نت /الشيخ محمد عبد الله بلحداد أحيا فضيلة الشيخ محمد عبد الله بلحداد خطبتي وصلاة جمعة ال 17 من اكتوبر 2014م بساحة الحرية والاستقلال بمدينة الشحر , والتي احتشد فيها ثوار المدينة , والمتوافدون إليها من بعض الأرياف القريبة . وفي مستهل خطبته تطرق الشيخ بلحداد إلى (( قضية النصر , ومطلبه لدى الإنسان )) وهذه القضية كما وضح فضيلته , من فطر الله التي فطر الإنسان عليها , وحببها لنفسه , مبيناً أن مفهوم النصر له معانى واسعة منها إنتصار المرء على نفسه وهواها , أو انتصاره على الظروف والصعاب التي مرت به , أو انتصاره على الشهوات التي تحجبه عن الله عز وجل . أو حينما ينتصر على عدوه في ساحة المعركة . فالنصر كما أشار هو الذي نسعى إليه كمسلمين وكجنوبيين لهم قضية يناضلون لأجل انتصارها . وقد أكد في خطبته أن النصر هو بيده الله وحده , وهو الذي يستخلف عباده الصالحين لوراثة هذه الأرض وما عليها , مشيراً إلى قوله تعالى في سورة آل عمران : (( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) )) صدق الله العظيم . كما تطرق لموانع تحقيق النصر , والتي عدّ منها معصية الله سبحانه , فلا نصر الا بالرجوع الى الله وتقواه , والاكثار من الدعاء والاستغفار . كما أشار إلى أن الدعاء والنضال السلمي الذي انتهجه اهل الجنوب هو الذي حقق لهم النصر . كما حذر في خطبته الجنوبيين من الاغترار بالنفس والزهو بهذا النصر . كما تطرق في خطبته إلى تلك المليونيات السلمية المتعددة التي قام بها شعب الجنوب , وهي التي لم يسمع أو ينصت لها أحد من العالم , وكأن هذا الشعب كما قال لا يطالب بقضية عادلة وهي المتمثلة برفع الظلم والحرية والإستقلال . ولكن هاهو اليوم الذي جاء ليرغم هذا الشعب الصامد الصابر , كل العالم على الاعتراف بقضيتة , وان النصر كما يقول محقق لا محالة. ومن موجبات النصر التي تطرق إليها , توحيد الكلمة والصف , وعدم الركون إلى الذين ظلموا , وانما التمسك بحبل الله ورضوانه (( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) )) سورة الزمر . كما أكد في خطبته أن الجنوبيين في ثورتهم السلمية هذه , قد وصلوا إلى مرحلة المخاض , وقرب تحقيق مايصبوا إليه , فهاهي كما يقول بشائر النصر تلوح للأفق ومعها أسباب التمكين مصدقة لوعد الله سبحانه وتعالى بتمكين المستضعفين في الأرض . كما أشاد في خطبته إلى وحدة الجنوبيين مذهبياً وهو المذهب السني الشافعي والذي اعتبره عامل رئيسي واساسي في توحدهم , مقارنة بالشماليين الذين وصفهم بأنهم اصحاب مذاهب شتى وفرق مختلفة , وهي عوامل فرقة لهم , واصفا هؤلاء الشماليين بأنهم لم يتوحدوا فيما بينهم قط إلا على أحتلال أرضنا , وسلب ثرواتنا وخيراتنا فقط . لذلك حل بهم من الله ماحل بهم من تناحر وفتن واقتتال لا ينتهي . كما طالب كافة الجنوبيين ممن لا زالوا يعملون لدى حكومة الأحتلال اليمني بالعودة والإنضمام إلى أخوانهم وأهاليهم , مؤكداً أن من عاد منهم واراد مع اخوانه الأنضمام في الصف والكلمة والهدف , فالجنوب يرحب به , والجنوب يتسع للجميع , ولكن على شرط كما قال , أن يؤمن بقضية الحرية والاستقلال , التي ينادي بها الشعب , ولايرضى بغيرها . أما أن كانت لهم اهداف غيرها , فلا نرحب بهم بيننا . كما تطرق لمليونية 14 أكتوبر والتي وصفها بأنها هي التي أثبتت للعالم أن شعب الجنوب شعب حضاري سلمي متمسك بمبدأه وثوابته ومطالبه , وأن القوة ليست كل شيء , فالجنوب ضحى وتفانى حباً لأرضه , ولأجلها ولأجل حريته , قدم آلاف الشهداء والجرحى . كما أشاد الشيخ بلحداد بموقف الجنوبيين والمرابطين بساحة العروض في عدن الرافضين تدخل الحوثي الشيعي الرافضي في قضيتهم , وعدم السماح لإتباعه إلقاء كلمة فيها , فهو كما قال الشيخ , ليس منّا , ولاندعوه إلى هذه القضية التي نصبوا إليها . ونحن ليس بحاجة اليه ونتبرأ منه . فأرض الجنوب أرض مذهب واحد وهو شافعي سني , ولا نرضى عنه بديلاً . وفي ختام خطبته أشاد الشيخ بلحداد بالمعتصمين في ساحة العروض بعدن , داعياً الجميع للدعاء لهم بالنصر والتمكين , كما دعا كافة الجنوبيين إلى تقديم الدعم والمساعدة وتوفير المال لأولئك المرابطين في الساحة . هذا وقد نالت خطبته رضا وإستحسان الحضور .