غادر النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام المستشار السياسي لرئيس الجمهورية رئيس اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني أمس الاثنين إلى خارج البلاد في ظل خلافات متصاعدة يشهدها حزب المؤتمر المشارك في العملية الانتقالية. وكانت مصادر خاصة قالت ل"الأهالي نت" أمس الاثنين إن الإرياني غادر صنعاء احتجاجا على قيام الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبدالله صالح بتقديم أسماء ممثلي المؤتمر في مؤتمر الحوار الوطني دون الرجوع إلى الإرياني أو استشارته رغم أنه الموكل بملف ترشيح الأسماء. وتشير المعطيات إلى أن الإرياني تعرض للخديعة من قبل قيادات في حزب المؤتمر والمطبخ الإعلامي والسياسي للمؤتمر التي نشرت أسماء قائمة ممثلي المؤتمر وحلفائه بعد تسليمها للإرياني واشتراطها عليه عدم الكشف عن الأسماء قبل تسليم الأحزاب والقوى الممثلة في مؤتمر الحوار كشوفاتها. ونشر موقع "المؤتمر نت" المتحدث باسم المؤتمر أمس الاثنين خبرا حمل عنوان: "الارياني يغادر صنعاء احتجاجا على افتراءات المشترك". ونقل الموقع عن الإرياني قوله إنه "قرر أن يغادر العاصمة صنعاء لأخذ قسط من الراحة عسى ولعله أن ينسى ما قال المشترك أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي إن المؤتمر (تحول إلى معرقل حقيقي لهذه العملية -الحوار الوطني)". وأضاف الموقع: "وتساءل الدكتور الارياني – وهو رئيس اللجنة التحضيرية الفنية للحور الوطني - كيف وصل التحضير للحوار الوطني إلى ما يقرب من نهايته لو كان المؤتمر كذلك..؟". ولم يذكر الموقع الجهة التي توجه إليها الإرياني، كما لم يشر إلى مصدر التصريح الذي أورده على لسان الإرياني. غير أن القيادي في حزب المؤتمر ياسر العواضي نشر معلومات على صفحته في "تويتر" أكد فيها أن الإرياني كتب التصريح المنشور في الموقع "بخط يده وأرسله لهم بالفاكس". وقال العواضي إنه التقى الإرياني قبل يوم من سفره، مضيفا: "وشرح لي كيف أن المشترك خذلوه وخصوصا اثنين منهم". وأضاف: "الإرياني سافر غضبا من المشترك". وقالت صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لنجل صالح إن مغادرة الإرياني جاء "تعبيراً عن استنكاره لموقف أحزاب اللقاء المشترك من الإجراءات التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني". وكان المشترك قد فاجأ الوفد الأممي أثناء اجتماعه الأحد بدار الرئاسة ببيان اتهم فيه المؤتمر الشعبي العام بعرقلة الحوار، الأمر الذي أثار استهجان الإرياني بصفته رئيس اللجنة التحضيرية للحوار، وتساءل: كيف وصل التحضير للحوار الوطني إلى ما يقرب من نهايته لو كان المؤتمر كذلك –وفقا للصحيفة. فيما نشرت صحيفة "الأولى" في عددها الصادر الثلاثاء ما وصفته بتفاصيل اجتماع لجنة الحوار ومجلس الأمن "الذي أغضب المؤتمر ودفع الارياني لمغادرة البلاد". الصحيفة قالت إن سفر الارياني جاء بعد طرح ممثلي المشترك مسألة مغادرة علي صالح رئاسة الممؤتمر والحياة السياسية. وكان حزب المؤتمر أعلن السبت في خبر منشور في موقع "المؤتمر نت" التابع للحزب تسليم الحزب قائمة ممثليه إلى اللجنة الفنية للحوار، إلا أن مصدرا في اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني نفى في تصريح ل"الأهالي" مساء الأحد أن تكون اللجنة تسلمت رسميا قائمة المؤتمر وحلفائه. وأشار المصدر إلى أن رئيس لجنة الحوار الدكتور الإرياني أبلغ اللجنة في اجتماعها السبت بأن حزب المؤتمر سلم له قائمة ممثليه. وأضاف: "حضر الدكتور الإرياني ومعه ظرف، قال إنه يحوي قائمة المؤتمر وأن المؤتمر سلمه له واشترط عدم فتح الظرف والكشف عن الأسماء قبل تسليم جميع قوائم الأطراف الممثلة في مؤتمر الحوار". ونشر المؤتمر على موقعه الألكتروني في وقت متأخر من مساء السبت قائمة قال إنها قائمة ممثلي المؤتمر وحلفائه، واحتوت على (112) اسما وخلت من اسم الرئيس السابق رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح وعدد من رموز نظامه بينهم الناطق الرسمي باسم المؤتمر وحلفائه عبده الجندي. وجاء نشر المؤتمر لقائمة ممثليه بعد أن كان موقعه الإلكتروني نشر تصريحا للأمين العام المساعد للشؤون السياسية سلطان البركاني قال فيه إن حزبه سلم قوائمه للجنة الحوار لكنه اشترط عدم الكشف عن الأسماء قبل أن يعود الموقع لنشر تصريح آخر للبركاني أكد فيه إعلان حزبه "قائمة ممثليه لمؤتمر للشعب"، ويقول إن القائمة سلمت للإرياني وليس للجنة. وجاء نشر موقع "المؤتمر نت" لقوائم ممثليه بعد ساعات قليلة من إعلان صحيفة "الأولى" تفردها بنشر قائمة الحزب. ونشرت مواقع تابعة لحزب المؤتمر مساء الأحد أخبارا عن إعلان النائب الثاني لرئيس المؤتمر عبدالكريم الإرياني انسحابه من قائمة ممثلي حزبه في مؤتمر الحوار الوطني. واتهمت تلك المواقع الإرياني بما وصفته ب"تجاوزه في إعلان أسماء ممثلي المؤتمر دون العودة إليه بصفته نائبا أولا لرئيس المؤتمر الشعبي العام، وبكونه المكلف في هذا الملف تحديدا" –حد قولها، رغم أن القائمة نشرت في الموقع الرسمي للحزب وصحف مقربة من قياداته. وفي الوقت الذي احتوت فيه القائمة التي أعلنها المؤتمر على اسم الدكتور الإرياني الذي جاء رقم (52)، أفاد مصدر في اللجنة الفنية للحوار ل"الأهالي" أن الدكتور الإرياني أبلغ أعضاء اللجنة في جلسة السبت أنه تم استبعاده من قائمة المؤتمر. وأبدى المصدر عدم علمه حول ما إذا كانت القائمة المنشورة هي ذاتها القائمة التي سلمت للإرياني، الأمر الذي يشير إلى أن الإرياني تعرض للخديعة من قبل قيادات في المؤتمر أو أنه ساعد حزبه على نشر قائمة غير صحيحة للدفع بالأحزاب الأخرى للكشف عن قوائمها.