الثقافة هي نمط حياة المجتمعات وعاداته وتقاليده ونظرته إلى الآخر والواقع أشخاصاً وأفكاراً وأشياء وأسلوباً للتعامل مع الأشخاص والأفكار والأشياء، ولهذا تكون الثقافة هي الحضارة، وتحدّد مستوى حضارة الأمم أو تخلُّفها. ولا شك أن الحوار هو الصورة الأبرز التي توضّح صورة ثقافة أي مجتمع وتحضّره وتخلّفه أيضاً، فالحوار هو ظاهرة إنسانية تميّزه عن غيره من المخلوقات، كما يعد علامة رقي الإنسانية. وتطوّر وسائل الحوار يسير مع تطوّر ثقافة المجتمعات نحو الأنسنة والعيش المشترك والتطوّر، ومن ثم يجب أن يتحوّل الحوار إلى ثقافة وعادة إنسانية وسلوك في المجتمع إذا أردنا أن نحل مشاكلنا بأسلوب حضاري، وأن نستغل ثرواتنا البشرية والمادية لما فيه خير المجتمع وتطوّره. وللعلم أن انعدام ثقافة الحوار في المجتمع لن يكون البديل إلا تفاقم الأزمات وحضور ثقافة التقاطع والتقطُّع ووسائل العنف والتدمير الذاتي. عندما يغيب الحوار وتنعدم وسائل التواصل والاتصال يصبح الإنسان متوحّشاً سواء أكان في عصر الحمار أم الذرة والسفن الفضائية؛ بل هو يستغل التطوّر لمزيد من الدمار ليثبت أن الإنسان أقسى وأسوأ «سباع» الأرض عندما يفقد احترامه لبعضه ويفقد الحوار والتواصل الثقافي والإنساني الذي يمكّنه من أن يعيش كإنسان يختلف عن الوحوش؛ يتكامل، يتراحم، ينتفض لسفك دماء الناس وأخذ حقوقهم، إنها الإنسانية التي تختلف عن الحيوانات ودونها تصبح الوحوش أكاسرة، والذئاب العاوية أكثر أنساً من الإنسان عندما يتوحش ويفقد لغة الحوار والتواصل، وقديماً قيل في توصيف هذه الحالة المتوحشة للإنسان: عوى الذئب فاستأنستُ بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدتُ أطير [email protected] رابط المقال على الفيس بوك