الكل ضحايا في زمن صالح .. عهد الخراب ومشروعية اللامشروع . بلسان اللحظة : طريق الكفاح شاق ومكلف ، البلد نحو الهاوية يتجه ،العدو واضح ،هذا الوضوح سهل مهمة النضال الجمعي. بدا السير المنفرد كحالة إنتحارية أمام الغول المدجج بأدوات العنف والإستبداد ،وإن لم تكن هناك إيجابية في عهد المخلوع سوى ميلاد اللقاء المشترك . حتى 2011م والمشترك حاضر بشراكته، فاعلية تتناسب وأحداث الثورة كان حاملاً سياسياً للتغيير بمشروع وطني واسع لكن التأريخ حين يتم إستدعائه من أي طرف لمراد الإنتقام تفشل حركة السير وقتها وتتوقف وقد تتلاشى وتنتهي ..! في هذه الأثناء صالح يفقد وجوده العسكري الفعلي بإنشقاق الجنرال علي محسن عنه فبدأت معه طواحين الذكريات تعصف بالشركاء .. أتذكر مانشيت عريض على صحيفة الأولى بلسان أحد قيادات المشترك"الإصلاح يمنع الحسم العسكري"!! . كانت الإرادة المبطنة لمفردة الحسم العسكري بالأصل "حسم الصراع التأريخي" كون المنشق ونده أعداء من منظور ماضوي لا يحمل للمستقبل أدنى قابلية للوجود . لله ثم للتأريخ : الإصلاح سلم كل قراره السياسي للمجلس الأعلى للمشترك حسن زيد أحد قيادات المشترك . لم يستمر كتم اللاوفاق داخل المشترك ، البوح به كان ضرورة لطرف ولا منطقي لآخر ..! الإشتراكي مع الناصري في إتجاه مشروع الدولة بإقليمين فيما اتجه الإصلاح نحو ستة أقاليم يتفق ورؤية المؤتمر ..! كانت هذه نقطة فاصلة في تأريخ المشترك حيث بدا كيانه مهزوز بفعل التمترسات السياسية والتأريخية لبعض الأطراف . ياسين يتحدث عن تحالفات الشر ويغادر صنعاء منزعجاً من رفض مشروع حزبه "الإقليمين" لكن هذا ليس مبرراً مقنعاً لتفكيك الحلم المشترك .. من لوازم الشراكة إحترام الطرح المغاير لفكرة ما ، وأي إختلاف بالجزء لا يقتضي بالضرورة هدم البيت كاملاً . حين شك المشترك بشراكته فقد المشروع الوطني شريكه الوحيد ..! وحده التماسك بين الشركاء قد ينقذ ما أفلته زمن التمترسات الصبيانية . سيدرك الإصلاح والإشتراكي والناصري "ثلاثي الكفاح" أنهم ارتكبوا جريمة الخيانة العظمى فيما لو استمر تيهان المشروع الوطني بتفاصيل مناكفاتهم اللامحسوبة . أتخيل الملعب السياسي خالياً من هذا الثلاثي ،أخرج بنتيجة مرعبة "جغرافيا بلا وطن وحلم يهرول نحو الرحيل " .. أهلاً بغبار التأريخ إننا الجناة الأشقياء ..!