دُعيت بالأمس إلى ندوة تتحث عن الأوضاع في صعدة، نظمتها (صحيفة الاهالي) تحت عنوان (التهجير في صعدة). وسررت فيها بمشاركة الفرقاء، كي يسمع بعضهم من بعض وجهاً لوجه، لأنني اعتقد أن تلك هي بداية الطريق لمراجعة الماضي وتصحيح اخطائه، والتفهام على الحاضر والمستقبل، وقبول الناس بعضهم بعضاً. وكان ممثل المهاجرين من دماج (مسعود الوادعي) قد عَرَض ما لديه كما ينبغي له، وكذلك فعل ممثل الحوثيين (علي البخيتي). وكان في كلامهما ما يمكن التعقيب عليه. ولكن الندوة سرعان ما تحولت إلى لغط غير مبرر، كشف أن الناس لا يزالون بعيدين عن الإصغاء لبعضهم، وكأن�' قَدَرَنا أن نعيش في ظل الصراعات والتوتر والشحن إلى ما لا نهاية. ووفق مشاهدتي أقدر لممثلي الحوثيين والمهاجربن من دماج، حضورهم وسماع بعضهم بعضاً.. وفي نفس الوقت أعبر عن استيائي من مقاطعة وتشغيب بعض الحاضرين من المتحمسين لمناصرة دماج، ليس لأنهم فعلوا ما لا ينبغي فقط، بل ولأنهم تسببوا في إنهاء الندوة بشكل سيء، وحرمونا سماع بقية المتحدثين، ولم يتيحوا الفرصة حتى لسماع الرد على ما أثار سخطهم. ومع ذلك أرجو أن تتكر مثل هذه الندوة، فكثير من الناس بحاجة إلى جهد ووقت حتى يتعودوا على سماع ما لا يروق لهم، والرد عليه بموضوعية.