كنا نسمع عن الأخ عبدالقادر هلال إنه شخصية تتمتع بالنزاهة والتواضع والنشاط والإخلاص في العمل، مما جعل معظم الناس وأنا واحد منهم يحبه ويحترمه، وعندما سمعنا خبر تعيينه أمينا للعاصمة فرحنا كثيرا، وقلنا لقد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتفاءلنا به خيرا وقلنا إن أمانة العاصمة سوف تنتقل نقلة نوعية في مجال الإدارة والخدمات، وسيعم الأمن والاستقرار فيها وسوف يرحل الفساد والظلم بكل أشكاله وسوف تنتهي المحسوبية والولاءات الضيقة إلى غير رجعة، وستكون التعيينات للوظائف والمناصب بحسب الكفاءة والنزاهة والخبرة وسيأتي دور الشباب المؤهل بدلا عن المتقادمين والمتنفذين وغير المؤهلين، لدرجة أن تفاؤلنا به دفع بعض إخواننا في المحافظات الأخرى أن يحسدنا عليه. بعد هذا كله خذلنا هلال فلم يكن ذلك الشخص الذي سمعنا عنه وحلمنا به، فلقد بدأ بداية طيبة ثم تحولت إدارته وسياسته داخل الأمانة، وتدريجيا إلى كوارث مالية وإدارية واجتماعية، وشعرنا في هذه الفترة أنه لم يختلف عن سابقه إلا في القات. وحقيقة أننا نحب ونعز هذا الرجل ونحترمه رغم أننا لا نعرفه وحتى لا نظلمه طرحنا بعض الاستفسارات حول بعض الخدمات والمشاريع الحيوية والصحية والعبث بالمال العام، وذلك حتى يفهم الناس ويتضح بعض الأشياء الغامضة حتى تظهر الحقيقة للجميع. وأول هذه التفسيرات هو حقيقة ما يقال قيامه بصرف الكثير من السيارات الباهظة الثمن للمتنفذين من المشائخ والمسئولين والمقربين، وأنه ينفق الكثير على المطاعم والأثاث وفي الحوالات والمكافئات الزائدة عن حدها، كذلك انخفاض الكثير من الموارد المالية ولا سيما الضرائب وضرائب القات تحديدا، الذي يحصل من الأسواق ومداخل الأمانة يوميا الملايين وما يورد إلى الخزينة إلا القليل ونصيب الأسد يذهب إلى جيوب الفاسدين. كذلك تعثر بعض المشاريع الخدمية وغياب الرقابة المالية والفنية عليها وصرف ملايين الدولارات على مشاريع دون دراسة حقيقية ودون أن تخضع للشروط والمعايير القانونية والهندسية، وبقاء الأسواق العشوائية داخل الأمانة والتي تسبب الحوادث والمشاكل المرورية وتعيق حركة السير وتزعج المارة والساكنين. كذلك عدم وجود جسور للمشاة تربط طرفي السائلة ولا سيما في مدينة الروضة كما هو موجود أمام قاعة خليجي عشرين، فكبار السن والأطفال يعانون في العبور، أيضا التعيينات والمناصب والتي اقتصرت على بعض الأحزاب والأشخاص، وإقصاء الشباب المؤهل والأحزاب التي لها خبرة طويلة ومؤهلة مثل الحزب الاشتراكي والناصري وغيرها من الذين همشت في الماضي والحاضر وكذلك الشخصيات الوطنية المستقلة والمؤهلة. والأهم من ذلك ومن هذا كله هو اختيار الأخ الأمين لأحد المشائخ في الإشراف وفي تشغيل مستشفى الشيخ زايد بن سلطان وإعطاءه صلاحيات كبيرة جدا، لدرجة أنه عين إدارته التي ساهمت معه في إفشاله وانتشار الفساد فيه من أول يوم فتح فيه ولم يستقبلوا ولو حتى حالة واحدة رغم جاهزيته. وفشل هذا المشروع الحيوي وأمام مرأى ومسمع من الأمين والذي لا نعرف سبب اختياره هذا الشيخ للإدارة والإشراف على صرح طبي كبير كان بالإمكان أن يخدم إلى جانب أمانة العاصمة عدة محافظات أخرى، فهل عدم وجود الأطباء والفنيين والمختصين حتى تختار شيخ في هذا العمل!؟ ويقال أن مدير المشروع من المدللين جدا من هلال، كذلك لا نعرف سبب تأخر العمل في مستشفى الروضة للأمومة والطفولة رغم جاهزيته وقربه من منزل الأخ الأمين، ونحن حقيقة نطرح هذه المواضيع أمام الأخ الأمين والذي لا نعني التشكيك فيه ولكن حتى لا يصدق ما يشاع أن للأخ الأمين أيد خفية وراء العديد من المخالفات المالية والإدارية والخدمية، وأن ما قالته المناضلة كرمان عن حجم ثروته هو صحيح. وختاما نناشد الأخ أمين العاصمة إعطاءنا تفسيرا واضحا حول هذه الأمور وأن يتعاون مع إدارة مستشفى الشيخ زايد الجديدة التي يبدو عليها ملامح الإصلاح من أجل تشغيله وإنهاء الفساد فيه وإعادة النظر في مالية المستشفى وتفعيل الرقابة المالية والإدارية الشديدة ومحاسبة من أفشل ونصب المستشفى أيا كان، والتعاون مع الشرفاء من أهل المنطقة وليس مع المشائخ الفاسدين في المنطقة، وأرجوا ألا تخذلنا مرة أخرى فأنت وعدت ذات يوم بفتح صدرك للجميع، ولا نريد أن يكون صدرك حصنا منيعا أمام المواطنين وبوابة كبيرة أمام المتنفذين والفاسدين، ونقول لك أن ثروتك هو رضاء الله والتاريخ وحب واحترام الناس والعمل دائما يقاس بالنتائج وليس بالشعارات والعبارات. * سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في الدائرة (19)