قالت جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم "القاعدة" في اليمن أنها بصدد تفعيل ما أسمته "هاتف النُّصرة" في أبينجنوباليمن، حيث ستخصص خطاً هاتفياً، تتلقى عبره شكاوى الأهالي المحليين بحسب زعمها، لتصد عنهم أي حالات ظلم تقع عليهم، أو عدوان ممن أسمتهم "منتسبي نظام صنعاء" أو من يواليهم . جاء ذلك في منشور إخباري صدر عن وكالة "مدد"، ويحمل الرقم 24 لشهر آيلول/سبتمبر2012، ونشرت الجماعة صورًا منه على مواقع إلكترونية جهادية موالية لتنظيم"القاعدة". وتضمن المنشور تصريحات لقائد جماعة"أنصار الشريعة" جلال المرقشي، الملقب حركيًا بإسم حمزة الزنجباري، والذي كانت "الجماعة" قد نصبته أميرًا لولاية أبين، و اتهم فيها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والرئيس أوباما وآل سعود بالتآمر لإسقاط ما أسماه "النموذج الصادق لحكم الشريعة في ولاية أبين"، وقال "إن نظام صنعاء تواطأ على إسقاط حكم الجماعة النموذجي خدمة لأسياده الصليبيين في أميركا"، مشيرًا إلى أن كلفة الحرب عليهم في أبين بلغت 3 مليارات ونصف المليار دولار، ومؤكدًا أن آل سعود دفعوا معظم هذه الفاتورة، وأن دولة الإمارات تكفلت بالباقي. كما تغنى التقرير المنشور بمحاسن حكم أنصار "القاعدة" في مدن أبين وعزان، مشيرًا إلى حب الأهالي لهم، زاعمًا أن شعاراتهم وسلوكياتهم التي زرعوها لاتزال باقية بين السكان المحليين، رغم ما أسماه انحياز المجاهدين (انسحابهم) عن تلك الولايتين، مدللاً بذلك على تعلق الناس بهم، وعلى مدى شعبيتهم، كما كشف التقرير عن هوية قاتل اللواء سالم قطن في محافظة عدن، والذي كان قائدًا للحملة العسكرية التي أجبرت"أنصار الشريعة" على الانسحاب من أبين وشبوة، وقال إن إسمه أبو اليسر الصنعاني. وأكد التقرير أن الجماعة لاتزال بكامل قوتها وحاضرة، لكنها تتبع تكتيكًا جديدًا لمرحلة جديدة، حيث قال أن "القوة الضاربة من مجاهدي أنصار الشريعة انسحبت من أبين وشبوة ظاهريًا بين عشية وضحاها، ولكنهم مازالوا حاضرين في المشهد اليمني، ليستهلوا مرحلة جديدة تحتاج نفسًا طويلاً، يخوضون خلالها معركتهم بأسلوب جديد وخطة مختلفة". يذكر أن تنظيم "القاعدة" الذي أطلق على نفسه في اليمن إسم "أنصار الشريعة" كان قد استولى على مدن في جنوباليمن، في محافظتي أبين وشبوة، وأعلن فيهما إمارات إسلامية طيلة عام ونصف، لكنه عاد وانسحب منهما تحت وطأة حملة عسكرية غير مسبوقة سيرتها السلطات اليمنية في آيار/مايو الماضي، وتمكنت من استعادة مدن زنجبار وجعار وشقرة وعزان من يد أنصار تنظيم"القاعدة". كما يذكر أن طائرات من دون طيار أميركية تنشط في اليمن لملاحقة خلايا التنظيم، وتؤجج غاراتها سخطًا شعبيًا وحقوقيًا بسبب قتلها لمدنيين أبرياء، كان آخرهم 10 مدنيين على الأقل بينهم نساء وأطفال في منطقة رداع في محافظة البيضاء.