الخلفية الأيديولجية والسياسية لجماعة الحوثي تقوم على مبدأ "الامتياز الفريد" الذي لا يشارك فيه أحدا، أي خصيصة حصرية به غير قابلة للانتشار والتشارك، كما تقول فلسفة الحوثي تجاه نظام الحكم مثلا الحوثي وظف فلسفة الامتياز له لبناء منظومة عقائدية سياسية عسكرية واقتصادية، وصولا إلى منظمات المجتمع المدني الحصرية به. تقوم نظرة الحوثي لنظام الحكم (الذي يشكل محور حياة شعوب العالم)،على أنه حق إلهي مقدس خاص به بسبب سلالته التي يزعم وصولها إلى البيت الهاشمي. يقول الحوثي: من غير المعقول أن الله يترك البشرية من دون حوثي، وبما أن الله حكيم، فحكمته تلك اقتضت وجودنا لحكم الأمة!. انطلاقا من فكرة التميز الحصري استطاع الحوثي أن يبني أيضا جماعته على سمة فريدة بها: السلاح واستخدام العنف كأداة لتحقيق أهدافه فمن بين المجموعات المقرر دخولها للحوار الحوثي هو الوحيد الذي يمتلك السلاح والمليشيا المسلحة المنظمة والوحيد الذي يوظف هذا السلاح في خدمة مشروعه كما يحدث في حجة وصعدة والجوف. الحوثي هو الجهة الوحيدة المخول له ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أينما وجد، في صعدة في حجة وحدها أكثر من 14000جريمة انتهاك خلال عام واحد بعد الثورة، كما في الجوف في سفيان، (الانتهاك والعنف والإجرام مكون أساسي من مكونات الحوثي ماديا ومعنويا)، وهو الجهة الوحيدة الذي لا تدينه منظمات حقوق الإنسان ولا الناشطين والناشطات، الذين أظهروا سقوطا مروعا لإنسانيتهم أمام انتهاكات أطفال حجة،(مسألة نازحي صعدة لا أحد يجرؤ على مناقشتها). الحوثي هو الوحيد من المكونات المشاركة في الحوار يقتطع جزءا من أراضي الجمهورية اليمنية بالقوة المسلحة ويحكمها بقوانيينه الخاصة، وفقا لانفعالات ومزاج سماحة الCD قدسه الله. في الحوار الوطني امتيازات الحوثي (الإلهية السلالية، والعنف والسيطرة والاقتطاع على الأرض، وتوظيف السلاح) ستتحول إلى أدوات لتنفيذ رؤاه الواضحة طبعا تجاه معظم القضايا التي سيناقشها مؤتمر الحوار خاصة القضية الجنوبية ونظام الحكم. ليس هناك فرق بين النازية التي دمرت أوربا وبين نازية الحوثي التي قد تدمر اليمن إن سمح لها بالنمو. لا يستغرب بناء الحوثي امتيازات خاصة به، المستغرب فعلا هو سكوت بقية الأطراف عن هذه الامتيازات التدميرية والتعامل معها وكأنها مشروع حياة من قبل القوى الأخرى.