الاختراقات هي موضة العصر خاصة في مجال المواقع المهمة للزعماء والدول.. هناك شركات كبرى من شركات الانترنت تخترق ويُعبث ببرامجها وتخسر الكثير وتفقد امتيازات لاشيء ممكن مطاردته في عصر الفضاء المفتوح ولا محاصرته لذا لجأت شركة (جوجل) قبل مدة لإعلان مسابقة ورصدت جائزة كبرى لمن يستطيع اختراق نظامها الجديد.. هكذا تفتقت الذهنية الواقعية على طريقة "قارب الشر تأمن وما ينجيك من البحر إلا عوامه" بدل ما تخترق وأنت نائم اخترق وأنت صاحٍ، وتعطي فلوس كمان هذا ليس عبثًا لأنهم يريدون ان يختبروا نقاط ضعفهم ليقوموا بعملية تحصين على طريقة معرفة العيوب والمداخل. المسابقة تمت كأن البرنامج محصن لكن هناك بعض الثغرات مكنت احدهم من الاختراق وحصل على مليون دولار جائزة، واستفادت الشركة مالا يحصى من الفوائد عن طريق معرفة نقاط الضعف.. لقد اشتروها بفلوس بدلاً عن المكارحة والمشارعة في عالم بلا حواجز ولا سطوح.. هذا ذكرني بقول مأ ثور مستقى من الحكمة النبوية (رحم الله امرأً أهدى إلي�' عيوبي) والمؤمن مرآة أخيه طبعا (عاكس للعيوب) ولو طبقنا مبدأ البحث عن النواقص والعيوب بدلاً عن طلب المجاملة حقاً وباطلاً، لوصلنا إلى عتبة الكمال بدلاً عن المجاملة التي تطلق على الأعمى بصيرًا والأسود ابيض كثقافة عربية ترسخ (عنزة ولوطارت) أقول هذا في الذكرى ال 22 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح احد أهم الأحزاب اليمنية في الساحة.. أعتقد إن على الاصلاحيين أفرادا وجماعة أن يطلقوا شعار (رحم الله امرأً أهدى إلي�' عيوبي) لكي تتطور أكثر وتتحصن وترقى إلى درجة الحزب أو الكيان الوطني الذي يمثل طموحات وأمل الوطن والمواطنين بالقدر الذي يستطيع؟.. والاستطاعة هنا ستحدد بقدر المرونة والرغبة في شراء العيوب كهدايا لتجاوزها وتلافيها. على الاصلاحيين أن لا يقفوا كثيرا عند ردود الفعل أمام هجمة منظمة وهو أمر طبيعي لحزب جماهيري شارك في إسقاط نظام حكم و له منافسون (عرب) لا يطيقون الآخر إلا إذا كان في الإنعاش أو المقبرة ويفهمون قبول الآخر بأنه تنظيف المكان والخروج من البلاد ليخلو الجو لهم .. هذا مرض، الاصلاحيون معنيون كغيرهم من القوى الوطنية بعلاجه كمرض عربي متوارث يعالجونه في أنفسهم ليتمكنوا من علاجه لدى الآخر الوطني لأن الآخر هذا مهما كان هو (نحن) و(أنا) ولا يمكن أن أتعافى بدونه ولأن الإنسان ناقص بطبعه وكل ابن آدم خطاء فواجب الإصلاح والقوى والشخصيات العامة والوطنية أن تبقي بند المراجعة مفتوحاً بشكل دائم بل كل يوم ولحظة وهنا تتحول الأخطاء إلى مشاريع للنجاح ومخزن للتجارب؟. على الاصلاحيين أن ينتشروا في المجتمع لشراء العيوب وتقييمها.. هناك ناقدون منصفون وهؤلاء نعمة الله وهناك ناقدون حاقدون ينقد للإزالة وليس للتقييم.. هؤلاء أيضا بحاجتهم ولا يخلو من فوائد.. علينا أن نقرأ انتقاداتهم لا للعن الظلام بل للبحث عن مفردة حق بين أكوام التحامل فكل منتقد مهما كان حاقدا لديه كلمة او مفردة تكون عيبا صحيحا تمثل هدية حقيقية.. وعلى الناس ان تأخذها كهدية لغربلتها..تدروا بلاش كلمة (حاقد) التي أوردتها لأن الافتراض بالآخر انه حاقد يعيق التواصل والاستفادة.. ليكن هناك صواب وخطأ، ولا يعنيك البحث عن الحقد، دعه لصاحبه.. نعم هناك عبثيونن افتراضيون، بمعنى يتخيل الأخطاء تخيلاً أو يتمنى على طريقة من يحب إشاعة الفاحشة.. حتى هذا النوع قد لا يخلو من فائدة وعلى الإصلاح وكل الأحزاب التي تمارس الشأن العام ان تدرسها كظاهرة مرضية بدون استعلاء.. هذا إذا لم تقع أنت بالوهم .. إنها كذلك وهذه قضية أخرى. [email protected]