تبرز "ختومات" المساجد في محافظة حضرموت، كظاهرة ثقافية وتراثية في رمضان من كل عام. "والختم" وإن كان يقصد به ختم القرآن، إلا أنه في الواقع يعد يوما محددا تعارفت عليه الأجيال، يخصص لزيارة الأقارب والأصدقاء، وتبرز خلاله طقوس تراثية بألوان متعددة. توارثت الأجيال طريقة لترتيب تلك المواعيد، حيث يكون في المدينة الواحدة يوما للختم، ويوما آخر للراحة يطلق عليه "عقبة". ويتزين الأطفال والكبار فرحا بهذا اليوم، ويظهر التنافس بين المدن والقرى في إبراز عاداتهم وتقاليدهم. تعد "الختومات" أبرز مظاهر رمضان في حضرموت، وتعد موسما لإحياء التراث والرقصات الشعبية والفلكلورية، ويحرص الأهالي على إحياء هذه المناسبة كونها تعد فرصة لالتقاء الأقارب والأصدقاء. الناشط في إحياء التراث، أحمد باحمالة، قال إن "الختومات من أجمل العادات في حضرموت، وهي تمثل تراث المحافظة وعراقة الأجداد الذين عاشوا على هذه الأرض". وأضاف في حديث لشبكة "إرم"، أن "الختومات تمثل لوحه فنيه يجسدها أبناء حضرموت لإبراز الكثير من ألوان التراث بصورة جميلة وهادفة". وأبدى باحماله استياءه من "إقحام بعض العادات غير التراثية والبعيدة كل البعد عن قيم وأخلاق أهالي حضرموت في فعاليات الختومات"، متمنيا أن تحظى الختومات باهتمام أكبر وتكون تحت إشراف متخصصين يعملون على إظهارها بشكل لائق. من جهته، يرى مدير موقع "تريم الغناء" الحضرمي، أن "ختومات المساجد في حضرموت، تعد أبرز صورة لحفظ تراث الأجداد وعاداتهم الأصيلة، خصوصا أنها تبعث في نفس المتأمل الكثير من الأمل والطمأنينة بأنه لا زال في المجتمع خير، في ظل ظروف قاسية تمر بها البلاد". ويقول: "بالرغم من الظروف السياسية والاقتصادية القاسية التي يمر بها المواطن، إلا أن عادة الختومات ما زالت حاضرة برونقها وألقها المعهود وبها تتجسد ثقافة الحضرمي الأصيل المتمسك بإرث أجداده ومحققا بها ثقافة الحب والتعاون". ويضيف أن "أجمل ما في الختومات هو إبراز الصورة الحضارية لحضرموت، المتمثلة في غزارة تنوع تراثها بين العادات والتقاليد والألعاب الشعبية وغيرها".