تمكن وزير الدفاع المكلف اللواء محمود الصبيحي، من مغادرة منزله بالعاصمة صنعاء والوصول إلى مدينة عدن. موقع مقرب من الرئاسة قال (يوم الأحد) إن الرئيس هادي سيصدر قرارا بتكليف الصبيحي بتشكيل حكومة "خلال الساعات القادمة". وتواترت الأنباء حول طريقة تمكن الصبيحي من مغادرة صنعاء، لكن مصادر التقت الصبيحي في مدينة عدن روت ل"الأهالي" بعض تفاصيل قصة مغادرته. المصادر أفادت أن الصبيحي قال إنه غادر منزله بصنعاء ظهر يوم السبت الماضي وسلك طريق صنعاء-مأرب ووصل محافظة مأرب عصر ذات اليوم، ثم أقلته سيارة أخرى إلى مديرية "عين" القريبة من بيحان بمحافظة شبوة حيث كان بانتظاره موكب من عشرات المسلحين من أبناء محافظات جنوبية. ثم انطلق الموكب عبر طرق جبلية وصحراوية بين البيضاءوشبوة ووصل إلى أطراف مناطق البيضاء قبل وصوله إلى منطقة يافع، ومنها إلى منطقة الملاح بردفان وصولا إلى منطقة العند ومن ثم وصل إلى منزله بمنطقة راس العارة. مضيفا أن عددا من الأطقم التابعة لحراسته اتجهت وجهات مختلفة بغرض التمويه على جماعة الحوثي. أحد الأطقم توجه عبر طريق صنعاء- الحديدة، وآخر عبر طريق صنعاء-ذمار. الصبيحي أفاد أن أفرادا من حراسته احتجزوا من قبل الحوثيين بالقرب من نقيل يسلح، المخرج الجنوبي لصنعاء، فيما تم احتجاز طقم آخر بمنطقة الخوخة بمحافظة الحديدة بعد اشتباك مسلح أسفر عن إصابة أحد الحراس. ووفقا للمصادر فقد أشار الصبيحي إلى أن خروجه بتنسيق مع عدد من مشائخ محافظة مأرب وجهات خارجية لم يُفصح عنها. واستقبل الصبيحي، الأحد، محافظ محافظة لحج أحمد المجيدي، وعدد من النشطاء وصحفيين بينهم الزميل أنيس منصور. الصحفي بسيم الجنابي، وهو من أبناء محافظة الحديدة، قال إن خمسة من الحراسة الشخصية للواء الصبيحي غادروا صنعاء، السبت، باتجاه الحديدة ومن ثم إلى عدن وكانوا على متن طقم مدرع ويحملون "تصريح رسمي" للطقم مروا به من نقاط التفتيش بين صنعاءوالحديدة حتى دخولهم المحافظة عبر نقطة باجل وكان حينها خبر هروب الصبيحي إلى عدن غير معلن، وبعد الاعلان كان لايزال الخمسة الأشخاص بالحديدة، فقام الحوثيين بالتعميم على جميع نقاطهم بالمديريات عن الطقم ومن عليه من أفراد، وتم رصدهم على الخط الساحلي حتى وصلوا نقطة الخوخة. مضيفا: نصب لهم كمين حوثي وتم اعطاب الطقم المدرع بصعوبة عقب ملاحقات ما بين مدينة الخوخة وقرية الحيمة الساحلية وتبادلوا خلالها إطلاق النار أصيب على إثرها أحد المرافقين ومعلومة تؤكد فرار آخر وضبط البقية. وزاد الجنابي أن التنسيق لم يكن موجودا ولا حتى التكتيك، مشيرا إلى تمسك أفراد الحراسة بالطقم كونه مدرع ولم يغيروه بالحديدة واستمروا به ما جعلهم لقمة سهلة بيد الحوثي. مع أنه كان بإمكانهم التمويه بسيارة أخرى للخروج من المحافظة خاصة أنه أعلن عن هروب الصبيحي وهم لا يزالوا فيها. الصبيحي التقى الأحد، اللواء الركن ناصر منصور هادي (شقيق الرئيس هادي) وكيل جهاز الأمن السياسي بلحج وأبين وعدن، وقائد اللجان الشعبية بمحافظة عدن وأبين عبداللطيف السيد. وظل وزير الدفاع اللواء الصبيحي رهن الإقامة الجبرية بمنزله بصنعاء المفروضة من جماعة الحوثي منذ تقديم الرئيس هادي وحكومة استقالتهم في 22يناير الماضي. لكن الصبيحي حضر بزيه التقليدي حفل "الإعلان الدستوري" الذي أعلنته جماعة الحوثي، ثم أصدرت "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثي قرارا بتكليف الصبيحي قائما بمهام وزير الدفاع، وتعيينه رئيسا للجنة الأمنية العليا التابعة لجماعة الحوثي مكونة من 15عضوا، في 7 فبراير الماضي.