حدثنا الشيخ عبدالمجيد الزنداني عن مظلومية آل البيت، لا أدري من يقصد بآل البيت، فأهل البيت الواردة في القرآن الكريم خاصة بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأرى إطلاق اسم آل البيت على غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من باب تحريف الكلم عن مواضعه وهذا موضوع آخر وليس هو ما أريد الكتابة عنه. الذي أريد الكتابة عنه هو مظلومية الشعب اليمني، حدثنا الشيخ الزنداني عن مظلومية آل البيت، فمن سيحدثنا عن مظلومية الشعب اليمني الذي حكمه من سماهم الشيخ بآل البيت، حكموه ألف سنة بل أكثر ولم يخلفوا شيئا يذكر في هذه البلاد، بينما نرى الشعوب الإسلامية التي حكمت بأسر خلفت مدارس ومستشفيات وغير ذلك من الأشياء التي تنفع الناس! ذكر التاريخ أنه في دولة بني أمية التي يكن لها من يسمون أنفسهم بأهل البيت الحقد والكراهية، وهم الذين استكملوا الفتوحات حتى وصلوا إلى فرنسا في الغرب وإلى الهند وإلى ما كان يسمى وراء النهر في الشرق، فهل أدخلوا قرية واحدة في الإسلام؟ بل بالعكس فقد هدموا ما بناه المسلمون الأوائل، خربوا اليمن، وحولوا الشعب إلى عصابات يقتل بعضهم بعضا، ويدمر بعضهم بعضا، واستمرت اليمن على هذا عدة قرون. ذكر التاريخ أن بني أمية بنت مستشفيات للمجذومين وعينت لكل أعمى من يقوده على حساب الدولة. والدولة العثمانية التي حاربوها ويجعلون من مفاخرهم أنهم حاربوها، هذه الدولة رأينا في تاريخها في اليمن أنها أنشأت محاكم متنقلة، شيء لا يتخيله الإنسان اليمني، كانت الدولة العثمانية تحارب في أوروبا وتواجه كل دول النصارى في الوقت نفسه كان من سموا أنفسهم أهل البيت يحاربون الدولة العثمانية في اليمن متضامنين مع الصفويين في إيران. نحن بحاجة إلى من يحدثنا عن مظلومية الشعب اليمني خلال ألف ومائتي عام، وإذا كان هناك من يجهل كيف كان حكم اليمن فلينظر إلى ممارسة الحوثيين الآن. في الحقيقة.. لقد أحسن الحوثيون من حيث لا يشعرون. إذا كان الناس لا يعرفون كيف حكم أهل البيت اليمن فإن الحوثيين يقدمون صورة جلية واضحة. تاريخ الشعب اليمني خلال تلك الحقبة مجهول ولا ندري عنه شيئا، وما هو موجود من كتب التاريخ لا يعمل به ويرمى في الزبالة لأن الذين كتبوه إما خائف لا يستطيع أن يحكي الواقع وإما واقع تحت تضليلهم. كيف كان يقوم من يسمي نفسه بالإمام فلان وكيف كان يحكم خلال حكمه؟ من أراد أن يعرف ذلك فلينظر إلى أسلوب الحوثيين، ففيه الدليل الواضح لهذا التاريخ المجهول.