خرج اللواء علي محسن الأحمر، صباح أمس الثلاثاء، إلى محافظة عمران وعاد إلى صنعاء ظهراً. حضر محسن حفل تدشين العام التدريبي الجديد للواء 310 مدرع، الذي يقوده اللواء حميد القشيبي، أحد أبرز القادة العسكريين الذين انشقوا عن نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأيدوا الانتفاضة ضده.
وفي الحفل العسكري الاستعراضي الذي نظمه اللواء 310 وشاركت فيه وحدات أمنية مختلفة (أمن مركزي، قوات من النجدة، أمن عام)، ألقى اللواء علي محسن كلمة أثنى فيها على اللواء 310 المساند للثورة وعلى دوره العظيم في حفظ الأمن داخل محافظة عمران، متجنباً تفجير الوضع طوال أشهر الثورة - كما قال محسن.
وأشاد قائد المنطقة الشمالية الغربية بشجاعة وصلابة قائد اللواء حميد القشيبي، حيث وصفه ب«الشجاع والصلب والمحنك».
وتحدث عن ثورة الشباب بصورة رئيسية، مؤكداً أنها نجحت «وأثبت اليمنيون للعالم أجمع أنهم قادرون على تحقيق أهداف الثورة وأنهم أهل حكمة».
وتكتسب هذه الزيارة للواء علي محسن إلى محافظة عمران أهمية باعتبارها أول خروج له من داخل العاصمة إلى محافظة يمنية منذ إعلانه الانشقاق عن نظام علي عبد الله صالح في 22 مارس 2011 وتأييد الثورة.
وأفادت مصادر محلية في عمران بأن اللواء الأحمر وصل إلى المدينة في تمام الساعة التاسعة صباحاً في موكب عادي مكوّن من سيارتين (صالون) وأربعة أطقم عسكرية مرافقة، إلا أن حراسته الشخصية كانت مشددة.
وأكدت المصادر نفسها أن اللواء علي محسن حضر الحفل العسكري باعتباره قائداً للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية، ورُحِّب به كقائد لها وليس كقائد للفرقة الأولى مدرع، التي ألغيت بقرارات رئاسية في 19 ديسمبر الفائت، ورحّب اللواء محسن بتلك القرارات يومها.
واللواء 310 هو أحد أقوى وحدات المنطقة الشمالية العسكرية، ويقوده اللواء حميد القشيبي، الذي أعلن تأييده لثورة الشباب في اليوم نفسه الذي فيه أعلن علي محسن انضمامه، وكان القشيبي ثاني أهم قائد عسكري ينشق عن نظام صالح بعد محسن.
ويتخذ اللواء 310 من مدينة من عمران مقراً له، وطوال السنتين الفائتتين تولى القشيبي عبر هذا اللواء ضبط الأمن في محافظة عمران وتعرض لمحاولات اغتيال فاشلة أكثر من مرة.
وقد حيا اللواء علي محسن مواقف القشيبي وحكمته وقال إنه جنب عمران تفجير الوضع، «وتعامل بحكمة وحنكة القائد الكبير».
وألقى أركان حرب اللواء 310 السقلدي كلمة الضباط والصف والجنود ومختلف الوحدات المشاركة مرحباً باللواء الأحمر ومحافظ المحافظة الشيخ محمد حسن دماج، وبالشخصيات الاجتماعية، وأعضاء مجلسي النواب والشورى والسلطة المحلية.
وتعددت فقرات الحفل، حيث استعرضت كتائب وسرايا الجيش، ومرّت من أمام المنصة سرايا من الأمن المركزي وقوات النجدة والأمن العام، وارتفع العلم الجمهوري عالياً في سماء عمران.
حضر الحفل محافظ عمران الشيخ محمد حسن دماج واللواء حميد القشيبي وأركان حرب اللواء 310 وعدد من ضباط وقادة كتائب الأمن المركزي والوحدات الأمنية والعسكرية الأخرى الموجودة في عمران.
وأعطت المشاركة النوعية لوحدات الأمن والجيش انطباعاً مهماً جسد فكرة التلاحم الوطني والروح الواحدة التي يتمتع بها الجنود.
ولم يتطرّق اللواء علي محسن إلى القرارات الأخيرة رغم لكنه أشاد بحكمة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقال إن الجيش يقف خلف القيادة السياسية وسيكون صمام أمان ومنفذا لتوجيهات القيادة. وعاد علي محسن عقب انتهاء الحفل مباشرة إلى صنعاء بالموكب نفسه. وأفادت مصادر في همدان وعيال سريح أن موكبه عاد من الطريق التي جاء منها إلى عمران: الطريق الرئيسية من صنعاء إلى عمران (50 كيلومتر تقريباً).