لم تعد القوة الانتخابية بالبوسترات الدعائية بين الولايات، ولا الشعارات العدائية بين المنافسين، أو الخطب النارية للرئيس والرئيس المضاد تصمد في وجه المناخ والطبيعة، عفريتان لا إعتراض امامهما لعفريت الكون طيلة هذا الأسبوع في كل من نيويورك ونيوجرسي بالولاياتالمتحدةالأمريكية (اللهم لا إعتراض).! تلك اللمحات البارزة لجبار السماء في وجه الفراعنة مهما علوا في الأرض، والطغاة وجبابرة الأرض مهما طغوا فيها، بان السماء بمن قال وسيبقى قائلا (انا ربكم الأعلى).. انا الباري، انا الخاق وأنا الحق .. فلا (أنا) لمخلوق امام الخالق، ولا لباطل امام الحق، ولا لعابد امام المعبود، وما ذلك الشيطان (الأنائي) البدائي المنكر الناكر للسجود ب:(أنا خيرٌ منه، خلقتني من نار، وخلقته من طين)، إنه مرجومٌ اليوم بسهام النجوم، وملعونٌ من السماء للتخوم. اليوم لا الناري ولا الطيني يأتيانك بما يُطفئ حرائق كاليفورنيا بالرياح، أو يسدُ أعصار نيويورك ونيوجرسي بالسدود، خاصة وفرعونُ (أنا ربكم الأعلى) المطيع للشيطان، قد صعُق ببرق مولاه الحارق للوجه (إذ قال الشيطان للإنسان أكفر، فلما كفر قال أنا بريئٌ منك! إني أخاف الله رب العالمين)..! الرؤساء الأمريكان الذين أتذكر مراحل تدُرجهم بين طفولتي ومراهقتي ورشدي هم: نكسون، فورد، كارتر، ريجان وكلنتون على التوالي، ثم وأخيرا وليس آخرا، هذا الجديد الذي كسر الجليد إبن الحسين باراك أوباما يوهمنا أن البيت الأبيض الذي سمح بالجلوس فيه للأسود، قد يسمح يوما لليشماغ العربي والملتحي الإسلامي والجب الأزهري و حتى الأصلع البوذي، هذا ما قد نراه يوما اوقد يراه أولادنا يوما.! أقول للشعب الأمريكي، ماذا أخذ رؤسائكم من العرب والمسلمين على مر تلك العصور وماذا أعطاهم؟ .. نعم إننا أطعمناهم بسواعدنا فعضوها، ساعدناهم بمقدراتنا الطبيعية والجغرافية فدسوا لنا السموم، خدمناهم بأجسادنا فغدروا بنا بالألسنة المزدوجة سالب وموجب "أنتم بإسرائيل، ثم إسرائيل ولا أنتم.!" .. ما خدمكم رئيسٌ عربي الا وغدرتم به.! .. هوايات رؤسائكم تقبيل وجوه رؤساء العرب ولُحاهم، وما ان خرجوا من قصورنا، إتجهوا إلى تل أبيب ليديروا الظهر بضرب الشلاليت.! نشهد أنكم من أكفاء أهل الأرض، لكن السماء حرمتكم من نعمة الإخلاص لأهل الحق، رغم حبي للشعب الأمريكي الطيب، لم أستطع أن اقنع نفسي يوما بحب رئيس أمريكي، أتساءل نفسي هل ترضى أن تكون صديقا لرئيس أمريكي إبان رئاسته؟ والعقل يجيب: (لا يعقل أن تضع ثعبانا في ثوبك.!) .. ثم أتسائلها (هل ترضى أن تختار رئيس أمريكي منتهي الولاية صديقا في الحياة أو شريكا في العمل.؟) والواقع يجيب: (إنهم بعد انتهاء الرئاسة مباشرة يتجهون لأبواب التوبة للكنائس والصولجان ببُرد النُساك وجًبة الرُهبان، من يدري قد يصلوا يوما أبواب المساجد والجوامع.!) وأنني اعتقد أن الإنسان العربي الحر، سيعيد بناء ذاته بأهرامات لن تهدمها الدكتاتورية الأمريكية عن بُعد بالريموت، نحن بحاجة لإعصار التنظيف، الإعصار في أمريكا هي صعقة اليقظة، تُدمر ولا تُنظف، هى رسالة سماوية للتطهير من المافيات والعصابات التي تتحكم في مصير الشعوب المستضعفة، وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول الصغيرة المغلوبة على أمرها. إن كانت اعصار السماء رسالة لأهل الأرض، فما على أهل الأرض إلا بإعصار مضادة، عمل متواصل يشارك فيه كل الشعب، علينا أن نصارح أنفسنا إننا نحتاج إلى شعب قوى يعتمد على الذات ودون العُزى واللات، يعمل ليل نهار، يزرع يصنع ينتج يبتكر، شعبٌ يستعيد في السنين القادمة بالزئير ما افتقدته في العقود الماضية بالهمس، علينا بإعصار أرضي يزأر ولا يهمس. لا تنافقوا الإعصار السياسي الأمريكي المغطرس بالرئيس والرئيس القادم، بل صادقوا الإعصار الطبيعي العربي صانعة الذات بالذات، الشعب العربي لا يمكنه بعد كل إعصار أن يصبح صفرا إن أراد لنفسه رقما كبيرا، هناك عدد هائل من المواطنين بين 22 دول عربية يقولون لبعضهم البعض (نعم نعم).. وهناك عدد أكثر منهم بين 60 دول إسلامية دون لاءات للعرب، إنها نغمة واحدة قد تتحول إلى تلك الإعصار التي لا تخيف إسرائيل فحسب، بل تهيب أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا وكل من قال لا للعرب ونعم لإسرائيل.! هناك إعصار أغرقتنا دون إطلاق رصاصة، قد تكون إسرائيل مستمتعة بإعصار الربيع العربي، تقسيم سودان تقسيم لبنان تمزيق سوريا إحراق العراق أخونة مصر سلفنة تونس أفغنة اليمن وقعدنتها.! هذه الأعاصير المفبركة لتفتيت العرب، ولتمزيقهم بتحويلهم إلى شراذم ودويلات.. والدول الكبرى تسعدها رؤية الوطن الكبير يتمزق، يتحول إلى دويلات ومحافظات وأقاليم ثم إلى حارات وأزقة وسكيك بالسكاكين .! كلٌ صاروخ يطلقها مواطن سوري على سوري، وكل قنبلة يفجرها مواطن عراقي بين العراقيين، وكل رصاصة يطلقها مواطن لبناني على لبناني أو يمني على يمني تخرق الغلاف الجوي العربي لتستقر في القلب، وتلك هي الأعصار التي يريدها الشيطان فليسُدها الإنسان.. ذلك الشيطان البدائي الرافض السجود له بزعم (أنا خيرٌ منه)..! فليوقفها هذا الإنسان النهائي المستهدف السجود له، لأنه فعلا خيرا منه. *كاتب إماراتي