إن العلاقة بين العنف والسياسة قديمة قدم تاريخ ظهور التجمعات البشرية حيث يعد العنف السياسي وسيلة للحصول على السلطة والثروة والجاه والقوة اللازمة لإخضاع الخصوم السياسيين لسلطة من يمارس العنف. وعليه فيكون العنف السياسي بمثابة استخدام القوة والسلاح ضد الخصوم السياسيين وذلك لتحقيق أهداف سياسية غالبا. يختلف العنف السياسي عن الصراع السياسي من حيث أدواته، حيث تكون أدوات الصراع السياسي عبارة عن خطط وبرامج وأنشطة سياسية واجتماعية واعلامية مشروعة بين أطراف سياسية متكافئة أو تكاد تكون كذلك. أما العنف فأدواته السلاح والقوة والقتل وافتعال الأزمات لغرض تحقيق أهداف فاعله. ونحن في اليمن نؤمن بأن الغاية لا تبرر الوسيلة. حيث لا يمكن أن نجزم أن العنف السياسي المسلح سينتج يوما مجتمعا مثاليا ونطام ديموقراطي يسعى إليه الشعب. لأن أول نتائج العنف السياسي هو الثأر والدخول في صراعات وحروب تأكل الأخضر واليابس. ولا يختلف العنف السياسي عن الارهاب كثيرا حيث يشتركان في الأساليب كالقتل والتدمير؛ وفي التعريف أيضا فهما تعبيران يعنيان استخدام القوة والعنف التي تصل حد القتل أو التهديد به ضد جماعة سياسية أو دينية أخرى لغرض تحقيق السيطرة على هذه الجماعة وفرض سلطة صاحب الارهاب أو العنف السياسي. وكلا المصطلحين يمثلان تهديدا خطيرا لحياة المدنيين والعسكريين ويهددان الأوطان بالتلاشي والاضمحلال والفشل. وكذلك يؤديان إلى افساد علاقة الود والطمأنينة بين أفراد المجتمع، وينتج عنهما حتما أنظمة ديكتاتورية تقوم على مبدأ اخضاع الخصوم بالقوة. لذلك على جميع الأطراف السياسية في اليمن الابتعاد عن العنف في ممارسة العمل السياسي وعليهم التقيد بأصول وقوانين وأعراف اللعبة السياسية المتعارف عليها محليا ودوليا إن هم أرادوا تحقيق ما يصبو إليه الشعب من تقدم وازدهار بعيدا عن التصرفات الطائشة واستخدام الدين كشماعة لممارسة العنف والاقصاء والتهميش مثلما تنتهجه بعض الأطراف السياسية اليمنية.