أضحت أمريكا العنوان الاكثر حضورا في خطابات تبرير قتل الانسان اليمني من قبل جماعات الموت، فقبل ذبح الجنود الاربعة عشر كان قائد زعيم الجماعة المتمردة يلقي خطابا مطولاً قال فيه انه يواجه أمريكا ، انسجاما مع موقف القاعدة التقليدي منها ، فعلى وقع عبارات اللعن لها كانت السكاكين تعزف الحان الموت على رقاب الجنود . لن يكون بمقدور الجماعات الإرهابية الاستمرار في حشد الأتباع بل والمحافظة على الموجودين لديها إلا بسوق الأدلة تلو الأدلة على أن الواقع المحلي ليس إلا امتداد للوجود الأمريكي ، تتبرع وسائل إعلام بتوفير الأدلة التي تساعد الجماعات الارهابية على خلق الانسجام بين فكرة الحشد والواقع القائم فما ينشره الاعلام عن الوجود الامريكي في اليمن وخاصة المارنز، سيبدد تساؤلات عما اذا كانوا يواجهون امريكا ام اليمن يقتلون المارنز ام الجيش اليمني! لقد صارت أمريكا عنوان قتل اليمني لدى الجماعات الإرهابية ولصعوبة وصول هذه الجماعات إليها فإنها تخلق لأتباعها واقعا متخيل تكون أمريكا هي أبرز عناصره ويتم إعادة تعريف البيئة المحلية باعتبارها امتدادا لأمريكا التي ومن خلالها تتواجد ، إنهم يحاولون خلق الواقع الذي ينسجم مع فكرة المواجهة مع العدو الأمريكي للتغمية على أفرادهم . في ديسمبر من العام الماضي ، ذُبح بالرصاص 52 عسكرياً ومدنياً في مشفى العرضي بمجمع الدفاع بصنعاء قال تنظيم القاعدة إنه استهدف ثلاث غرف عمليات يتواجد فيه خبراء أمريكان "تشارك بالدعم المعلوماتي للطائرات بدون طيار وتشرف على تجنيد الجواسيس". تتخلى نخب يمنية عدة عن القلم كأداة للسلام وتتحول الى زارعة للألغام ، حينما تساهم في التأجيج الطائفي ، والدعوة للعنف والتحريض عليه ، وتوفير أرضية واسعة لفرضية"المارينز" التي تنتهجها جماعات العنف ، ويقتل في سبيلها الأبرياء . على وقع صرخات اليمني المذبوح ، تُردد هتافات "الموت لأمريكا" ، تجد جماعات العنف ، ومسوغي الجريمة ، في المارينز وسيلة سهلة للهروب من تداعيات اللعنة الإلهية والمجتمعية ، وتستمر حكاية القتل وتبريراته الواهية . نشرت صحيفة محلية في أحد أعدادها الصادرة في يونيو من العام الماضي، عنواناً رئيسياً في صدر صفحتها الأولى "القصر الرئاسي بعدن قاعدة للإستخبارات الأمريكية" ، وظهر في غلاف العدد صورة جوية للقصر ، قالت حينها ان مواقع تابعة لهم في قاعدة الجند الجوية . تنظيم القاعدة ، بعدما نشرت الصحيفة ذلك التقرير ، برر استهدافه لإقتحام المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا في ال30 من سبتمبر من العام المنصرم ، بوجود بداخله غرفة عمليات هامة ، تقوم بمراقبة الاتصالات والملاحة البحرية ودعم حرب الطائرات بدون طيار، وجهزت الغرفة بدعم من المخابرات الأمريكية والألمانية وتم تزويدها بتقنيات عالية كما جاء في بيانه! وفي تسجيل ، أرجعت القاعدة اقتحام اللواء 111 في أبين أكتوبر 2013م ، إلى أنها استهدفت مقراً مهماً يدار برعاية أمريكية وتم تجهيزه منذ سنتين ونصف بأفضل المعدات وغرفة خاصة لتوجيه عمليات الطائرات بدون طيار، وأعد لإنزال قوات المارينز الأمريكية. هو نفسه المصطلح الذي عنونت له الصحيفة ذاتها والتي يديرها أحد الناشطين المُقربين من زعيم جماعة الحوثيين ، في 16 سبتمبر من العام 2012م نشرت الصحيفة مانشيت رئيسي "المارينز بيننا" ، زعمت ان الرئيس هادي سمح للمدرعات الأمريكية بالدخول الى العاصمة صنعاء الى ما أطلقت عليه "قاعدة شيراتون" ، قالت ايضاً أن 200 مدرعة تابعة للجيش الأمريكي وصلت العاصمة عبر ميناء الحديدة. في 2012 م زرع الحوثيون ما يقارب 3000 لغم كما تقدر منظمات مدنية في مديريات بحجة ، كان قائد الجماعة يبرر هذا الموت بأنه لمحاصرة القوى المدعومة من الاستخبارات الأمريكية و تسعى جاهدة إلى نشر الفوضى والحروب الداخلية ليتسنى لها تمرير مؤامراتها! في عمران التي قتل فيها ما يقارب 400 جندي من قوات اللواء 310 حسب ما رصده مركز أبعاد للدراسات، يرجع زعيم جماعة الحوثيين أثناء خوضه لمعاركه المستمرة منذ أكثر من عام، الى أنهم يواجهون عملاء أمريكا واسرائيل الذين يعملون على تنفيذ مخططات الكيانين! يتورط بعضهم في التحريض على قتل اليمنيين ، وتوفير غطاء الجريمة لجماعات العنف ، والإيغال في الدم لنُخب ينبغي أن يكون شعارها السلام والحقيقة ، يقول رئيس تحرير الصحيفة المذكورة في مقالة له لمن يصفهم بالوهابيين والتكفيريين بإن جماعة الحوثي ستستمر في قتلهم حتى تطهر المجتمع من رجسهم. الصحفي والباحث عدنان هاشم يرى انه من الصعب أن يفكر المنضوي في إطار الجماعات المسلحة بشكل سليم والوصول الى مبررات لقتل مواطنيهم ورفاقهم، يشير الى ان الجماعات تستغل هذا العامل لإيهامهم أنهم يقاتلون عملاءهم. يضيف هاشم " وبسبب استمرار الحروب لا يجد الفرد المنتشي بالحرب وقتاً للتفكير فيما إذا كان يفعله صحيحاً، أو لا ، وتعتمد تلك الجماعات على السن بين 14 - 30 عاماً، لأنه السن الأكثر حماساً، ومن شريحة غير المتعلمين أو الذين لم يكملوا تعليمهم، ولذلك عندما تتوقف الحروب الصغيرة للجماعات المسلحة لبرهة يبدأ بعضهم بالتفكير فتضطر الجماعة المسلحة إلى الدخول في حرب جديدة حتى لا تتمزق". ويقول الناشط في التواصل الإجتماعي عبدالرحمن اليماني ان الجماعات المسلحة تجتهد لنفسها كذبا انها تقاتل أمريكا بينما هي تحارب الشعب أولا و أخيرا ، يتساءل كم من اليمنيين قتلوا بايدي هذه الجماعات المتشبعة بالكره و الوحشية وكم من الأمريكيين أيضاً! Tweet