المؤتمر الشعبي العام يستخدم الحزب كوسيلة ضغط على هادي ضد باقي المكونات. متناسين ان الحزب لا يخدم هادي كونه منقسم ويدين بالولاء لصالح. وحقيقة الأمر أن الحزب يعمل ضد هادي متجاهلا أنه الرئيس الفعلي لليمن، وحتى في حال حدوث انتخابات فلن يكون هو أساسا مرشح المؤتمر. تخويف هادي من تقسيم الحزب لن يكون مجديا؛ لأنه يعرف أن الإنقسام هذا حادث فعلا وخروج صالح منه لن يؤثر على الحزب بشكل عام، ولكنه سيزيح الجناح التابع لصالح حالياً، وهذا في مصلحة هادي. الأمر الآخر خروج صالح سيجعل الكثير يعيد حساباته وتغيير ولاءاته للقائد الجديد. هادي أتى للحكم عبر تأييد شعبي لا فضل فيه للمؤتمر وحده؛ وبقائه ليس مرهونا بهم. بقاء الحال كما هو عليه يعيق من حركة هادي واستقلاليته بالحكم، ويشكل عبئا يفوق مخاوف التقسيم، لم يكن المؤتمر عونا له طيلة المدة السابقة في مواجهات باقي القوى التي يحاول الآن أعضاء المؤتمر تخويفه بهم، على العكس كان سببا في حاجته لهم لمواجهة ضغوطات حزبه ومحاربتهم غير المعلنة له. كان للثورة الشبابية الشعبية السلمية دورا في تغيير خارطة الأحزاب؛ وإن لم يظهر هذا بشكل كبير حتى الآن، بسبب بعض الحسابات والمخاوف التي تتطلب الحفاظ على الكيان لمواجهة الآخرين. خروج صالح من اللعبة السياسية سيفسح المجال أمام الآخرين للعمل السياسي الحقيقي بعيدا عن التسيس المتعلق بأفراد. منذ قيام الثورة ودور المؤتمر محصورا في مناكفات سياسية تعيق حركة التغيير، وكان له الدور الأبرز في إفشال محاولات الخروج من الأزمات؛ بل وكان راعيا في كثير من الأوقات لافتعالها. هادي لن يقبل بأن يكون رئيسا حكم عليه بفشل إدارة البلد بسبب رغبات خارج السرب تحلم بالعودة. الفترة المنصرمة كانت كفيلة بكشف عدم إمكانية التعايش بين رئاسة حالية أمامها الكثير من التحديات؛ وبين سابقة تساهم في تفاقم تلك التحديات، ولن يسمح بأن يكون الحزب ذريعة تستخدم ضده بغطاء يقصدون به صمام الأمان وهو عكس ذلك. الحصانة التي أعطيت تم استغلالها بشكل خاطئ؛ وبدلا من أن تكون فرصة لبداية جديدة كانت فرص جديدة لإعادة ما فات. لهذا أصبح من الضروري التعامل بشكل مختلف يضمن هذه المرة سير الأمور باتجاه المستقبل وقطع الطريق نهائياً أمام أوهام الناقمين.