يضغط المجتمع الدولي بقوة على الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق بالدخول في مواجهة عسكرية شاملة مع تنظيم القاعدة في اليمن. ويغضون بالمقابل الطرف عن استمرار انقسام الجيش اليمني والمؤسسات الأمنية واستمرار تبعية أجهزة وقوات مكافحة الإرهاب لعائلة صالح!! يكفي ملاحظة هذا التناقض الصارخ دون تقديم إجابات أو تفسيرات، مكافحة الإرهاب والعنف واحتفاظ أي مليشيات بسلاحها خارج إطار القوانين والمؤسسات، هي جريمة يترتب عليها الإخلال بالاستقرار المحلي ومن ثم العالمي، كون موقع اليمن المطل على المياه الدولية والمجاور لمخزون الطاقة العالمية. لا يوجد تفسير واضح ومقنع لهذا التناقض سوى أن هناك أهدافا داخلية لبعض الأطراف التي لا تريد إنهاء الانقسام في الجيش والمؤسسات الأمنية لتستمر في مواقعها وجني المليارات الوهمية المرصودة للقوى البشرية ومستلزماتها سواء في الجيش أو الأمن، وأيضا إبقاء البلد في حالة (موت سريري) لا يقوى على النهوض وهو ما يلتقي مع اهداف خارجية وإقليمية تجعل من اليمن نموذجا للانفلات والفوضى والاستثمار في تمدد العنف للحيلولة دون قيام نظام مستقر يحظى بمصداقية شعبية ويجعل من المصالح الوطنية فوق الاعتبارات الأخرى. بالعودة لنماذج التناقض الصارخ، سنرى كيف أن أبناء أبين قاموا بالتصدي لأنصار الشريعة في بداية الثورة فتم ضربهم بالطيران لأكثر من مرة، وقتل العشرات منهم ولم نسمع صوتا يدين هذا التحالف الشرير. وتكرر التواطؤ بسحب الوحدات العسكرية والأمنية واختفاء القيادة السياسية لمحافظة أبين خلال ساعات وترك المعدات والأسلحة الثقيلة لأنصار الشريعة. وتتظافر الأدلة بعد إصدار الرئيس هادي قرارا بتدوير منصب مهدي مقوله فكانت (مأساة دوفس). واليوم تتكرر المأساة ويدفع الجيش اليمني وأبناء أبين ثمن هذا التواطؤ البشع، فلا يزال الرئيس السابق وعائلته يحتفظون بقوات الجيش والأجهزة الأمنية التي استثمر فيها العالم لمكافحة الإرهاب.. لا يزال صالح وعائلته يحتفظون بهذه القوات للحماية الشخصية بل ويذهبون إلى أبعد من ذلك عن طريق التنسيق بين قيادة هذه المجاميع العتيقة وتقديم التسهيلات والمعلومات الأمنية لها بواسطة (مهدي مقولة) ويحضرون لعمليات جديدة في محافظتي عدن وحضرموت، تحت سمع وبصر ورقابة المجتمع الدولي والإقليمي.. لكنهم يلوذون بالصمت. الرئيس والحكومة اليمنية في وضع صعب وحرج.. مطلوب منهم مقاتلة القاعدة.. بينما تحتفظ عائلة صالح بقوات الجيش والأمن وقوات مكافحة الإرهاب وتقديم التسهيلات لهذه الجماعات، فهل سيكون الجيش وأبين واليمن ضحية لهذه المعادلة المعكوسة. ولماذا لا تتم المكاشفة مع المجتمع الدولي والإقليمي!؟ باعتبار السلم والاستقرار الداخلي ضمن منظومة الأمن القومي العالمي. بالأمس قالت الاستخبارات الأمريكية أنه تم تطوير قنبلة في اليمن تتجاوز رقابة المطارات.. ماذا يعني ذلك؟ وإذا كانت اليمن ستتحول إلى مسرح جديد للحرب على الإرهاب، فليثبت العالم مصداقيته في إنهاء انقسام الجيش والمؤسسات الأمنية ويتحمل الرئيس والحكومة مسئوليتهم بجدارة.