جددت شرطة النجدة بالعاصمة صنعاء مطالبتها لقيادة قوات الحرس الجمهوري بتسليم نجل القائد العسكري مراد العوبلي ومرافقيه الذين اعتدوا على دورية كانت تؤدي واجبها الوطني في إحدى جولات العاصمة في سبتمبر الماضي. وشدد قائد شرطة النجدة بالعاصمة صنعاء, العميد طارش السامعي, على ضرورة استكمال التحقيقات في قضية قتل أحد افراد الشرطة وإصابة 3 آخرين على يد نجل القائد العسكري مراد العوبلي ومرافقيه. وتمنى العميد السامعي في حوار مع صحيفة "الجمهورية" الحكومية من قيادة الحرس الجمهوري أن تبادر لتنفيذ القانون وتسليم الجناة وأدوات الجريمة باعتبارهم ينتمون للحرس وكانوا يرتدون زيه الرسمي وأسلحته والطقم المدرع التابع للحرس "ولم يكونوا حينها في أداء واجب أو تنفيذ أي مهام عسكرية". كما تمنى أن تكون المبادرة أيضاً من والد المتهم الرئيسي العميد مراد العوبلي بتسليم الجناة للتحقيق تمهيداً لتسليمهم للعدالة. وحول تفاصيل الحادثة قال العميد السامعي إن سيارة (مُعكسة) وبدون لوحات كان يقودها محمد مراد العوبلي وصلت إلى جولة الحثيلي حيث تتمركز سيارة دورية يوم السبت الموافق 8/ 9/2012م واستخدم نجل العوبلي ميكرفوناً «مكبر صوت» لينادي على السيارات المارة أمامه لفتح الخط الذي كان مزدحماً حينها كون الوقت في الثانية عشرة ظهرا، أي وقت الذروة. وأضاف: "ثم نادى المذكور على خدمات دورية النجدة لفتح الخط لسيارته فردوا عليه بعدم قانونية استخدام الميكرفون لأن سيارته مدنية ولا توجد أي ضرورة لاستخدامه لعدم وجود موكب رسمي أو حالة إسعاف, فقام المذكور بالتلفظ بالسب على أفراد الدورية وتهديد أحدهم بأنه سيقوم بخلع الزي العسكري من فوقه, وواجه أفراد الدورية ذلك الاستفزاز بالصبر تجنبا لإثارة مشكلة, إلا أن المدعو محمد مراد العوبلي لم يكتف بإساءاته, بل قال لأحد أفراد الدورية بحسب ما قرره الشهود: أنت مجرد (جزمة) ولا تستحق أن أنزل (أدعسك), ثم أوقف سيارته جوار الجولة واتصل من تلفونه السيار لمرافقي والده وهو قائد اللواء 62 حرس جمهوري. ولأن منزله قريب من تلك الجولة وصل المرافقون خلال ما يقارب 5 دقائق على متن طقم مدرع تابع للحرس الجمهوري يحمل رقم ( 5085 / جيش) وتوقف خلف سيارة دورية النجدة مباشرة ونزل منه أكثر من عشرة أفراد مسلحين يرتدي بعضهم زي الحرس الجمهوري وباشر محمد مراد العوبلي ومسلحوه الاعتداء على أفراد الدورية الذين كان عددهم 3 أفراد فقط, وقتلوا الرقيب الشهيد عبد المجيد الشراخ كما تعرض فردان آخران للإصابة بطلقات نارية وهما الجنديان مجاهد حبيش ومفضل العريجي وثالث من أفراد الشرطة الراجلة, وتركهم الجناة تنزف دماءهم على أسفلت الشارع وغادروا مكان الجريمة على متن الطقم المدرع, بعد أن قاموا بنهب بعض أسلحة أفراد النجدة, وقام المواطنون بإسعاف القتيل والمصابين إلى المستشفى وما تزال جثة الشهيد في ثلاجة مستشفى الشرطة حتى الآن, فيما لا يزال الجناة فارين" بحسب ما ذكر السامعي للصحيفة. وأوضح السامعي أن مراد العوبلي قام بتسليم ثلاثة من الجناة إلى قيادة الأمن المركزي إلا أن إحالة ملف القضية إلى النيابة المختصة لاستكمال الإجراءات لم تتم حتى الآن "لأنه لم يتم تسليم جميع الجناة". وأضاف: "نحن ننظر إلى القضية باعتبارها جريمة جنائية بحتة وننظر إلى الجناة على أنهم مجموعة أشخاص خارجين عن القانون ويمثلون أنفسهم بصرف النظر عن انتمائهم الوظيفي, فالحرس الجمهوري مؤسسة عسكرية نظامية نفتخر بها جميعا ولا يشرفها انتماء بعض الخارجين عن القانون إليها سواء كانوا أفراداً او ضباطاً أو قادة". وقال إنه كان يفترض على قيادة الحرس الجمهوري بعد تلقيها بلاغات رسمية عن وقوع الحادثة "التعامل مع القضية بمسئولية كاملة والقيام بما يوجبه عليها القانون من إجراءات ضبط دون الحاجة إلى طلب من وزارة الداخلية". وأضاف أن محمد مراد العوبلي "له العديد من السوابق الجنائية وقد سبق سجنه لما يقرب عاماً في السجن المركزي بصنعاء على ذمة قضية قتل وعدة قضايا أخرى". ولاتزال جثة الجندي (عبدالمجيد الشراخ) في ثلاجة مستشفى الشرطة منذ وقوع الحادثة بعد إصرار أولياء الدم على عدم دفن الجثة حتى يتم تسليم الجناة ويتم تحقيق العدالة. وناشد السامعي "كل من لديه شهادة حول الجريمة او معلومات تتعلق بها او بمرتكبيها التقدم للإدلاء بشهادته لدى الإدارة العامة للبحث الجنائي, وبما يعزز الأدلة المتوافرة ويحول دون إفلات الجناة من العقاب ويمكن لكل من لديه شهادة او معلومات التواصل كذلك مع عمليات فرع شرطة النجدة بالامانة او معنا شخصيا وتلك مسئولية شرعية وبراءة للذمة وحتى تتحقق العدالة".