من بلدة مران في أقصى شمال اليمن، إلى صنعاء عاصمة البلاد، يحشد المتمردون الحوثيون آلاف المسلحين تحت مبرر إسقاط حكومة الوفاق الوطني، وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود، فيما تزداد التحذيرات الدولية من وصول الأوضاع إلى استخدام العنف داخل صنعاء، وعدوا ذلك أكبر تهديد يواجه المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد منذ 2011. واستغل الحوثيون ضعف الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية بسبب المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد، وتمكنوا خلال السنوات الثلاث الماضية من بسط نفوذهم على مناطق جديدة، منها محافظة عمران وأجزاء من الجوف وحجة، حتى وصلوا في منتصف أغسطس (آب) إلى ضواحي العاصمة صنعاء وعمقها. واتهم مصدر أمني في وزارة الداخلية الحوثيين بالاستعداد لحرب سابعة في صنعاء، ونقلت الشرق الأوسط عن المصدر الذي طلب إخفاء شخصيته «إن كل المؤشرات الميدانية تؤكد استعدادهم لاستخدام القوة والدخول في حرب بصنعاء». وذكرت الصحيفة نقلا عن المصدر أن التقارير الميدانية ترصد كل يوم دخول عشرات المسلحين إلى صنعاء، تحت غطاء المسيرات الاحتجاجية، إضافة إلى المئات منهم الذين يحتشدون في مخيمات بمحيط صنعاء وبالقرب من معسكرات الجيش ومطار صنعاء الدولي. ولفت إلى أن منطقة الجراف في الأحياء الشمالية للعاصمة، هي معقل الحوثيين داخل صنعاء، ويوجد فيها عشرات المسلحين، إضافة إلى أنها تضم مخازن أسلحة قام الحوثيون بنقلها وإخفائها هناك خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كما يوجد فيها مقر مجلسهم السياسي وهو الذراع السياسية للجماعة. وأوضح المصدر «أن وزارة الداخلية طلبت تسليح أجهزتها الأمنية بالسلاح الثقيل، لمواجهة أي طارئ يهدد العاصمة صنعاء، لكن وزارة الدفاع إلى الآن لم تستجب لذلك، واكتفت بالرد بأن الجيش سيقوم بحماية الحزام الأمني في ضواحي صنعاء، وعلى وزارة الداخلية مواجهة أي طارئ بإمكانياتها الموجودة». وكان وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب قد هدد عقب زيارة مقرات حكومية تقع بالقرب من مخيمات الحوثيين «بإجراءات حازمة وقوية تجاه كل من يحاول النيل من المؤسسات العامة والخاصة، أو العبث بأمن واستقرار وسكينة الوطن والمواطنين». وصعّدت مليشيا الحوثي المسلحة أعمالها خلال الساعات ال 24 الماضية بشكل ملحوظ, حيث كثفت من تواجد المئات من عناصرها المسلحة في محيط معسكرات الجيش المتمركزة بمختلف الجهات بالعاصمة صنعاء.. وأفادت مصادر محلية للصحيفة أن مسلحي مليشيا الحوثي المتمركزين في المحاقرة وشارع المائة بحزيز جنوب العاصمة قد بدأوا منذ مساء أمس الأول إعادة الانتشار في حي الوحدة بحزيز وفي الحارات المحيطة بمعسكر 48 بالسواد "قيادة ألوية الاحتياط الاستراتيجي لوزارة الدفاع" الحرس الجمهوري سابقاً وإن أطقماً حوثية تجوب محيط المعسكر كما لوحظ انتشار مسلحين بالقرب من المعسكر. مصادر أخرى أكدت لأخبار اليوم أن مسلحي مليشيا الحوثي المتمركزين في منطقة الصباحة بني مطر غرب العاصمة صنعاء قد استحدثوا مواقع حربية في المنطقة بما فيها استيلائهم على المعهد المهني في "مند" وتحويله إلى معسكر خاص بالمليشيات التي توافدت خلال اليومين الماضيين وانتشرت في المنطقة وبدأت بالانتشار في محيط معسكر الصباحة "وحدات الحماية العسكرية الخاصة" ما يعرف سابقاً بمعسكر القوات الخاصة و قوات النخبة للجيش اليمني.. وأضافت المصادر أن مليشيا الحوثي قد تمكنت من نقل أسلحة ثقيلة بما فيها مدفعية "هوزر" ومنصات صواريخ كاتيوشا وأسلحة رشاشة من مختلف العيارات وذلك خلال اليومين الماضيين وعقب كلمة الاثنين لعبدالملك الحوثي التي تحدث فيها عن الاحتياطات التي سيتم اتخاذها. مصادر محلية في همدان كشفت عن انتشار لمسلحي الحوثي من ثلاث جهات في محيط معسكر الاستقبال بضلاع همدان الكائن شمال غرب العاصمة صنعاء. وأكدت المصادر أن مخيم مسلحي مليشيا الحوثي في بيت نعم بهمدان يعد منطلق تلك التحركات التي تشمل تحريك دوريات مسلحة في محيط معسكر الاستقبال "اللواء الأول مشاة جبلي" وأن الدوريات الحوثية تجول في محيط ضلاع وتصل في الليل إلى شارع ال 50 الذي يطل مباشرة على أحياء مذبح والسنينة بما في ذلك منزل الرئيس هادي في الستين. من جانبهم شهود عيان أكدوا للصحيفة انتشار واسع لمسلحي الحوثي في محيط مطار صنعاء الدولي ومعسكرات ألوية الطيران والقوات الجوية شمال العاصمة. وأكد شهود عيان أن مخيم مسلحي الحوثي في الرحبة يعد منطلقاً لقيادة المسلحين ودورياتهم التي تنطلق من المخيم في الجهتين الشمالية والغربية من المطار, فيما تسير دوريات أخرى في محيط المطار وقاعدة الشهيد الديلمي الجوية ومن الاتجاهين الجنوبي والشرقي تنطلق تلك الدوريات المسلحة من حي الروضة وحي الجراف.. Tweet