أرعبني بوست صغير للصحفي اليساري الرائع فتحي أبو النصر يتساءل فيه عن من هو شكري بالعيد اليمن ؟ ما أرعبني في الموضوع أن الأمر في اليمن مرشح فعلا لذلك, ومانوعية الأسلحة التي تم إيقافها في السفينة جيهان إلا مؤشر مخيف على فترة مخيفة ستمر بها اليمن!! ففي الشحنة غير الأسلحة الثقيلة والتي بعضها يستطيع إستهداف قصور وبعضها يستطيع إستهداف أي طائرة مدنية أو عسكرية, وهي أسلحة متوفرة مع فصيلي الصراع العسكري ولو نوعيات مختلفة ولا يحتاجان لتهريبها بهذه الكميات الصغيرة لجيش..وكأن من يحتاجها فصيل غير مالك للسلاح هذا وليس لديه طريقة قانونية لإدخاله للبلد..الأسلحة الأخطر هي ماورد عن وجود نواظير تقريب المسافة تستخدم للتكبير 7 مرات. وكواتم الأسلحة الآلية وتستخدم للاغتيالات على مسافات قريبة 150 متر. مواد متفجرة مختلفة( RDX ) وقوة انفجار هذه المادة تعادل بعشرين مرة ضعف مادة ال(TNT) وتستخدم لصناعة القنابل. - مادة السيفور C4 شديدة الانفجار والتي تخلط مع مواد أخرى لصناعة القنابل - أجهزة التحكم عن بعد باستخدام الريمونت كنترول والتي تستخدم لتفجير العبوات وتحديد الأهداف المختلفة وهي نفس المواد التي إستخدمت في قتل الصحفي اللبناني سمير قصير أو رفيق الحريري أو رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبناني العميد وسام الحسن..ولم يتم حتى اليوم معرفة من نفذها بشكل دقيق!! طبعا مايلاحظ اليوم أن اليمن يمر بحالات تهيئة وإعداد للجماهير لتقبل تلك الحوادث التي يخشاها الجميع, و التعامل معها بشكل متشنج.. ومراحل تهيئة الناس للتعامل النزق معها بدأت بالأتي: أولا :تلغيم العلاقات بين أحزاب ومكونات معينة مع أشخاص بعينهم ناشطين وسياسيين وحزبيين وحقوقيين وإعلاميين وإشعالها إعلاميا, وتسليط الضوء على صراعات مبالغ فيها بشكل شبه يومي, مثلا تتكفل صحف ومواقع وقنوات بالتركيز على أن إسلامييين يكفرون فلان, ومثل خلافات شديدة بين العسكري فلان وبين الحزبي فلان وتهديدات, ومثل "الناشط الفلاني تبنى قضية مهمة مثل الشهداء والجرحى "وتضايق شديد من الفصيل الفلاني والعسكري فلان.. ثانيا: إعداد فرق وأشخاص لتنفيذ عمليات إغتيالات محترفة كالتي تعرض لها الحريري وقصير ووسيم الحسن, ويكونوا من نفس البلد وتدربوا على أيدي رجال مخابرات قوية إقليمية أو دولية أو فصيل جهادي محترف قريب من دولة لها مطامع طائفية أو إقتصادية! قد لا تغيب فيها إحدى الدول الثلاث "أمريكا والسعودية وإيران "إضافة لبقايا النظام السابق في المؤسسات الأمنية والمالكة للمال والإمكانيات والحافز ..بإعتبارها الأكثر رغبة في حدوث ذلك وإن بشكل متفاوت!! ثالثا: تهييج أفراد القوى الحزبية ضد قياداتها وإقحامها في صراعات جانبية بعيدة عن مرحلة البناء للبلد والتهيئة للحوار وصنع حالة متضخمة من عدم الثقة بين أعضاء القوى السياسية داخل البلد, وتبني نظريات المؤامرة من بعضها البعض ..وهي أخطر حالة تجعل أي حادث إجرامي يحدث لأي كان ينصب بإتجاه طرف قد لايكون المسؤل عن الأمر لكن الجماهير مهيئة لإلقاء التهمة إليه بسبب الإعلام القذر وتنصرف عن المسؤل الحقيقي للحادث والمستفيد أكثر من حدوثه.. وعليه فإنني من واقع المسؤلية أدعوا كلا من:- الرئيس هادي أن يبدأ في تنظيم أجهزة الأمن وتطهيرها من الإختراقات من جميع الأطراف, وإلا فإنه سيكون الرئيس الذي في عصره إتجهت اليمن للحرب الأهلية.. - قادة الأحزاب السياسية لتنظيم الخطاب الإعلامي بين مؤسساتها وترشيد خطاب أعضاءها, قبل أن يكونوا أول الضحايا والتركيز على الحمايات الشخصية لهم وللناشطين من جميع الأطراف. - علي محسن الأحمر, أنصحه بالإستقالة باكرا قبل أن تلصق به أي حوادث قادمة بإعتبار أن إتجاه الإعلام المهيج لهذه القضايا قد ركز عليه, هذا إن كان يرغب في الراحة وإنقذ نفسه والبلد من مؤامرات خطيرة!! - الصحفيون والناشطون الذين يبالغون في إدعاء المظلومية والملاحقة من أطراف غير النظام السابق, لأن المخابرات الإقليمية والدولية تبحث عن أسهل الضحايا وأقلها حماية! لتصنع منها وقودا لإشعال الصراعات بين الأطراف! - الشباب الحزبي أتمنى منه أن يتناسى الصراعات السابقة وأن يسيروا في خطى مؤسسي اللقاء المشترك, لأنه لايمكن لأي طرف أن يدمر أو يلغي طرف أو يقلل من تواجده في الشارع إلا عبر محرقة لاتبقي ولاتذر!! - الصحفيون المرتزقة , ولهؤلاء أقول إن إشعال الصراعات بين الأطراف وإن عاد عليكم بفوائد مالية مهما كبرت أو صغرت سيدمر بلدكم ويحولها للبنان الحرب الأهلية , وعندها ستكونون أول الضحايا وقد تخسرون كل ماحصلتم عليه وستخسرون بلدكم ويلعنكم التاريخ !