يخشى كثير من اليمنيين من تعرض بعض المعالم والقلاع الأثرية في بلادنا للانهيار والتخريب مما قد يفقدها قيمتها وأهميتها التاريخية خصوصاً في تلك المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة. يتم تدمير الحاضر والخوف يرتفع من تدمير الماضي. تمكن مسلحو جماعة الحوثي الجمعة الماضية من السيطرة على قلعة (الكورنيش) التاريخية بمحافظة الحديدة، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحراك التهامي انتهت بسيطرة مسلحي الجماعة عليها والتمركز فيها. تقع قلعة (الكورنيش) على تلة مرتفعة قبالة البحر على بعد كيلومتر واحد إلى الجنوب من ميناء المدينة القديم، ويعود بناؤها لعام 1538 للميلاد في فترة الوجود العثماني الأول في اليمن. وكانت القلعة تستخدم لأغراض دفاعية، كما استخدمت سجنًا من قبل العثمانيين ومن بعدهم ملوك اليمن الشمالي ويوجد في القلعة متحفا مفتوحا يستقبل الزوار من مختلف مناطق المحافظة. مدينة رداع بمحافظة البيضاء تشهد هي الأخرى مواجهات عنيفة بين "أنصار الشريعة" والقبائل المساندة لهم من جهة ومسلحي الحوثي من جهة أخرى. أبدى كثير من المهتمين قلقهم المتزايد من تعرض مدينة "العامرية" الأثرية وقلعة رداع التاريخية للاعتداء والهدم من أي نيران قد تصيبها وحملوا جماعة الحوثي المسلحة المسئولية حيال ما قد تتعرض له تلك القلاع التاريخية. تقع قلعة رداع وسط المدينة وهي أرفع مكان في رداع، وتعتبر ثاني أهم موقع في رداع بعد قمة جبل "أحرم" ويعود بناؤها إلى الملك الحميري " شمر يهرعش" لغرض حماية المدينة وقام بترميمها وإعادة بنائها لاحقاً الملك عامر بن عبد الوهاب الطاهري في العام 910ه. عناصر "أنصار الشريعة" كانت قد تمكنت من الاستيلاء على مدرسة العامرية والقلعة قبل ثلاثة أعوام إثر مواجهة مع الجيش أفضت إلى سيطرة المسلحين عليها ثم انسحابهم بعد ذلك.