أولا لم أرى في حياتي كمية من الدماء كتلك التي رأيتها اليوم . صليت الفجر فى ميدان رابعة العدوية وبعد الصلاة مباشرة سمعت أن هناك هجوم على المعتصمين امام الحرس الجمهورى , تحركت أنا واثنين من أصدقائى تجاه نادى الحرس الجمهورى من شارع الطيران , قبل ان نخرج من الحواجز حول ميدان رابعة كانت السيارات والدراجات النارية تنقل جسس هامدة مغطاه بالدماء وأحيانا إصابات فى الرأس فوق الدراجات النارية . تحركنا تجاه نادى الحرس وكان معنا كاميرات للتصويير , أكدت على صديقى الذى يحمل الكاميرا الا يقترب كثيرا حتى لا يصاب قنصاً حيث علمنا أن هناك استهداف لكل من يحمل كاميرا . طوال الطريق كنا نسمع طلقات حية بدون انقطاع , طلق نارى بشكل مستمر , طوال الطريق كانت عشرات السيارات العادية بجوار سيارات الإسعاف تحمل الشداء والمصابين بكثافة غير عادية وتعود بهم الى المستشفى الميدانى بجوار رابعة العدوية . لم استطع الوصول الى نادى الحرس وبدأت اعود ادراجى الى الميدان من الغاز والطلقات النارية , صديقاى أكملا الطريق الى هناك , هاتفتهما فقالا لى أنهما استهدفا من قناص وان أخ أحد المصورين اصيب برصاص قناص فى قدمه بدلاً من أخيه . عدت الى الميدان وكان الطلقات مستمرة بلا توقف والسيارات تحمل المصابين بكثافة شديدة تكاد كثافة حمل المصابيين يوم مصطفى محمود بجوارها لا تذكر , شاهدت فى طريقى اسرة من أب وأم وطفل صغير كانت الأم تبكى ووجوههم عليها آثار الغاز المسيل للدموع وكان كل العائدين يصرخون بشدة ويقولون الجيش اطلق علينا النار . بعد 30 دقيقة من عودتى الى الميدان اتصلت مرة اخرى بصديقى فقال لى أن الضرب ما زال مستمر بالرصاص الحى وأنه للتو سقط أمامه شهيد برصاص الجيش . اثار رصاص الجيش موجودة على العمارات فى شارع الطيران وهناك رصاصات اخترقت نوافذ المنازل . كل العائدين قالوا ان الضرب بدأ أثناء الصلاة وكان بالرصاص الحى مباشرة فى الصدور من ضباط الجيش دون تحذير , ومؤكد ان هناك طفل مات بجوار والدته وهى تصلى . هناك الان ما زال عدد من النساء والرجال محتجزين بمسجد بجوار نادى الحرس وهناك معتقلين رأيت صورهم بنفسى , كل أصدقائي الذين صلوا هناك عادوا ولباسهم ملطخ تماماً بالدماء من حمل الجثث . هناك فيديوهات موجودة للقتل المباشر وكذلك الجثث وهى تحمل فى سيارة الاسعاف , والتقديرات تقول ان عدد القتلى على اقل التقديرات 34 قتيل. حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من استخدم الرصاص الحى فى وجه الابرياء وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل حقير متخاذل يقلب الحقائق ضد هؤلاء الابرياء , تبا للعبيد , تبا للاعقى بيادة العسكر.