تسرف النساء أحياناً في اقتفاء أثر الرجل، ويتفنن في تعرية نواياه وفضح مشاعره، يحترفن الغواية للإسراء عبر سمائه إلى أرضه عبثاً باحثات عن المستحيل، يظلمن الرجال بسوء النية وحبس الحرية وتشويه صورة أي شيء جميل تقع عليه عيناه رغبة أو رهبة. بعض الرجال مساكين، يستحقون الشفقة لأنهم يعانون من نساء متسلطات مادياً ومتبلدات حسياً وثائرات غذائياً والنتيجة دائماً أكواماً من الديون والشحوم والعلاقات المؤقتة التي لا تدوم ومزيداً من الهموم والغموم.. فيا أيتها النساء، يا من جعلتنني أثور على بنات جنسي لأكون منصفة رغم علمي بصنف المتنمردين من الرجال، رفقاً بتلك القوارير البلاستيكية المعبأة بالمتفجرات، فإن حلم الرجال بكن طويل، لكن أخذهم شديد، والعقاب الوحيد الذي يرونه مناسباً, لكن زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة، فرفقاً بهم، رفقاً بهم لوجه الله ثم لأجل أن تبقى بيوتكن عامرة بالحب والوئام والتفاؤل. يشكو كثيرون من كيد النساء ولعلي واحدة من النساء اللاتي لم يستخدمن سلاح الكيد حتى هذه اللحظة لأنني أرى أن الحب والهدوء والحوار والتفاهم أسهل بكثير من استخدام الكيد الذي غالباً ما يسكن نحر صاحبه سواءً كان رجلاً أم امرأة. بعضهم يشكون من نساء ينشدن الرفاهية في بيوت أزواجهن وهن يعلمن بمحدودية الدخل وعدم القذرة على فتح أبواب الإنفاق على مصراعيها، بنات شيوخ كما قال أحدهم وبنت الشيخ تريد أن تعيش في بيت زوجها كما كانت تعيش في بيت أبيها. من وجهة نظري أن تكون ابنة الشيخ كتلة شهامة ونخوة ومروءة إلى جانب أنها كامرأة كتلة حنان وعطف وحنكة وتدبير واقتدار على إدارة شؤون منزلها كما يجب، لكن يبدو أننا لا نجيد تربية أبنائنا وبناتنا على الرقي وحب التميز ومحاولة الوصول إلى الكمال أو الشمولية في أبسط صورها المتاحة على أرض الواقع. والبعض أشتكى من متعلمة أنفها يطال السحاب أو أمية أنفها لا يشتم رائحة الجولة و العلاقة الزوجية كما يحبها الزوج، ولذلك أقول اكسرن قيد الخوف وأحطن أزواجكن بالحنان والرعاية مهما كانت عيناه زائغتان، هيا جربن دواء الحنان كما جربتن استهلاك أموال أزواجكن وكما جربتن التجسس عليهم دون أن يشعروا بذلك.. أوقفن مسلسل الكيد والاستعلاء والتنغيص على الأزواج، إنهم أمراء رحلة الحياة وقادة جيوشها وهم بمفردهم من يديرون دفة السفن ويوصلونها إلى شاطئ النجاة. رفقاً بأزواجكن أيتها النساء وعليكن بالاحترام وانتقاء الألفاظ وتنسيق الجمل واستخدام اللمسات الحانية مع كل كلمة تقصدن من ورائها مصلحة، لكن أو لأطفالكن. الصوت المرتفع في وجه الرجل إهانة لرجولته وتنقيص في كمال شخصيته وقدرته على إدارة حياته بنجاح، حين ترفعين صوتك في وجهه تأكدي أنك تهزين عرش مملكته وأن مكانتك في قلبه في سقوط مستمر، فاهدأي وتريثي وانظري في عينيه قبل أن تصرخي، إنه لا يستحق منك كل ذلك. هو الجدار العازل بينك وبين مجتمع يرى المرأة بلا رجل مثل شجرة بلا أوراق وأكثر، بل وأسوأ من ذلك، هو والد أطفالك، والرجل الذي اخترته ورضيتِ أن تعيش في كنفه، هو زوجك الذي جمع بينك وبينه كلمات بقدرٍ من الله فأفضى إليك وأفضيتِ إليه وأخذ كل منكم من الآخر ميثاقاً غليظاً.. هو حبيبك الذي ترين في عينيه الدنيا وما حوت، هو الأمان، والعزوة، وليفك الذي يشغل ساعات عمرك الأنثوي بالمرح.. رفقاً بالرجال أيتها النساء واتقين الله في ما جعلكِ الله مؤتمنات عليه، بيوتكن، وأبناؤكن وأيضاً هؤلاء الطيبين الذين ينامون بصمت إلى جواركن.