العميد الركن حميد القشيبي تخرج من الكلية الحربية عام 1977م, الحاصل على مؤهل عال في العلوم العسكرية, وترقى سلم المناصب حتى وصل لقيادة اللواء الأول مدرع, كأول لواء يمني مدرع تم تشكيله عام 1973م من ثلاث كتائب دبابات نوع تي55 روسية الصنع, ويتبع سلاح الفرقة الأولى مدرع سابقًا. وبعد حرب صيف 1994م تغير إسم اللواء إلى 310مدرع وتم إدراجه ضمن ألوية ما كان يعرف بالمنطقة الشمالية الغربية, وبعد التقسيم الجديد للمناطق العسكرية إندرج ضمن ألوية المنطقة السادسة التي يتزعم قيادتها الجنرال محمد علي المقدشي. رغم محاولات الغدر بالقشيبي فقد شاءت الأقدار إلا أن يحيا الرجل لأن هناك ثمة دورًا بطوليًا ينتظره بعد مذبحة جمعة الكرامة, وبالتحديد في 21 مارس 2011م, وهو التاريخ الذي انضم فيه مع كوكبة من أصدق القادة العسكريين إلى صفوف الشباب والجماهير المطالبة بالتغيير. لذا أستطيع الجزم بأن انضمام العميد حميد القشيبي إلى صفوف الثورة جعل النظام السابق يعيد حساباته بحذر شديد, ويفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي مغامرة غير محسوبة لجر البلاد نحو العنف الأهلي والإحتراب الداخلي, وكل هذه الحسابات ناجمة من كون القائد القشيبي يعتلي عرش ترسانة حربية هائلة تستطيع تطويق العاصمة من الجهة الشمالية نظرًا لما يتمتع به اللواء من التسليح الكثيف, والعتاد الحربي, والجاهزية القتالية. لقد كان اللواء يمثل مستودعًا حربيًا لا ينضب للمنطقة الشمالية الغربية, وهذا ما جعله بشكل مستمر بمثابة الخط الأمامي, والدفاع الأول, والسياج الأمني المنيع الذي يحمي النظام الجمهوري, والعاصمة السياسية, والحكومة المركزية من جحافل الإمامة وأصحاب المشاريع الخارجية التي لا تخدم الوطن, والتي تتحين الفرص للانقضاض على الجمهورية, والانقلاب على مبادئ الثورة, والآن تتنصل من مخرجات الحوار الوطني, وتستند إلى ثقافة العنف, وترجع إلى السلاح لتحقيق مكاسب على أرض الواقع الذي بدأ مؤخرًا يرفض مثل هذه الدعوات العنصرية بعد أن تعرت أمامه, وبدأ الناس ينبذون العنف الذي تسلكه الميليشيات المسلحة من أي حزب أو جهة أو مذهب..!! عندما زرت الفندم حميد القشيبي لأول مرة في منزله وقفت وجهًا لوجه أمام قائد عسكري يشع من عينيه بريق العزم والإصرار على النضال من أجل الوطن مهما كانت التضحيات الجسام رغم حجم الضرر البالغ الذي يحتل جسده جراء محاولة اغتياله خلال حرب صعدة التي خاضها النظام السابق على مليشيات الحوثي. لقد أشرت بأنها المحاولة الأولى لاغتياله لأنه تعرض أثناء ثورة فبراير الشبابية السلمية لمحاولتين فاشلتين, أحداهما كمين أصيب فيه أحد أقاربه, والأخرى هجوم بالقذائف على مقر قيادته, وجميعها تكشف خيوط التآمر على القائد حميد القشيبي الذي يناضل من أجل الثورة والجمهورية والوحدة بما يتوافق مع مبادئ الوطن وطموح الشعب. ومنذ ثلاثة شهور قمت بزيارة لأحد الأصدقاء في مدينة عمران, وتصادف تواجدي في أحد شوارعها أثناء مرور موكب القائد حميد القشيبي, فلو قلت لكم بأنه موكب مهيب تسير فيه السيارات المصفحة, والأطقم العسكرية, والمرافقين المدججين بالسلاح ربما لعذرتم الرجل كونه قائدًا عسكريًا كبيرًا, وعلى مقربة من خصومه, والخطر يتربص به, لذا لو توارى عن الأنظار من باب العمل بالأسباب والاحتياط الأمني لكان تصرفه مبررًا نظرًا لمكانته وكذلك للدور الفعال الذي يلعبه في المنطقة, لكني تفاجأت حد الصدمة عندما رأيت القشيبي يستقل سيارة صغيرة نوع فيتارا قد تكون لأحد الضباط أو أحد المواطنين يجوب بها شوارع المدينة وهو فاتح لفريم الفيتارا بطريقة تجعل من السهل جدًا الوصول إليه, وبالتأكيد تتبع الفيتارا سيارته وبها مرافقيه حيث يمر الموكب بكل هدوء بعيدًا عن الضجيج والجلبة التي تحدث مع أقرانه من القادة, ومن تلك اللحظة أخذت انطباعًا طيبًا عن بساطة هذا الرجل وتواضعه لكن في المقابل تعجبت من حزمه للأمور, ونفوذه المحكم والمطلق داخل اللواء وفي مدينة عمران وما جاورها من المناطق القبلية والمديريات على حد سواء. لقد أدركت حجم مكانته داخل المؤسسة العسكرية, وكذلك منزلته الاجتماعية في الأوساط المدنية. وكما أخبرني صديقي عن دوره أثناء ثورة فبراير في تأمين مدينة عمران وإخلائها من أي تواجد للميليشيات المسلحة سواء ممن كانوا مع النظام السابق أو مع ثورة التغيير, ورفض بشدة أي عروض من هذا القبيل موضحًا للجميع بأن الأمن حق لكل مواطن, ومسئولية يتحملها الجيش دون غيره من الميليشيات المسلحة أو الأحزاب السياسية, وأظن هذا السلوك أكسبه صيتًا حسنًا وعلاقة طيبة مع أطياف المجتمع المتعددة. وأقول لمن يبثون الرعب والإشاعات في نفوس الناس وكذلك أطمئن الجميع بأن اللواء 310 مدرع في يد حميد القشيبي يشبه إلى حد بعيد الدرة في يد عمر بن الخطاب, والدرة هي العصا التي كان يضرب بها عمر كل من يبالغ في الخطأ, ويعتدي على حقوق الآخرين, أو يعمل على إرهاب الناس, وإقلاق السكينة العامة. أنني أدرك تمامًا بأن عمران لن تسقط..!! فهي محمية بمؤسسات الجيش والأمن والقادة المخلصين أمثال العميد القشيبي, وبالمواطنين الطيبين الذين ركنوا إلى الأمن والسلم والتعايش ورفضوا دعاة الفوضى والخراب والعنصرية. لقد دفعتني الحملة التي يشنها خصوم القشيبي في محاولة مفلسة ويائسة للنيل من الرجل, وتشويه صورته الوطنية التي كان ينحاز فيها دومًا للوطن والمواطن, ويستجيب كذلك لصوت ضميره المبني على المبادئ والدين والأخلاق. في الختام يجب على الدولة التصرف بحزم بحق كل من يقوض أركانها أو يحاول القيام بدورها, ويعتدي بشكل صارخ على مبادئ الثورة والجمهورية, فالخطب جلل, وعلى الحكومة تحمل مسئولياتها تجاه اللواء 310 بالدعم والتعزيز وألا تتخلى عنه أو تتركه وقائده ليكونوا عرضة للهجوم الإعلامي والفوضوي والمسلح لأن أي تعرض لمعسكر في شمال الوطن أو جنوبه هو انتهاك خطير على المؤسسة العسكرية, واسقاط لهيبة الجيش, وهذا يجب ألا يحدث, فهل من مدكر..!!؟