اعتبر عبد الملك التاج، الناطق الرسمي باسم هيئة "علماء اليمن"، أن اعتذار إسرائيل لتركيا عن هجوم سفينة "مرمرة" بمثابة اعتراف بأن تركيا قوة مؤثرة في المنطقة. وقال التاج، وهو محاضر في جامعة "الإيمان" اليمنية: إن "هذا الاعتذار يعتبر درسًا ورسالة قوية لكل الدول والشعوب المستضعفة والمظلومة بعدم التعويل على المنظمات الدولية في استرداد الحقوق وإنصاف المظلومين". ورأى أن قوة الموقف السياسي التركي المحافظ على سيادته والحريص على دماء مواطنيه هو الذي أجبر إسرائيل على الاعتذار وليس تقرير الأممالمتحدة الصادر في سبتمبر 2011 الذي برأها من الهجوم على سفينة مرمرة في مايو 2010. وأوضح التاج أن الاعتذار يمثل اعترافًا بأن تركيا قوة مؤثرة على الأحداث في المنطقة ولا يمكن تجاوزها، بالإضافة إلى أن الموقف التركي يكشف عن الفرق بين سياسات الحكومات التي تنطلق من القيم والمبادئ وبين سياسات الحكومات التي تنطلق سياساتها من التبعية لغيرها. واعتبر الناطق باسم هيئة "علماء اليمن" أن اعتذار إسرائيل لتركيا والالتزام بدفع التعويضات وعدم منع دخول ما تحتاجه غزة يمثل مكسبًا للشعب التركي عمومًا ولحزب العدالة والتنمية (الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان) خصوصًا، وللشعب الفلسطيني أيضًا. وتأسست هيئة علماء اليمن وهي غير رسمية قبل نحو العامين، وخرج أعضاؤها من رحم جمعية علماء اليمن الرسمية احتجاجًا على ما قالوه بتخلي الجمعية عن "واجبها الشرعي وتحولها إلى مجرد واجهة رسمية للنظام السابق تنفذ أجندته وتظهر متى يريد". وتضم الهيئة عشرات العلماء من جميع التيارات، وبينهم إخوان مسلمون وسلفيون وأتباع الطائفة الزيدية (شيعة) ويرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس مجلس شورى حزب الإصلاح الإسلامي سابقًا، ونائبه الشيخ أحمد حسن المعلم، رئيس جمعية الحكمة السلفية بحضرموت، وأمينها العام الشيخ محمد بن موسى العامري، رئيس حزب اتحاد الرشاد السلفي. وأعلنت الحكومة التركية الجمعة الماضي، عن تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذارًا لتركيا عن الهجوم على سفينة مرمرة، وهو الاعتذار الذي قبله نظيره التركي رجب طيب أردوغان، باسم الشعب التركي. وكانت سفينة "مافي مرمرة"، التي انطلقت من تركيا إلى غزة عام 2010، بهدف كسر الحصار المفروض عليها، تعرضت لهجوم من جانب قوات إسرائيلية أسفر عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك، وأدى إلى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل.