كم يعتصر قلبي ألما عندما أشاهد على شاشة التلفزيون الأستاذ باسندوة يبكي وهو رجل الدولة الجديدة الذي يعلق عليه شباب اليمن آمالهم في تحقيق أهداف ثورتهم التي أوصلته إلى هذا المقام. بكاء على الوطن نابعا من حب وليس من ضعف ومن قوة إيمان وشجاعة وحب شديد للوطن الذي أقدمه على نفسي وأهلي كما قال الأستاذ محمد سالم باسندوة. لكن من يفهمك يا أستاذ باسندوة هل صالح وعائلته التي استبدت بالبلاد واستحقرت العباد؟ سرقت المال العام ودمرت البنية الاجتماعية وأفسدت الحياة السياسية، وباعت كرامة اليمن السعيد بأبخس الأثمان من أجل أن تبقى أسرة أزلية على كرس الحكم ونظامه اللصوصي. فأكثر من 56% هي معدلات الأمية وأكثر من 50% هو معدل الأسر الفقيرة التي يقل دخلها عن اقل من نصف دولار يوميا كما في آخر تقرير لمنظمة الإغاثة العالمية البريطانية "أوكسفام" وأكثر من 50% من الأطفال في اليمن يعانون من نقص حاد في الأغذية ومعرضون للمجاعة حسب تقرير منظمة الصحة العالمية ل2011م وأكثر من 45% من اليمنيين بلا عمل، وأكثر من 65 ألف يمني ممن نزلت أسماؤهم في كشوفات التوظيف للعام الماضي ينتظرون تعزيزاتهم المالية واستلام رواتبهم، وأكثر من 250 ألف يمني يعيشون في المخيمات لاجئين بفعل الحرب المشئومة التي افتعلها صالح في صعدة وخراب في كل أرجاء هذه المحافظة، وأكثر من 2 مليار دولار عجز في الميزانية العامة للدولة لهذا العام 2012م، وأكثر من 2000 شهيد و22 ألف جريح هم حصيلة الحرب التي شنها صالح ضد الشباب الثائر في ساحة وميادين التغير على امتداد تراب الوطن والحرب الانتقامية التي يشنها المخلوع مازالت مستمرة ضد هذا الشعب العظيم على امتداد البلاد. وزيادة على ذلك مشهد سياسي مظلم تعيشه البلاد لا يعلم إلى أين سيسلك بقطار التغير الذي خرج الشباب اليمني ينشده في ثورته السلمية التي قدمت أروع مثلا في التضحية والنضال السلمي الذي خاضته ضد صالح "فاسد" وعائلته المستبدة ونظامه اللصوصي، كل هذه الواقع المظلم الذي نعيشه هي تركة عائلة صالح "فاسد" إنها تركة ثقيلة يحملها باسندوة وحكومته، فمن حقك يا أستاذ باسندوة أن تبكي، لكن لا يعني هذا بان التخلص منها وتطهير البلاد من مخالفاتها أمرا مستحيلا، فالإرادة القوية والعزيمة الصلبة التي أسقطت صالح وعائلته فهي قادرة على إتمام مشروعها المدني حتى النهاية.