب الشاعر صالح سالم عمير
عرفت الراحل منذ أن كان مديرا للثقافة بالمكلا ، وأذكر أنني شاركت في الأمسية التي نظمها مركز بن عبيدالله بسيئون و حضرها كوكبة من المثقفين من الوادي والساحل لتكريم الراحل العزيز ، شاركت بمداخلة ، عبرّتُ فيها عن اعجابي بكتابات الرجل الإبداعية المتنوعة ، و أشرتُ فيها ، بأن الحكايات التي تنشر له في صحيفة – حضرموت الثقافية – تذكرني بحكايات الدكتور : عبدالسلام العجيلي أحد أعلام القصة و الرواية في سوريا – توفي عام 2006 – فإن كان العجيلي نابغة الشام فالملاحي نابغة حضرموت واليمن . و قد جمعتنا الأقدار في أحد مهرجانات اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين في عدن ، و تم تكريمه فيه ، و لمستُ عن كثب تواضع الرجل ، و بساطته ، و وقاره ، و أخلاقه العالية ، و إخلاصه في خدمة وطنه و ناسه .. و الحديث يطول عن هذه الهامة و القامة الشامخة .. تغمد الله الفقيد بواسع الرحمة و المغفرة .
الاستاذ خالد عوض باخريبة
ثمة رجال في الحياة يعبرون في الذاكرة دون أن يتركوا عليها أثرا أو بصمة ، وثمة رجال يقيمون فيها فلا يغادرونها مهما تقادم الزمن وهؤلاء هم النوابغ و الأعلام ومنهم فقيدنا الأستاذنا عبدالرحمن الملاحي . عرفته منذ كان مديرا للمدرسة المتوسطة القديمة بالمكلا وكنت طالبا فيها ، فقد عرف بتواضعه وبساطته وحسه الانساني العالي وكان تعامله مع الطلاب تعامل الأب الحاني على أبنائه فكان شديد الإفادة والتأثير فيهم . وقد زرته الى منزله بالشحر في رحلتي الأخيرة لحضرموت في يوليو الماضي ووجدت الملاحي كله تفاؤل وإقبال على الحياة وهو في الثمانين ، فأدركت سر حب الناس على اختلاف مشاربهم وطوائفهم له فهو يمثل لهم مرجعية حضرموت التاريخ والثقافة ، حضرموت التواضع والبساطة والقيم والإخاء والتقاليد الأصيلة . وسيظل الملاحي صوت التاريخ الحضرمي الذي استطاع تأصيل ذاكرة وطن وتجسيد آمال امته في أبحاثه ودراساته ..عليه رحمة الله .
دموع الشعر والشعراء
لقد حرك هذا المصاب الوطني بفقد المؤرخ الكبير مشاعر الشعراء وهز قرائحم الشعرية فهطلت سحب قوافيهم وجادت بالشعر الرقيق الذي عبروا فيه عن الخسارة العظيمة بفقد الراحل وأشادوا ببصمته المميزة وبجهوده الساطعة في مآثره وعددوا مناقبه وانجازاته العلمية والثقافية . فالشاعر "سامي أنيس الكثيري" عبر عن قبلات الوداع المضمخة بشذا الطيب والتي أهداها لروح الفقيد الذي عده في مطرح الخالدين فقال :
مديت يدي تزاحم في وداعك أيادي *** ياخير من هو رحل
ودعتك الله يهديها لروحك فؤادي *** قُبلة من أحلى القُبل
تحوي شذا كل طيب *** تقصد مؤرخ أديب
في مطرح الخالدين *** ع البعد الله يعين
وفي رمزية جميلة عبر الشاعر الكثيري عن حزن وادي سمعون وجبل ضبضب والبحر وكل هذه الأمكنة والمفردات الواقعة في مدينة الشحر قد وضع الراحل بصمته في تدوين تاريخها ، وهي هنا رمز للشحر وأهلها . فعبر الشاعر عن أسى مدينة الشحر وحزنها العميق بقوله :
سمعون ينحط وضبب زف نعشك يحادي *** حطت عليه العلل
والبحر يهذي على ذكراك سارح وغادي *** يضرب بحبك مثل
من قال نجمك يغيب ؟ *** في ذا الزمن يالأريب
يارمز طول السنين *** ع البعد الله يعين
أما الشاعر المتألق "محمد سالم بن داؤود" والذي ينظم أشعاره بالعامية وينظم أيضا بالفصحى ، فقد جادت قريحته في رثاء الفقيد وتأبينه بقصيدته الفصيحة التي أشاد فيها بإرادة الفقيد وعزيمته وإصراره في أن ينفق رحلة العمر بسخاء لتدوين التاريخ وأحياء تراث الاجداد وفي ذلك ضاهى أفذاذ الأعلام وأستحق نيل الامجاد ، وفي وزن رشيق آسر نجتزئ مما قاله الشاعر "ابن داؤود" :
إصرار عانق إعجازا *** من عهد ثمود أو عادِ
أيميت خريف العمر على *** إحياء تراث الأجدادِ
بجناح خيال وأياد *** تمتد لنيل الأمجادِ
علمٌ بأنوف زواياه *** ضاهى أفذاذ الأعلامِ
سهل من حيث الأخلاق *** صعب من حيث الأرقامِ
تاريخ ينثره دررا *** عبدالرحمن الملاحي
إن الأمم الراقية هي التي تعتز بعظمائها ورموزها وتقدر جهدهم وجهادهم وتعمل على تخليد آثارهم ، أما الأمم التافهة المتخلفة فتنسى رجالاتها وماضيها ولا تعيش إلا لحاضرها . فمن الوفاء لوطننا أن نكون اوفياء لرموزنا ورجالاتنا العظام كالأستاذ النابغة عبدالرحمن الملاحي وذلك بطباعة مؤلفاته ، وإحياء ذكره ومآثره ، والاهتمام بأسرته كحق له على وطنه الذي بذل في خدمته النفس والنفيس واستهان بكل غال وثمين وكتب بدمه ونور بصره صفحات مجيدة ناصعة من أدب وثقافة وتاريخ هذا الوطن .
رحم الله عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.