ونظل نكرر السؤال نفسه ربما للمرة المليون؟ لماذا يقبع بعض من شباب الثورة حتى الان خلف جدران السجون.. هنا في السجن المركزي في صنعاء وهناك في سجن حجة ؟؟ ولكن هل جميع المعتقلين من شباب الثورة في هذين المعتقلين؟ ماذا عن أولئك المخفيين قسرياً دون ان نعرف عن مكان اعتقالهم؟ وهل لازالوا حتى اللحظة أحياء ام صاروا – لا قدر الله – في عداد الشهداء.. ثم ما الذي يؤكد ان سجون الأمن المركزي والامن السياسي خالية فعلا من شباب الثورة كما يقول القائمون عليها؟ ماذا عن تلك الأماكن السرية و التي لم يعرف عناوين لها و التي كان يصفها بعض المعتقلين من شباب الثورة انها عبارة عن بدرومات أو جراجات تحت مبان لفلل لا يعرفون من يملكها و لكنهم يعرفون ان من أحتجزهم فيها هم أتباع المخلوع. الذين كانوا يمارسون مع المعتقلين أسوأ أنواع التعذيب من ضرب واهانات وقلع للأظافر وعدم توفير دورات مياه لهم وعدم توفير طعام لهم سوى بقايا ارز وماء متسخ، في حين سمعنا عن وجود بعض الجثث المشوهة والمذبوحة في براميل نفايات قريبة من قصور بعض أفراد عائلة المخلوع كل هذا حدث في الشهور الأولى من الثورة ولم يكن السؤال عن لماذا اعتقلوا ملحاً كما هو الحال هذه الفترة عندما يستمر السؤال عن لماذا لازال البعض منهم معتقلا حتى الان ومخفيا حتى الان؟ وفي حين يكتب المعتقل عبده صالح الشريف، والد الطفلة "عصماء" ابنة السبعة أعوام التي أحرقت نفسها قبل بضعة أشهر بعد منعها من زيارة والدها وفارقت الحياة متأثرة بحروقها، وصيته – مرفقاً بها أسماء بعض الذين قاموا باعتقاله وتعذيبه- مطالباً شقيقه وكل شباب الثورة الأخذ بثأره، والقيام بالواجب تجاه أسرته.. نجد صمتاً مخزياً من الحكومة حول هذا الأمر وحول استمرار اعتقال هؤلاء الشباب ومرور أيام على إضرابهم عن الطعام الذي بدأ الجمعة الماضية. ويؤكد شباب الثورة المعتقلون داخل السجن المركزي بصنعاء وعددهم 22 في رسالة سلموها لعدد من الثوار والناشطين الحقوقيين الذين زاروهم في السجن المركزي في صنعاء .. يؤكدون أنهم مستمرون في إضرابهم عن الطعام وأن 11 معتقلاً منهم أصبحوا غير قادرين على الحركة في حين يعيش اثنين آخرين حالة صحية حرجة للغاية ويرفضان تلقي أي اسعافات أولية بينهم المعتقل معاذ رشيد المصاب بمرض القلب والذي أجريت له عملية جراحية قبل دخوله المعتقل. يصر النائب العام حتى اللحظة على عدم تنفيذ أوامر الرئيس الصادرة بإطلاق سراح المعتقلين من شباب الثورة شرط أن لا يكون لهم سوابق جنائية و في إحدى الوقفات الاحتجاجية التي قام بها ناشطون وعدد من شباب الثورة أمام مكتب النائب العام للمطالبة بإطلاق سراح زملائهم كان رد النائب أن المحتجين قاموا بتسيس الموضوع وأنه لن يتم اطلاق سراح المعتقلين قبل انتهاء مؤتمر الحوار!! مؤتمر الحوار الذي يشارك فيه عدد من قتلة شباب الثورة و مجرمو نظام المخلوع ليضعوا مع غيرهم من المشاركين أسس بناء اليمن الجديد وبنود قانون العدالة الانتقالية وغير ذلك من الأمور !! فيا له من أمر يستدعي السخرية خاصة و ان الأحرار الذين سعوا فعلا للتغيير و بناء اليمن الجديد يعذبون في المعتقلات و يعاني جرحى الثورة كل المواجع وهم يبحثون عن حقهم في العلاج مما فعله بهم أعداء الثورة و التغيير ..أعداء اليمن الجديد الذي يوجد بعضهم في مؤتمر الحوار ويكافئ بعضهم بالمناصب في إطار نظام المحاصصة الذي سيؤدي بالبلاد الى كارثة قريبة ! الأمر الأكثر إيلاما حقاً و الأكثر وجعاً أن يصمت قادة المشترك ازاء كل هذا الظلم و يقفون بين متابع و متفرج لما سيؤول له الأمر وبين غير مبال بكل ما يدور؟ هل نسي هؤلاء انهم جزء من الثورة الذي يعاقب المعتقلون بسببها؟ هل نسوا أنهم شركاء الان في السلطة وبيدهم وزارتا الداخلية والعدل؟ فلماذا يتصرفوا كعاجزين لا حول لهم و لا قوة..؟ اليوم علق ناشطون حقوقيون وعدد من شباب الثورة اعتصامهم الذي استمر لساعات داخل السجن المركزي مطالبين فيه بإطلاق سراح المعتقلين من شباب الثورة وكان سبب تعليقهم للاعتصام هو علمهم من مصادر موثوقة – كما يقول بعضهم – ان هناك وعود رئاسية لاطلاق سراح هؤلاء الأحرار .. ندعو الله ان تتحقق هذه الوعود و ان يفرج الله عن الحرية المعتقلة خلف أسوار ثورة لم تكتمل بعد ..