مواضيع ذات صلة فهد فيصل المعدي لم يعد الحوار الذي يعد الركيزة الأساسية لقياس مدى التطور الثقافي في المجتمعات الإنسانية بتلك السلعة الرائجة وخصوصا في مجتمعنا حيث لم تعد مؤسساتنا الاجتماعية بكل تصنيفاتها تحفل بهذا السلوك الحضاري فهذا الأب لم يتحاور مع ابنه منذ زمن وهذه الأم لا تعرف أن تبني حوارا مع ابنتها حول أمور لا نعلم من أين ستتعلمها الفتاة إن لم تأخذها من أمها؟! وعندما تخرج إلى العمل يستقبلك مدير مركزي لم يسمع بكلمة حوار ولا يعلم كنهها فالقرارات والخطط لا نقاش فيها وليست قابلة للنقد. أما في مدارسنا فحدث ولا حرج فكلمة (اسكت يا ولد) قد تكون القاسم المشترك الأكثر تداولا بين جل معلمينا مما أوجد لدينا جيلا نشأ على تلقي كل شيء سواء عن قناعة أو عدمها مما جعل العين الناقدة تكاد تنعدم لدى غالبية هذا الجيل، لماذا لا ندرب أنفسنا والآخرين على الحوار لماذا لا ننصت لأبنائنا، نستمع إليهم نعزز لديهم هذه الثقافة، لماذا لا يسمح المعلم لطلابه بنقاشه والحوار معه؟ لماذا لا يبني بينه وبينهم جسورا للتفاهم؟ لماذا أهملنا هذا المنهج الرباني والسلوك النبوي والذي طبقه الغرب بحذافيره فاستطاعوا حل مشكلاتهم وصنعوا مجتمعات راقية أصبحت في الطليعة لأنها مجتمعات تناقش تحاور تستمع تفتح الآفاق لكل أعضاء المجتمع تستمع لهم وتأخذ أفكارهم وآراءهم عند محمل الجد فقد تكون الفكرة الأفضل هنا وليست هناك. لن نستطيع حل مشكلاتنا في بيتنا ومدرستنا وحيِّنا إلا بثقافة الحوار وفتح المجال أمام الطرف الآخر ليقول ما عنده فإما نأخذ أو نرد وعند الرد يجب طرح الأسباب ومحاولة الإقناع. عندما نفعل ذلك ويصبح ديدننا في جميع مسارب حياتنا أعتقد أننا سنكون في الطليعة يوما ما؟