نفعل الكثير رغماً عنّا ونتقبل الكثير مما يفعله الآخرون رغماً عنهم وفي النهاية لابد أن يحدث التوازن شئنا أم أبينا، كنت أرفض قبل سبعة عشر عاماً من اليوم كلمة ضرة ولا أتخيل مطلقاً أن أكون امرأة أخرى في حياة رجل له تجاربه المختزلة مع امرأة سواي ولكن كما أسلفت قبلاً نحن نفعل الكثير رغماً عنّا حين يكون الآمر والناهي هو القدر، لكني اكتشفت بقدر مرارة التعدد أنه يصقل كل شيء في المرأة ابتداءً بجسدها وحتى فطنتها وواجباتها المنزلية بل أنني مقتنعة تماماً أنه عامل جيد لنقل الخبرات والتجارب لفتياتنا الصغيرات لأنها تشاهد وتستفيد من خالتها أو خالات زوجات الأب كثيراً من الدروس العملية سواءً في الطهي أو النظافة أو الأناقة أو حتى دروس كيد النساء التي قد لا تجيد تعليمها الأم فتكون الخالة هي المعلم الأول لها! الخالة تلقي فصول الكيد ظانة أنها مؤقتة وخاصة بموقف معين وهي لا تعلم أن سنوات العمر تمر لتبقى بنت الضرة في النهاية تلميذاً غلب أستاذه! اكتشفت ومن خلال ستة عشر عاماً في مدرسة التعدد أن الرجل المتزوج بأكثر من امرأة إن استطاع أن يعدل ويكيف حياته هو عريس كل يوم كما يقال لأن الزوجات يتنافس في إرضائه بشتى الطرق وكل زوجة تتميز بشيء ليس موجوداً في سواها وهو يستطيع أن يميز بقوة ما يعجبه في كل منهن ويبقى ذكياً في المحافظة على تلك المميزات، التعدد للرجل رفاهية اذا استطاع أن يعدل لأن العدل بين الزوجات يصنع مالا يصنعه الحب. وعلى الرجل أن يكون ذكياً في عاطفته فيعطي كل واحدة منهن حاجتها من تلك العاطفة وهذا ليس صعباً أبداً خاصةً في وجود نساء يتقبلن الوضع بكل مافيه وتحديداً إن كان منهن من تعينه على المرور بسلام خلال منعطفات الشراكة المفروضة من فوق سبع سماوات، تعدد الزوجات يشبه تعدد المهن لكنه لا ينجي من الفقر إنما يحدث تنوع في مشاعر الرجل أمام كل امرأة، وهو درس “أي التعدد” لمن لديه أدنى شك في صحة القدر لأنه لولا هذا المكتوب في اللوح المحفوظ لما كان وجود هؤلاء الأبناء من هذا الأب وتلك الأم. ومن من نساء الكون تقبل أن تكون لها شريكة نهار وضجيعة ليل في منزلها؟ لكن بالإمكان طالما وهو من الحلال الطيب وطالما وهو مكتوب لا مهرب منه فإن بالإمكان تكييفه لصالح المرأة على اعتبار أنها الطرف المتضرر في هذه العلاقة مهما كان ترتيبها، فالضرة هي الضرة أولى كانت أم ثانية أم رابعة، والتكييف الذي أقصده أن تحول المرأة ساعات أو أيام غياب الزوج عنها إلى مشروع استثماري ناجح وقد جربت ذلك شخصياً وكان ناجحاً جداً بنسبة 100 %كيف؟ إليكن أيتها النساء برنامج التكيف مع “الطبينة” يجب أن تؤمني في قراره نفسك أن هذا قدرك المحتوم سواءً كنت أولى أم ثانية وتأكدي أن الأخرى في حياة زوجك تعيش نفس عذاباتك لكنك يجب أن تكوني مؤمنة أيضاً أنها لم تزحف على بطنها لتطلب إليه الزواج منها فهو الذي بحث عن زوجة أخرى وإن لم تكن هذه ستكون سواها. هناك حكمة تقول: ليلة تفوت ولا حد يموت يجب أن تتخيلي ماسيكون مصيرك ومصير أولادك إن مات حبيبك هذا؟ قد تجيب إحداهن: ليته يمت ولا يتزوج بأخرى! فأقول: حسناً اعتبرينه يموت يوماً ويبعث في اليوم التالي ليراعي مصالحك ومصالح أولادك. في أثناء غياب الزوج اهتمي بكل شيء في منزلك وانشغلي بالعمل إلى أقصى درجة لأن ذلك يريحك من التفكير الذي يقتل خلاياك الحية فتبدين لمن يراك أكبر سناً من زوجك وضرتك!! أصنعي لنفسك عالماً خاصاً من الرفاهية في غيابه وأقصد بذلك الاهتمام بالجسد “حمامات للشعر تقشير للجسم تخسيس للوزن” كل شيء حتى تفاجئيه عندما يعود بشيء جديد وجميل وصدقيني الرجل يلاحظ كل شيء وإن كان من نوع “أبو الهول” لا يمدح شيئاً فستلاحظين ذلك في عينيه، ويكفي أن يطلب إليك أن تأخذي الأطفال إلى فراش النوم مبكراً!! لا تحاولي بدهائك أن تتجسسي على ضرتك عن طريق زوجك لأنك ستفقدين احترامه لك وتأكدي أن بين كل امرأة وأخرى فرق كما بين السماوات والأرض فلا تحاولي تقليدها أو الاقتباس من سلوكها أنت شيء وهي شيء آخر ولكل امرأة قالب معين والرجل يحب في زوجة من زوجاته مالا يحب في أخرى وهكذا. عليك أن تؤدي واجبك نحو نفسك أولاً ثم نحو زوجك وأولادك وبيتك ولا تنتظري شكراً من أحد ولا يكون اهتمامك به مؤقتاً حتى يسرحها سراحاً جميلاً بل كوني وفيه إذا لم تستطيعي أن تكوني محبة له! أحبي زوجك بصدق وجددي في طرق التعبير عن هذا الحب وتأكدي أن حياة الرجل مع الأخرى ليست عسل*عسل ألم يقل أجدادنا “في كل بيت حمام”! أكثر ما يثير غيرتك هي “لحظة الفراش” التي تحرك مشاعر جنونية في داخلك لكن بلحظة تفكير واحدة يمكن أن تصلي إلى الحل، قولي لنفسك: أ هي امرأة مثلي من لحم ودم ويمكن أن تمرض أو تشعر بالملل من علاقة الفراش. ب لديها سبعة أيام إجازة شهرية مثلي تماماً. ج لا يعني وجود رجل في البيت أنه لابد من الجماع، هي مسألة مختلفة من وقت لآخر. د ولماذا أهتم لأمرها؟ في يومي يمكن أن أفعل ما أشاء. وهنا ستجدين تلك النار«التي جربتها قبلك» قد انطفأت وحل محلها برد وسلام، وخاصة إذا كنت مدركة لقدرات زوجك وأنه ليس “طرزان”. كوني طبيبة لنفسك وصديقة لزوجك ومعلمة لأولادك وبناتك وهنا لن تجدي وقتاً للتفكير بأي شخص آخر، فإذا كانت إحدانا تنسى والديها أحياناً في غمرة الانشغال ودون أقدامهما جنة عرضها السماوات والأرض أفلا أنسى وأتجاهل امرأة مثلي؟ كوني حسنة الظن فلربما كانت تلك الأخرى في حياة زوجك امرأة مؤدبة وملتزمة فلا تتهوري إذاً بإلقاء الأحكام ولا تتركي لزوجك فرصة للمقارنة بينها وبينك فالرجل حين يغضب يفتح كتاب الغيرة الذي يجب أن يكون مغلقاً! يقول المثل “ما طبينة إلا الرجال” وهذا صحيح مليون في المائة فعليك أن تطلبي إليه أن لا يذكرها في يومك إذا كان هذا يزعجك وطبعاً هذا من حقك إذا كان رصيدك عند زوجك مرتفعاً بحسن إدارتك لحياتك والتي حاولت تلخيصها لك في تلك النقاط السابقة. همسة: كوني جميلة من الداخل فالقبح الذي نخفيه داخل قلوبنا سرعان ما يظهر على وجوهنا وفي سلوكنا وتذكري أن الجمال أنواع وألوان ولكن أدوم أنواعه وانقاها جمال الروح.