أقتحمت المليشيا المسلحة أمس الأحد الساعة الواحدة بعد منتصف الليل المطبخ المركزي لتغذية النازحين والكائن بمقر مؤسسة البيحاني وسط مدينة إب ونهب محتويات وأدوات المطبخ الذي يرعى أكثر من 1500 اسرة نازحة ويمون عدد 7 مخيمات لإيواء النازحين من مختلف محافظات الجمهورية التي نشب فيها الصراع وحل فيها الدمار والخراب وارتفع فيها عداد الموت، وتعد هذه الأعمال الهمجية التي تنتهجها المليشيات المسلحة والتي تطال العمل الإنساني بالمحافظة من الاعمال الهمجية المتكررة التي تؤكد على عدائهم الكبير لكل ما ينسب للإنسانية لا سيما وآلاف الأطفال والنساء والشيوخ المشردين من منازلهم والناجين من الموت ينتظرون مد يد العون والمساعدة للعيش بأبسط مقومات الحياة وليس قطع سبل الحياة عليهم. ولم يكن هذا هو أول سطو على مخيمات النازحين وعلى الشباب الذين جنّدوا أنفسهم لخدمة ومساعدة النازحين، بل وقد سبق ذلك إقتحام منازل ناشطين واختطافهم ومطاردتهم حتى الآن دون أدنى حجة أو مسوغ سوا أنهم أطلقوا أنفسهم لاستقبال إخوانهم وأسرهم النازحة من عدة محافظات. وفي الوقت الذي توارت فيه السلطة المحلية والمؤسسات الرسمية وتخليها عن مسئولياتها الملقاة على عاتقها أمام النازحين.. لم يتخلى العديد من شباب إب عن إنسانيتهم وعن صورة محافظتهم المسالمة والكريمة مجنّدين أنفاسهم في خدمة الإنسانية ليكونوا هم صدر إب الرحب والواسع الذي حل به آلاف النازحين، فيما اكتفت المليشيا المسلحة والسلطة المحلية بدخول دائرة العمل الإنساني وخصوصاً ملف النازحين ليس للدعم والمساندة وإنما لإحتكار الموارد والهيمنة على العمل الإنساني وفرض أجندة خاصة والعمل تحت أجنحتهم ومستخدمين القوة على المخيمات والهيمنة على الشباب القائمين والمبادرين ومضايقتهم واختطاف بعضهم واقتحام بعض منازلهم ومطاردتهم، وأخيراً إقتحام المطبخ المركزي الذي ينتظر الغذاء منه آلاف الأسر النازحة من الأطفال والنساء. ويشكوا القائمين على المخيمات من نفاذ المواد الغذائية وتوقف عجلة الدعم الذي ترتكز عليه. كما يشكون من حالة الهمجية المستمرة التي تنتهجها المليشيا المسلحة بحقهم والتي تعيق من سيرهم في الاعمال الانسانية ومساعدة آلاف الأسر النازحة، داعين المليشيا المسلحة الى تحكيم الضمير الإنساني وتجنيبه من دائرة الصراع والإفراج عن زملائهم المختطفين وإيقاف كافة الإنتهاكات المعيقة للعمل الإنساني.