يبدو أن الإعلان عن توصل شركتي فيسبوك وواتس آب (WhatsApp) إلى صفقة استحواذ جمعت عملاقي التواصل الاجتماعي والرسائل القصيرة تحت مظلة إدارة واحدة، يحمل قصة إلهام تحكي كيف للأمور أن تتغير في حياة بعض الأشخاص. بطلا قصة الإلهام هما بريان أكتون وجان كوم مؤسسا واتس آب والموظفان السابقان في ياهو!. رفضت شركتا فيسبوك وتويتر توظيف أكتون في الماضي. وبعد خمس سنوات من رفض فيسبوك ضمه إلى صفوف موظفيها، عقدت معه اليوم صفقة بقيمة 19 مليار دولار. وكتب أكتون على حسابه على تويتر في 2009: "فيسبوك رفضت توظيفي. كانت فرصة رائعة للتواصل مع أشخاص رائعين. أتطلع لتجربتي القادمة في الحياة". المؤسس الشريك جان كوم له قصته الخاصة. كوم لم يكمل دراسته في جامعة ستانفورد، وغادرها ليؤسس شركة واتس آب التي سرعان ما اكتسبت شعبية عالمية وحققت نجاحا كبيرا منذ ظهورها قبل أربعة أعوام. وواقع كوم، البالغ من العمر 38 عاما، يتناقض تماما مع حياته كمراهق عندما هاجر مع أسرته إلى الولاياتالمتحدة. فقد كانت أسرته آنذاك تعتمد على الإعانات الحكومية بما فيها بطاقات الإعاشة أو food stamps للحصول على مساعدات غذائية. سياسة واتس آب سر نجاحها وذكر موقع Bloomberg Businessweek إن صفقة بيع واتس آب انطلقت من شركة ياهو! قبل أكثر من خمسة أعوام، عندما بدأ كوم يشعر بخيبة أمل تجاه تركيز شركات الإنترنت على الإعلانات. وكشفت أن كوم وأكتون تركا ياهو! في 2007، فأطلقا واتس آب التي تجنبت الإعلانات بشكل كامل. تلك الاستراتيجية سمحت للشابين، وفق كوم، بالتركيز على ابتكار منتوج بسيط الاستخدام لتبادل الرسائل القصيرة بدل تطوير طرق جديدة للحصول على معلومات المستخدمين بغرض تحقيق أرباح مع شركات الإعلانات. وقال كوم في تصريحات تعود إلى عام 2012 "لا أحد يستيقظ وهو متحمس لرؤية مزيد من الإعلانات، أو يخلد إلى النوم وهو يفكر في الإعلان الذي سيراه في اليوم التالي". يبدو أن السياسة التي اتبعها أصحاب واتس آب، جلبت للشركة مستخدمين يبلغ عددهم 450 مليونا، أي ضعف عدد مستخدمي تويتر، يتبادلون مليارات الرسائل كل يوم. ولا تحتفظ واتس آب بمعلومات مستخدميها مثل الاسم والجنس والعنوان، لكن يتم السماح للمستخدم بالدخول إلى التطبيق بعد التأكد من صحة رقمه. ويتباين نفور واتس آب من الإعلانات مع جهود فيسبوك لتحقيق المزيد من الأرباح المالية من خلال مستخدميا عبر الهواتف الذكية، لكن الشركة أكدت على موقعها الإلكتروني أنها ستواصل عملها بشكل مستقل. وذكرت "لم نكن لعقد أي اتفاق شراكة مع فيسبوك إذا كان علينا التخلي عن مبدئنا الأساسي الذي يعرّف بشركتنا ورؤيتنا ومنتجاتنا".