أعلن ناشطون سوريون إسقاط طائرة ميغ قرب مطار دمشق الدولي، بينما احتدم القتال بين قوات الجيش النظامي والجيش الحر قرب المطار، مع تواصل القصف على حي الحجر الأسود بالعاصمة لليوم الثاني على التوالي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية قصفت منطقة البساتين على ضواحي دمشق في محاولة لتأمين المناطق المحيطة بالمطار الذي تشهد شللا وتوقفا للعديد من الرحلات الجوية من دمشق وإليها في اليومين الماضيين. وذكر ناشطون أن القصف الذي يجري بالمروحيات وراجمات الصواريخ أدى إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم خمسة ينتمون إلى أسرة واحدة فجر اليوم السبت، كما أدى إلى جرح ثلاثين شخصا، ولحق بالحي دمار هائل شمل إحراق ثمانية منازل في ظل انقطاع كافة وسائل الاتصال. جاء ذلك بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف الذي تشنه القوات الحكومية استهدف منطقة بيت سحم على ضواحي دمشق، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل. وقال الجيش الحر في وقت سابق إنه أسقط مروحية حكومية في منطقة دومير قرب دمشق. كما جرح العشرات في قصف للجيش النظامي براجمات الصواريخ والطائرات استهدف مدينة داريا وبلدة ببيلا، كما استهدف القصف مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وفي حمص وسط البلاد نشبت مواجهات بين الجيشين الحر والنظامي في حي باب هود بالمدينة، بينما قصفت قوات النظام بالهاون مدينة القصير بريف حمص. من جهتها قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت حي بستان الباشا في مدينة حلب. أما مدينة حماة فقد شهدت إضرابا عاما في عدد من أحيائها وأسواقها، احتجاجا على الحملة العسكرية التي يشنها النظام على المدن السورية. وفي حلب، أفاد مراسل الجزيرة بأن عدة أحياء تعرضت لقصف طيران الجيش النظامي، وأن عددا من القتلى سقطوا في هذا القصف. ففي حي أنصاري الشرق، وقع ما لا يقل عن 25 قتيلا، بينهم عشرة أطفال، حسب شهادات الذين شاركوا في انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض. وتعرضت مدن وقرى محافظة دير الزور لقصف بالطائرات والمدفعية منذ صباح اليوم السبت. وأفاد ناشطون بتعرض أحياء الجبيلة والحميدية والشيخ ياسين في مدينة دير الزور لقصف مدفعي وسط تحليق للطائرات. كما قصفت الطائرات الحربية مدينة الميادين الواقعة في ريف المحافظة. وأظهرت صور بثها ناشطون على شبكة الإنترنت تمركز مدفعية قوات النظام على جبل وقصف المدينة وتحديدا حي الجبيلة الذي يشهد حضورا للجيش الحر. معارك النفط في غضون ذلك، عادت القوات النظامية السورية إلى حقل نفطي في محافظة دير الزور في شرق البلاد كانت انسحبت منه مساء الخميس، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت. ونقل المرصد عن ناشطين في دير الزور قولهم إن القوات النظامية عادت وتموضعت في حقل العمر النفطي، مشيرا إلى أن قوامها يبلغ نحو 150 جنديا معززين بآليات ثقيلة. وكان المرصد أفاد بأن القوات النظامية انسحبت الخميس من هذا الحقل الذي يعد آخر مركز تواجد لها شرق مدينة دير الزور. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن المقاتلين المعارضين يوجدون على بعد كيلومترات من هذا الحقل، ولم يدخلوا إليه خشية أن يكون ملغما. وأوضح أن القوات التي أعادت الانتشار هي نفسها التي انسحبت، "وهي معززة بدبابات وناقلات جند مدرعة". وكانت القوات النظامية فقدت السيطرة على "معمل وحقل غاز كونوكو في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب المرصد الذي أشار إلى انشقاق 45 عسكريا منه. كما فقدت هذه القوات السيطرة على حقل الجفرة في 18 نوفمبر/تشرين الثاني في معركة قتل فيها أكثر من خمسين شخصا، بحسب المرصد الذي أوضح ان القوات النظامية "لا تزال تسيطر على حقول نفط التيم والمزرعة والخراطة والمهاش والبشري في الريف الغربي لمدينة دير الزور". ويرى خبراء أن استيلاء المقاتلين المعارضين على حقول نفط وغاز لن يؤثر كثيرا على ميزان القوى لأن عددا كبيرا من هذه الحقول كانت تستثمره شركات أجنبية غادرت البلاد، وليس بالإمكان الإفادة منها حاليا. من ناحية أخرى، أكدت قوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف) التي تقوم بدوريات في المنطقة منزوعة السلاح بين سورية وإسرائيل اليوم السبت أن قوات حفظ السلام التابعة لها تعرضت لهجوم مرتين قرب مطار دمشق. وقال فرحان الحق المتحدث باسم الأممالمتحدة "أطلق مهاجمون مجهولون النار على قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت تتوجه إلى مطار دمشق لليوم الثاني على التوالي أمس الجمعة". وذكر المتحدث أن نيران الأسلحة الصغيرة ربما أصابت معظم مركبات القافلة. وقال كيران دوير -هو ومسؤول آخر بالقوة- لوكالة الأنباء الألمانية إن أربعة أفراد من قوات حفظ السلام أصيبوا الخميس في هجوم قرب المطار. يذكر أن معارك عنيفة سجلت أمس الجمعة في مناطق متفرقة، حيث بلغ عدد القتلى 127 معظمهم في دمشق وريفها وحلب، كما استمر انقطاع خدمات الهاتف والإنترنت عن مناطق واسعة من سوريا، فيما قال ناشطون ومنظمات غير حكومية إنهم يخشون حدوث الأسوأ. وتحدثت السلطات السورية عن "أعمال صيانة" سببت هذا الانقطاع، لكن الولاياتالمتحدة اتهمت النظام السوري بقطع الاتصالات، في حين دعته فرنسا إلى "إعادتها دون تأخير". ولتمكين رواد الإنترنت من إرسال معلومات وفي الوقت الذي تضيق فيه السلطات السورية على عمل وسائل الإعلام الدولية، فعّل موقعا غوغل وتويتر في سوريا خدمة "تويت فويس" الذي كان فعله أثناء فترة الثورة المصرية في 2011. ويتيح هذا النظام إرسال تغريدات عبر رسائل صوتية على هواتف جوالة. وقالت منظمة العفو الدولية إن قطع الاتصالات "يمكن أن يشير إلى نية السلطات إخفاء حقيقة ما يجري في البلاد عن أعين العالم"، واتهم ناشطون النظام بالتحضير ل"مجزرة". المصدر:وكالات