نت /بقلم – خالد الكثيري كثيرة هي الوقائع التي أكدت للأمة الجنوبية بأنها على الطريق القويم في حراكها السلمي الذي إنطلقت مسيرته التحررية منذ سنوات ست ولاتزال متواصلة تجسد الأمة الجنوبية رفعتها وشموخها في وجه الغطرسة القمعية وتصلف القبضة العسكرية للسلطات اليمنية التي يضحي الجنوبيين في مقاومتها بآلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والأسرى والمشردين قسراً جراء الملاحم الإحتجاجية السلمية للصدور العارية في مواجهة الجحافل اليمنية المقوقلة وماتقترفه من الجرائم بحق البشرية والإبادة الجماعية والحملات المسعورة للنهب والفيد والإستباحة للديار والحياض الجنوبية . ولما حققت الحركة الإحتجاجية الجنوبية أولى إنتصاراتها في 21 فبراير 2012م بنجاحها في فرض المقاطعة الجماهيرية ورفض إجراء إنتخابات الرئاسة اليمنية على أراضي الجنوب وبما كان بمثابة إستفتاء شعبي بأثر عكسي يؤكد توحد الجنوب تحت راية الثورة الإحتجاجية المطالبة بفك الإرتباط عن الجمهورية العربية اليمنية . وهو ماحذا بالسلطات اليمنية الى المضي في خياراتها الأخرى ( الجماعات الجهادية المتشددة ) التي كانت كثيراً ماتلجأ الى تفعيلها كورقة ضغط لإدرار الدعوم والمواقف الدولية في بعض المراحل ، لتستخدمها اليوم في إعادة الصياغة لشرعنة إحتلالها لأراضي دولة الجنوب لاسيما بعد ان تحقق للحركة الإحتجاجية الجنوبية أول إنتصاراتها وأكدت زمامها على توجهة الميدان السياسي داخل حدود دولتها " المحتلة " في 21 فبراير 2012م ، فلم تجد بد هذه السلطات اليمنية من إعادة تفعيلها لهذه الخيارات الأخرى ووجهت بصورة أو بأخرى جماعة ماتسمى أنصار الشريعة لتغزو مدينة لودر بمحافظة أبين ولتواصل مابدأت بتنفيذه في زنجبار التي حولتها الى مدينة أشباح بعد أن كانت في مقدمة المدن الجنوبية الثائرة في وجه السلطات اليمنية . بيد ان الجماهير الجنوبية كانت لها بالمرصاد في لودر وسطرت أروع الملاحم في التضحية والفداء دفاعاً عن أسوارها وحياضها في لودر بوجه هذه الجماعات المتشددة التي أعُلنت هزيمتها والإحتفال بإنتصار المقاومة الشعبية يوم الخميس 17 مايو 2012 . هذا وكانت تتداول الأنباء أن للصمود الشعبي في وجه تلك الجماعات المتشددة أن أثار بعض الشقاق والتصدع من داخل صفوفها وتملكت في بعضها الشكوك والتوجسات في مرجعياتها الشرعية التي تستند عليها في خوض هكذا حروب تجد في وجهها إلتفاف وتضامن شعبي منقطع النظير من عموم المحافظات الجنوبية ، الأمر الذي بدا أنه قد إستدعى من علماء النهدين المدٌعون ب " علماء اليمن " للمسارعة بإعادة تجديد الفتاوى التكفيرية التي تبيح لهم دماء الجنوبيين تحت مبرر المساس بالوحدة اليمنية التي أعتبروها من فروض الأسلام وذلك بنص الفتوى التي أعلنوا عنها في لقاء خاص مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يوم الثلاثاء 29 مايو 2012م . وليس بغريباً على هذه السلطات اليمنية أن تلجأ للتحالف مع هذه الخلايا الجهادية اليوم سيما وأنها قد تحالفت معها فيما مضى كما كانت الشاشات تتناقل الدبابات والجحافل اليمنية وهي تجتاح المناطق والمدن الجنوبية بالعام 94 والعناصر الجهادية تتقدمها بالتهليل والتكبير بالنصر والفتح العظيم الذي كانت السلطات اليمنية ترسم خارطته وتقوقل جيوشه ويتولى علماء النهدين التعبئة والفتاوى الجهادية في إستباحة الدماء والديار الجنوبية . حتى أن غلبت تلك التعبئة الجهادية والفتاوى التكفيرية على الجماهير الجنوبية بشيئاً من الذهول والإشتباه لديها لكونها قد أستحوذت عليها بالإسلام وإن كان الإسلام منها براء ومن علمائها غير انها قد خيمت على النفس الجنوبية بشيئاً من الإستكانة مخافة الشبهات وتحت قبضة الغطرسة العسكرية . ولكن ليس الأمس كما اليوم الذي يشتد فيه قوام الحركة الإحتجاجية الجنوبية رافعة رايات التحرير والإستقلال التي تتوقد مسيرتها من العام 2007م حتى ولجت عتبات الإنتصار في ملاحم التضحية والتضامن الشعبي دفاعاً عن الحياض الجنوبية على أسوار مدينة لودر وفي مواجهة جماعات القاعدة نفسها والمعروف عنها التحرك بموجب الفتاوى التكفيرية .