كعقد انفرطت حباته وتتساقطت سريعا الحبة تلو الأخرى، يفضح المخلوع بشار عن وجهه وتستمر الفصول المختلفة في كشف سلسلة لا تنتهي من الخدع والأكاذيب التي بنى عليها حكمه وروج لها سنين طويلة. والآن ها هو يقدم للعالم دليلا جديدا على أولوياته وأهدافه. فالمخلوع بشار الذي «فاوض» الجيش الحر عبر وساطات تركية وقطرية لإطلاق 48إرهابي فارسي كانوا بقبضة الثوار مقابل آخرين موجودين لدى المخلوع بشار في السجون، وأعطى أولوية لإطلاق الإيرانيين دون التطرق إلى إطلاق أعداد كبيرة من «شبيحة» و«جند المخلوع بشار» المأسورين لدى الجيش الحر والمخلوع. وبعد أن سقط قناع المُقاومة والممانعة, وتبددت أحلام بشار في البقاء في السُلطة, أرادت إسرائيل أن تُلمع إبنها المُدلل أو بالأحرى قامت (بعملية تجميلية) حتى يظهر بمظهر البطل أو بمظهر المُعادي وأن بقاء بشار خطرٌ أزلي على دولة إسرائيل. لا اريدُ أن أتحدث عن طبيعة الغارة الإسرائيلية وعن اسبابها ولكن حتما ما قُصف بالأمس تريد إسرئيل إعلامنا أنه يُمثلُ خطراً عليها.. لكن المُدرك لما يجري على أرض سوريا هناك محاوله للفت النظر عن ما يحدث في الجبة الشمالية ومحاولة لتخفيف الضغط الذي تتعرض له القوات الإسرائيلية التي تعمل على أرض سوريا والتي تتمثل بجبهة النصرة والجيش الحر ..هذه القوات الصهيونية تتعرض لضربات موجعه قاتله وفي الصميم , إن الاعتداء هو رساله ومحاولة تعزيز مواقف قبل الذهاب الى طاولة المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدةالأمريكية حول المنطقة بشكل عام والأزمة السورية بشكل خاص. إنه لمن الحماقة معالجة البديهيات ووضعها على طاولة التحليل والتركيب فالوعي العربي اصبح يدرك تماما ماهية المقاومة والممانعة والتي يطبل ويزمر لها حفنة من المتسترين بالعباءات والعمامات السوداء وفاشلين قومجيين وحلفاؤهم الشيوعيون الذين استثمروا طويلا بالقضايا العربية واهترأت وبليت شعاراتهم ولم يعد لها مرتعا بالوعي العربي فمن العقم والسخافة الفكرية وبعد اربعة عقود من الزمن شهدت فيها الجبهة الصهيونية السورية هدوءً وامناً أكثر من الداخل الاسرائيلي والمخاوف الصهيونية من سيطرة الجيش الحر على الاسلحة التي هي ملكا للشعب السوري وليس ملكا لعصابة الشبيحة.. والسؤال الذي يطرحُ نفسه. ما الذي سيفعله النظام النصيري وحلفاؤه من حزب حسن وأمهم إيران - هل سيكتفون بالجعجعة الاعلامية كالمعتاد ويخرج علينا وزير الخارجية السوري وكما عودنا في جملته المشهورة التي يرددها بعد كل اختراق صهيوني لسوريا مرات عديدة "في الزمان والمكان المناسبين؟ - أم سيردون للكيان المسخ هذه الضربة؟ - أم سيصبون جام غضبهم على نساء وأطفال وشيوخ ورجال سوريا - فشة غل{كما بقول إخواننا السوريين} أم سيكتفون بعبارة في الزمان والمكان المناسبين وكأن شي لم يحدث ويعودواحبايب بوساطة روسية "وما النصر الا من عند الله والعاقبه للمتقين" ..