خمسة قرارات أولويات على الرئيس وحكومة الوفاق الوطني. كثر الحديث عن أولويات الرئاسة وحكومة الوفاق الوطني، وهناك خلط بين القرارات والإجراءات ،قرارات سريعة من صلاحيات الرئيس والحكومة، وقرارات يجب اتخاذها ،إما الإجراءات التي تحتاج إلى عمل فني طويل المدى فلها وقتها: القرار(1): قرار دمج الجيش والأمن ،التوحيد تحت قيادة وزارة الدفاع والداخلية ،الدمج والتوحيد يحتاج إلى قرار من رئيس الجمهورية أما الهيكلة فهي اجرءات فنية تحتاج إلى وقت لايمكن صياغتها في يوم وليلة ،أما قرار التوحيد والدمج فهذا قرار من صلاحيات الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة ،الرئيس الشرعي الذي أعطاه اليمنيون ثقتهم وإعطاه الإقليم والعالم دعمه لتنفيذ مهام رئيسية منها هيكلة الجيش وفي مقدمة الهيكلة يبدأ بالدمج وتوحيد القيادة ،وحتى يتيسر أمر الدمج يستدعي الأمر إقالة جميع المتسببين في تقسيم الجيش والأمن بدون استثناء وهم مجموعة 5+2 ثم تأتي الهيكلة بجانبها الفني لاحقاً. القرار رقم (2): قرار إعادة المشتقات النفطية إلى ما كانت عليه ،فقد قام نظام علي عبدالله صالح برفع المشتقات النفطية بصورة جنونية خارجة عن كل المعايير المعقولة أكثر من مائتين بالمائة ،وقد هدف صالح المخلوع إلى الانتقام من الشعب الثائر وامتصاص الشعب الفقير لإيجاد موارد إضافية لتغذية بقاء حكمه والإنفاق على بلاطجته وشراء الأسلحة التي يقتل بها الشعب ،ولايعقل اليوم أن يظل هذا العقاب الجماعي سارياً بعد التغيير برئيس جمهورية ورئيس حكومة جديدين . إن تحسين المزاج الشعبي وإشعاره بان هناك تغيير ملموساً لابد من اتخاذ هذا القرار. القرار رقم(3): قرار إنصاف فوري للشهداء والجرحي والمعاقين للثوار السلميين الذين تعرضوا للقتل والعدوان وهم بصدور عارية ولم يكونوا طرفاً في أي مواجهة مسلحة فهذا القرار سوف يشعر الثوار في الساحات ان هناك احتراماً لتضحياتهم. القرار رقم(4): قرار اعادة الحقوق الوظيفية والمادية التي تم مصادرتها او نهبها من ابناء المحافظات الجنوبية ،فقرار فوري يعيد المفصولين الى وظائفهم وحجز الاراضي المنهوبة سوف يشعر الناس ان هناك جدية . القرار رقم(5): قرار إعلان إعادة توطين النازحين في صعدة، خاصة بعد التشاور مع حكومة قطر التي التزمت باتفاقية الدوحة بإعادة اعمار صعدة. هذه القرارات الخمسة ستمكن القوات المسلحة والامن من أداء مهامها وسيشعر أفرادها بالأمن الذاتي لأنهم أصبحوا تابعين لمؤسسات دولة وليس مؤسسات أشخاص وعوائل. سيشعر الشعب بان العقاب الذي سلطه علي عبدالله صالح برفع المشتقات النفطية قد رفع ،وسيشعر الثوار السلميين ان الإنصاف والعدالة بدأت تؤتي اكلها كما ان ابناء المحافظات الجنوبية سيرون حقائق ملموسة على الارض وليس جعجعة دون طحين كما كانت عادات النظام المخلوع . أما أبناء صعدة سوف يشعرون أنهم جزء لايتجزء من الدولة اليمنية وليس إمارة للفقه المسلح التي تعلن الموت لأمريكا وإسرائيل في كل زاوية تحتلها من صعدة وغيرها، وعلى الارض القتل لليمنيين في كل مكان تصل إليه مثلها مثل شقيقتها القاعدة التي تعلن الجهاد المقدس ضد امريكا ،وفي الواقع يقتلون اليمنيين لأنهم أهداف سهلة لكل جبان تعسر عليه الوصول للأمريكان. ان التردد في زمن الفسحة الضيقة يعادل التهور في لحظة الفسحة الواسعة ،ونحن اليوم في فسحة ضيقة، على القيادات المخولة شعبياً والمدعومة اقليمياً ودولياً وقبل ذلك اخلاقياً ان تتخذ قرارات شجاعة تهيئ لحوار وطني ناجح وإلا فاتتها الفرصة ،وسينطبق القول ((فشل القيادة نتيجة اضاعة الفرصة السانحة )) . *عضو المجلس الوطني