مع اختلاط حابل بعض شركاء الثورة الحقيقيين بنابل فلول الثورة المضادة وعملاء الخارج في مصر تتصاعد الأحداث في مصر بصورة دراماتيكية مثيرة للتقزز: ثوار ملثمون يطلقون الرصاص على الشرطة ويقتحمون المقرات الحزبية ويزهقون عشرات الأرواح، وينهبون المحلات التجارية وتخريب واسع النطاق وأصوات مرتفعة في السلطة والمعارضة تصب الزيت على النار ولا أفق لمبادرة شجاعة، ومالم يتمكن عقلاء شركاء الثورة من احتواء الوضع فلا يحق لنا أن نلوم المتأمرين على الربيع العربي من نجاحهم في تفجير الأوضاع وإعاقة التغيير : لا يبلغ الأعداء من أحمق،،، ما يبلغ الأحمق من نفسه. أتمنى أن يمتلك الرئيس مرسي شجاعة اردغان حين خرج خصومه الى الشارع بعد فوزه في الانتخابات فدعا إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة و عاجلة. وأظن أن هذا هو الحل الوحيد لتتكشف الخيوط الدقيقة بين الاحتجاجات الثورية وهيجان الثورة المضادة الارتدادية ويتخذ الشعب ومؤسساته الدستورية مواقف صارمة بعد ذلك.. ويجب أن يدرك الإخوان أن تجاربنا الديمقراطية ما تزال في البداية بعد مرحلة ثورية ومن الصعب تقبل نتائج الانتخابات بسهولة، فالمهزوم الذي أخرجته الثورة والديمقراطية من السلطة يشعر بالقهر حتى لو كانت طريقة القهر ديمقراطية وشرعية وشعوره بالقهر يدفعه الى ارتكاب حماقات لا تتوقف مستفيداً من لوبيات الفساد الواسعة الانتشار في جميع مرافق الدولة، ومن الحكمة أن يتنازل الطرف الفائز عن استحقاقه الشرعي مرة أو أكثر حتى يتعود الناس احترام الديمقراطية. نشرت هذا المقترح على صفحتي في الفيس بوك واتحفني الصديق العزيز والباحث القدير “أمين الصلاحي” بتعليق يخلص إلى أن الديمقراطية علاج للصراعات وفي بعض المجتمعات يحول البعض الأغلبية إلى مغالبة تكون سبباً في الصراعات ويكون من الواجب شرعاً وعقلاً أن يتوصل الناس الى دييمقراطية توافقية” وأضيف هنا إن رفض التوصل إلى هذه الصيغة مخالفة شرعية تتنكب لمقاصد الشريعة الإسلامية ومقاصد الديمقراطية. من مصلحة الإخوان في مصر- لو يعقلون- أن يغادروا السلطة في هذه المرحلة الهشة اليوم قبل الغد ويتركوها لمن سيختاره الشعب في الانتخابات من القوى المنافسة، فانفراد الاسلاميين بالسلطة في هذه المرحلة الحساسة ولو جاء بصورة ديمقرطية يندرج ضمن سياسة دولية لاحراق أوراقهم في ظروف غير موضوعية يشعر فيها الكثير من الأطراف أن الإخوان قهروا إرادتهم حتى لو كانت طريقة القهر شرعية وديمقراطية.