نحن بحاجة إلى علاقة إنسانية فيما بيننا لإنقاذ مشاريع الحياة ...بحاجة إلى حنان مجتمعي تجففت منابعه بشكل مخيف، علينا أن نعرف أن المجتمع اليمني هو مصدر الحنان والعطف.. نريد انتشار كلمة التشجيع، فالإنسان مهما كبر وشاخ يبقى فيه الطفل .. نريد أن نسمع الكلمة الطيبة على المستوى الفردي والحزبي والنقابي، نشعر بالدفء بدلاً عن التوحش والتوجس.. نريد رفع مستوى الإحساس بآلامنا والتخفيف البيني لأوجاعنا وأن نعيش مع مشاكل يجبرها مجتمع شعاره.. ولابد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أو يسلوك أو يتوجع بين كل الأهل دون تفرقة أو سؤال عن الحزب والقبيلة والمذهب واللون والمال.. العلاقة الاجتماعية يجب أن لا تغيب والعادات الحميمة يجب أن تعود بين الناس.. يجب أن نمارسها كإخوة وجيران وأبناء مجتمع واحد وسفينة واحدة.. بحقوق مكفولة كما كان يفعل الآباء والأمهات والأجداد والجدات، حقوق مصانة وعطف مسكوب لا فرق بين زعطان و معطان ومسلم أو يهودي.. في أعناقنا حقوق إنسانية وإسلامية ووطنية وعيش مشترك نفرط بها كمن يشرغ طفله ببركة ماء ساخن...لنعش حياتنا بعيداً عن التخندق والأحكام المسبقة المفرطة الغباء ..لنفتح صفحة المتفق عليه والمصالح المشتركة سنجدها أكبر بكثير من المختلف. علينا أن نشتغل على هذا المشترك المهم لحياتنا وأمننا وكرامتنا حتى إذا جئنا للمختلف سنتعامل معه بحجمه الطبيعي على قاعدة أخلاق «العيش والملح» والبيت الواحد.. وسنعرف فن الاختلاف ونحول هذا التباين والخلاف إلى مصدر إثراء وتراكم خبرة وحوافز تصحيح.. تعودنا أن ندفن مشتركاتنا ونحولها إلى مختلف نقف ضداً ضد الاشخاص ونحاول أن نتعارك لنزيل بعضنا كأشخاص وكيانات وليس أفكاراً وأخطاء فيتحول المجتمع إلى غابة يتربص فينا الشك والخوف والخديعة ... في جلسة مع الصديق العزيز السفير «مصطفى نعمان» قال كلمة رائعة هنا وفيما يخص تعز هذه الأيام ... «إن قضية تعز اليوم هي قضية تنافر قبل كل شيء وما نحتاجه هو حركة وئام اجتماعي» نعم وئام يقوي لحمة المجتمع ويعيد إليه روح الحب والثقة، بعدها لنختلف ما شئنا فسيكون إيجابياً لأن قيمة احترام الآخر والقبول به كشريك وأخ وعدم احتكار الحقيقة ستكون المحرك الأساسي للحراك السياسي .. أعتقد أن الإنسانية ليست إلا صيانة حقوق الآخر وعندما تتحرك في مجتمع تعلم أنك لن تقهر فيه ولن يؤخذ حقك ولن تهدر كرامتك وأن الجميع سيدافع عنها كما يدافع عن نفسه ستشعر أنك تتحرك بين مجتمع انساني ...وعندما تتحرك بين أناس يقولون إنهم أهلك بينما تعيش خائفاً تتوجس على حقك من الضياع وعلى رأيك من التسفيه والتحقير لا ترى شكل لرحمة أو صورة لمروءة أو وجهاً لوفاء، تعلم أنك تسير في غابة موحشة وحوشها ينطقون ويضحكون ضحكات أوحش من زئير السباع وعواء الذئاب وهنا أجد نفسي مستعيراً دوماً قول الشاعر : عوى الذئب فاستأنست بالذئب اذعوى وصوت إنسان فكدت اطير علينا أن نبحث جيداً عن نوافذ الإنسانية المغلقة وعن مسارب العلاقات الإنسانية قبل أن نتحدث عن السياسة وخلافاتها ونأتيها بعكس العالم من بوابة الدمار والازاحة والخصومة بدلاً عن التكامل والحب والشراكة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك