أيام زمان كان البسطاء من الناس يتحدثون عن مخاوفهم من الطهاشة والنمارة والذئاب وما إلى ذلك من الوحوش، لكن الحكمة التي استقرت عندهم -بعد التجارب والمعرفة- أن الحيوان ليس هو مصدر الخطر، وأن الإنسان الخبيث الذي لا يتورع عن القتل والعدوان هو وحده مصدر الخطر الحقيقي، ولهذا كانوا يقولون "ما طاهش إلا أسود الرأس"، إذ ليس هناك أسود الرأس من بين هذه المخلوقات إلا الإنسان!! وكلما سقطت طيارة حربية ثار الحديث عن الصندوق الأسود.. الطيارة سقطت برصاص والصور كشفت هذا الأمر عيانا بيانا وبما لا حاجة بعده لصندوق أسود ولا أصفر، ومع هذا الكلام كله عن الصندوق الأسود. وعلى كل حال: فسواء كشف الصندوق الأسود عن شيء أو لم يكشف فالحل الذي يكمن بيد الرئيس عبدربه منصور هادي واللجنة العسكرية هو ضبط "أسود الرأس" وليس فحص الصندوق الأسود!!