قال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إن عمليات عاصفة الحزم التي وصفها ب"العدوان السافر" وحدت بينه وحزبه وبين جماعة الحوثي، مشيرا أن علاقته بالحوثيين كانت مثل علاقته بأي تنظيم سياسي يمنى ليس أكثر "ولكن بعد العدوان السافر أصبح الشعب اليمنى وكل مكوناته السياسية والاجتماعية والمدنية موحدة لمواجهة العدوان، بغض النظر عن المواقف والخلافات السياسية (السابقة)، المهم اليوم هو إنقاذ الوطن والحفاظ على وحدته وسيادته". حد قوله. ونفى زعيم حزب المؤتمر الشعبي العام، أن يكون هو أو أحد من أولاده قد أصيبوا في ضربات طيران التحالف، وقال إن "هذا الكلام ليس له أساس من الصحة. هذا ترويج إعلامى معادٍ من قِبَل وسائل إعلام خارجية وبعض المواقع الإلكترونية فى الداخل، والتابعة للإخوان المسلمين وهادى". مضيفا أن كثير من أولاده خارج البلاد من قبل الأحداث الأخيرة. صالح أبدى أسفه أنه سلم السلطة للرئيس عبدربه منصور، وأنه دعا لانتخاب الأخير في 21 فبراير 2012م، متهما هادي بالتفريط وتضييع السلطة، وقال إنه وحزبه لن يقبل بعودة هادي رئيسا للبلاد. وقال صالح: "بالنسبة لعودة عبدربه منصور هادى إلى منصبه، فهذا شيء يقرره اليمنيون، ولو كان حريصاً على العودة لما استعان بقوات خارجية من أجل إعادته إلى منصبه. هو الذي استقال بمحض إرادته، ولا يجوز شرعاً ولا قانوناً أن يعود إلى الحكم في ظل هذا التدمير العميق للبنية التحتية والمنشآت الحيوية وممتلكات الشعب والمصانع والقطاع الخاص، وفى ظل هذه المجازر الوحشية والأرواح التي أزهقت. اليمنيون طعنوا في الظهر، ولن يقبلوا أن يترأسهم مجدداً من تسبب في كل هذا، وعبر قوى خارجية. هذا أمر مؤسف أننا انتخبناه وسلمناه السلطة بإجماع وطني، قبل أن يفرّط ويضيع كل ذلك". حد قوله. صالح في حوار حوار له مع صحيفة «المصري اليوم» المصرية، أجرته معه الجريدة عبر البريد الإلكترونى لمكتبه الشخصى، ومديره محمد الفقيه. ونشر الحوار يوم الجمعة الماضية. ووصف زعيم المؤتمر الضربة الجوية الأخيرة في اليمن بأنها "عدوان غير مبرر"، وقال إنه كان يتمنى أن يوجه التحالف قواته وضرباته "ضد عدو الأمة العربية وليس على جار ليس بينه وبين جيرانه أي خلاف". مضيفا أن المملكة العربية السعودية "تريد تصفية حساباتها مع إيران في اليمن، بينما المفترض بها أن تحمى اليمن لا أن تعاقبه وتعاقب اليمنيين جميعاً بهذه الطريقة المؤسفة والظالمة. هي بذلك تدفع قطاعات أكثر للالتحاق بالطرف المضاد (إيران) نكاية أو ردة فعل متوقعة ضد الظلم". وقال إن السعودية هي التي تقود التحالف وضغطت على الأطراف المشاركة بسبل شتى للمشاركة. نافيا وجود أي تشاور له مع أي دولة من دول التحالف التي قامت بالضربة ضد اليمن التي قال إنها "اعتداء سافر". وردا على سؤال الصحيفة حول ما إذا كان مستهدف شخصيا من الضربة العسكرية رد صالح بالقول: "أنا مستهدف من خلال وسائل الإعلام التى تعادى وتستعدى وتحرض ضدى، هم لا يريدون أى شخصية يمنية تقول: «لا للحرب.. ولا للإرهاب والاعتداء على اليمن»، هم يريدون شخصيات تلبى رغباتهم وتنفذ سياساتهم دون رأى أو إرادة. ربما هذه المواصفات وجدت فى هادى وآخرين، ولهذا شملهم الرضا". صالح أبدى أسفه الشديد لقرارات القمة العربية الأخيرة التي قال إنها وجهت ضد اليمن "وكان من الأجدر أن توجه نحو أعداء الأمة العربية". مضيفا: قد لا نلوم دول مجلس التعاون الخليجى، بسبب ضغط الشقيقة الكبرى السعودية عليها، ولكن نلوم الدول العربية الأخرى التى شاركت فى التحالف لكى تزهق أرواح الشعب اليمنى وتدمر بنيته التحتية، وأعتقد أن هؤلاء القادة سيراجعون مواقفهم ومسؤوليتهم القومية والإنسانية ويصححون الأخطاء، مهما كان سبب هذا الموقف". وقال صالح إن من موّلوا الانفصال عام 94م يمولون الآن للانفصال مرة أخرى، ولم يتعلموا من درس عام 1994. مضيفا: "هم يصرفون المليارات لقتل الشعب اليمنى، بحجة مساعدة اليمن والشعب اليمنى بدلاً من توجيه المساعدات للتنمية وتحسين الاقتصاد وإيجاد فرص عمل، لكنهم يصرفون المليارات لتدمير الموجود ومضاعفة المعاناة والأزمات". في إشارة إلى دول خليجية. مضيفا أن فكرة مشروع الانفصال"غير مطروحة فى الشارع اليمنى، لكنها لاتزال موجودة فى خيال من انهزموا عام 1994، بعد الوحدة". ونفى صالح اتهامات لقواته بارتكاب مجازر فى عدن ومدن الجنوب. وقال "ليست لنا أى علاقة على الإطلاق بأى عناصر ترتكب أى مجازر. هذا كلام إعلام معادٍ لى شخصياً وللمؤتمر الشعبى العام وحلفائه والشعب اليمنى. الذين يرتكبون المجازر هم تنظيم القاعدة وداعش وميليشيات هادى. نحن وقيادات وكوادر وأعضاء المؤتمر الشعبى العام وأحزاب التحالف بالدرجة الأولى ضحايا ومستهدفون بالاغتيالات والتصفيات المتواصلة، خصوصاً فى عدن ولحج وأبين، وهذا موثق ومعروف". حد قوله. صالح قال إن الحديث عن مخاوف السيطرة على ممر باب المندب "دعاية إعلامية لإيجاد مبرر للتدخل، بحجة حماية الملاحة فى الممر"، مضيفا أنه لم يحدث أن تعرضت الملاحة في الممر لأى خطر أو تهديد، ومن يرددون ذلك يختلقون الذرائع لتبرير التدخلات. وفق قوله. وعوًل صالح على قيام جمهورية مصر "بدور قومى لحل الأزمة، وهى الأجدر من غيرها فى الوطن العربى للقيام بهذا الدور". مضيفا: "نحن نعول على الدور المصرى والجزائرى وسلطنة عمُان لإيقاف هذه الحرب العبثية ضد الشعب اليمنى، وأيضاً نثمن دور سلطنة عمُان الشقيقة على الدور الذى تقوم به لحل الأزمة وإيقاف الضربات". وزاد: إذا انسحبت مصر من هذا التحالف فسيسجل هذا الموقف وسيثمنه الشعب اليمنى بمختلف قواه السياسية وتستعيد مصر مكانتها فى الدفاع عن الأمة العربية".