الإحسان ..أعلى مراتب السمو الروحي الذي يحصل عن طريق ممارسة مادية وروحية متناسقة ومترابطة كترابط الروح والجسد في الكائن الإنساني المكرم .. الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).. أي درجة هذه من الشفافية والرقي والمراقبة وأي حالة من التجلي والجلاء والانبهار بالحقيقة المطلقة والحب الخالد.. إنها حالة تحرر من أوحال الطين ورواسب التراب ومخاوف العبيد .. ودناوتهم كما هي تخلص من كثافة التراب الثقيل التي تدفع بالانسان إلى أسفل السافلين، حيث زرائب البهائم وغابات الوحوش المفترسة فينفجر الإنسان بأخبث ما فيه على شكل مقابح أخلاقية سوداء من حقد وكراهية وحسد وأنانية، حتى يتحول الإنسان اللطيف إلى مخلوق شديد اللزوجة وشي آخر من السواد و الظلامية يتجاوز فيها درجة الذئاب والوحوش التي تصبح امام التحول الهابط للإنسان مخلوقات وديعة ومؤنسة بجانب الإنسان البهيمة والوحش المفترس يستدعي الفزع والفرار منه كما صور ذلك الشاعر العربي القديم عوى الذئب فأستأنست بالذئب إذ عوى وصوّت إنسان فكدت أطير لنهرب إذاً من كل هذا القبح إلى الإنسان السوي إلى الإحسان الإنسان، ولعل الجمعة محطة جميلة للتطهير الروحي عن طريق تجديد العلاقة مع الله وتحسس أحوال الجيران والأقارب والأرحام والمسح على رأس اليتيم والدخول في الجمعة كحالة روحية وفرصة للمراجعة الأسبوعيةوجمعتكم مباركة.