أفق من نومك ، أو ظل نائما.! لكن لا تنسى أن تخرج من جسدك الباهت ، الحزين ، و أن تصعد التلة البيضاء المحاطة بالخضرة كالجزيرة وسط المحيط.. وبالقرب من الشجرة الكبيرة ، المعمرة التي تغنت فوق أغصانها ملايين العصافير منذ زمن طويل..قف.. شمال الصخرة النحاسية اللون التي نقش الأطفال خربشاتهم فوق وجهها..تماما.. وإياك أن تغريك الحصوات الصغيرة ، الكستنائية ، الملساء ، المزركشة كبيض اليمام البري بالتقاطها أو تحسسها بأناملك.. لا تلتفت إلى العنزة السوداء الواقفه أسفل منك عند منحدر ترعة الذره الجنوبي ترضع صغيرها وتتشمم ذيله المتحرك وتداعبه بعطف غير مبالية بابتعاد القطيع عنها.. ولا تسمع لغناء ذلك الراعي المغرم ، يتغزل براعية من قرية أخرى غير قريته.. يقترب حتى لا تفصله عنها إلا فراشة ذات ألوان زاهية.. وهي تتدلل وتتغنج وتتمنع وترد على طيشه بضحكات وحركات ساخره ، ثم تسوق قطيعها بعيدا عنه لتتركه فارغ القلب واللسان.. واحذر أن تطرب لقمري عاشق يهدل على عسلوج سدرة مورق ، متحلزن..! فقط.. يمم وجهك شرقآ, شطر الجبل البعيد المتدثر بالضباب.. استقبل بفرح غامر ونشوة جذلى أول شعاع تنثره الشمس على روحك العائمة.. اغزل من خيوطها معطفا يقيك برد الشتاء.. وانسج من أهدابها مطرية للخريف.. ومن الغيم مظلة للصيف.. ارتشف نغم الكون ، لملم نبض الصباح ، أصغي جيدا لتراتيل القلوب المترعة بنشيد الخلود.. حلق قليلا في السماء مودعا أسراب الطيور المهاجرة ثم أقفل عائدا لجسدك الكسول.!!