ويبدو جليا أن هناك رغبة خليجية، سعودية على وجه أدق، في إجراء مصالحة وطنية شاملة بين القوى السياسية في اليمن لمواجهة المد الحوثي "الشيعي" الذي بدأ يتسع نفوذه على الشريط الحدودي، جنوب المملكة السعودية من خلال فرض سيطرته على محافظة عمران ومحاوﻻته المستميتة للسيطرة على محافظة الجوف "شمال"، وبذلك يكون قد استولى على محافظات صعدة وعمرانوالجوف، وهي خطوط تماس مع جنوب السعودية. وخلال الأيام الماضية تحدثت مصادر دبلوماسية في صنعاء عن وجود ضغوط سعودية على نظام "هادي"، مطالبة إياه بإجراء مصالحة شاملة مع كافة القوى اليمنية، بما فيها الرئيس السابق الذي أدى صلاة عيد الفطر، اليوم الإثنين، إلى جانب هادي ومستشاره محسن في أول لقاء يجمعهم منذ الإطاحة بنظام "صالح"، إثر الثورة في فبراير2011م. صالح الذي ينفي كل مرة إجراء أي مصالحة مع الثورة وما تلاها، يبدو أنه اليوم استجاب لطلب سعودي نحو مصالحة شاملة نتيجة تخوفات المملكة من النفوذ الحوثي "الشيعي"، والأنباء المؤكدة التي سُربت من عمران وتفيد بوقوف بعض رجال نظام صالح إلى جانب الحوثي في حربه ضد الجيش والقبائل الموالية له، وذلك انتقاماً من الثورة التي أطاحت بنظامه. وقالت مصادر حكومية، إن السعودية ربطت معوناتها المالية المقدمة لليمن بإجراء المصالحة الشاملة بين فرقاء العمل السياسي في اليمن، وهي مصلحة سعودية قبل أن تكون مصلحة يمنية، لأن المصالحة وحدها هي من تستطيع أن تجعل من الحوثي طرفا وحيدا مقابل كل الأطراف اليمنية، وربما يُصدر مجلس الأمن بحقه عقوبات وفقآ للقرار 2140 بشأن معرقلي التسوية في اليمن. السعودية التي نجحت في إبرام اتفاقية المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر من العام 2011، يبدو أنها تسعى إلى رعاية "مصالحة يمنية شاملة" بعد شعورها بأن مخرجات الحوار الوطني ربما لن تسعف اليمن بالخروج من أزمتها قبل أن يُجهز الحوثي والجماعات المسلحة على ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية. Tweet