نت / بقلم الاستاذ عبدالرحمن شريم اولاً:إن التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي حصل في العقود الاخيرة بمديرية الشحر قد غيرّ على نحو عميق شواطئنا وهذا أمر خطير بالمحيط البيئي والحيوي ويبشر التطور المرتقب السكان والانشطة المتنوعة بتغيرات أعمق واوسع في العقود المقبلة وهذا الاخطر ، فشواطئنا كانت مكان تلاقٍ وتنافس للسياحة والرياضة والنقل وغيرها ، بل كانت ملتقى لحضارات سادت وبادت وتركت آثار مهمة مدفونة تحت أكوام الرمال ، كما هي مناظر طبيعية متنوعة تجعل منها موطناً للحيوانات والطيور التي هددت بالانقراض قسراً ، وتتميز شواطئنا ببعض الخصائص الطبيعية مثل: انفتاح الشاطئ على عرض البحر ، الأمر الذي يساهم في تشتت الملوثات وتبعثرها أشعة الشمس التي تساهم في قتل البكتريا وتقليل مفعولها . ولكن الى متى؟ .. والى أي مدى؟..، يمكن توزيع طرائق وصول الملوثات الى البحر الى قسمين : ما يصل مباشرة الى وسط البحر ومايرمى على الشاطئ وبمحاداته وان مايستدعي الانتباه دائما تلك الملوثات التي تصل الى الشاطئ وهذا يستدعي اهتمام الأنسان ويقلقه لأنه يزعج حواسه بقبح منظره ونتن رائحته وملامسة مائه وطعم اسماكه .. أن الملوثات تصل الى شواطئنا : أولاً : عن طريق الامطار والسيول ، وثانياً : عن طريق المجاري والمكبات المباشرة في البحر ، وثالثا: عن طريق رمي والقاء المخلفات والنفايات . أن الامطار والسيول تبقى محدودة الأثر لأنها موسمية ، أما المكبات والمجاري المنتشرة على طول الشاطئ حدث ولا حرج ، ومانرميه من نفايات ومياه مبتذلة لا يبقى محصورا في نقطة محددة من الشاطئ لانه ليس في البحر حدود ولا جدران تقف امام انتشار هذه الملوثات على طول الشاطئ . ثانيا : التعديات المتنوعة المؤدية لتلويث شواطئنا وتخريبها : يمكننا ان نلقي الضوء على بعض الانشطة والممارسات السلبية التي تعبر عن نفسها في المظاهر التالية : 1)ظاهرة التلوث بمياه الصرف الصحي . (أ)رمي المخلفات والمخلفات الملقاة على الشاطئ (ب)تأثير ظاهرة الردميات . 1 الردميات التي تطال شواطئ مدينتنا لأقامة بعض المنشآت والمشاريع السياحية وغيرها. 2 نلاحظ في الآونة الاخيرة ظاهرة العبث بالشاطئ ويكمن ذلك في الردميات العبثية من جراء رمي مخلفات البناء والهدم من قبل العابثين وضعاف النفوس 3 ظاهرة المخططات السكنية ومخططات المشاريع والمنشآت على الشواطئ حيث تعدت هذه المخططات غير المسموح والمصرح لها بيئياً كما شملت هذه الظاهرة المناطق المحرمة بيئياً وهي المناطق الرطبة لمحميات طبيعية للتنوع الحيوي . (د) أخذ الرمال من الشواطئ (ظاهرة تآكل الشواطئ وشفط الرمال ). (ه) رمي وسائل الصيد أو تركها حتى يقضى عليها بفعل عوامل الحرارة والتعرية ، وكذلك مخلفات القوارب والزيوت المستعملة ومخلفات الأسماك . ثالثا: الآثار السلبية على البيئة البحرية والساحلية : ان التيارات البحرية وحركتي المد والجزر تقذف الملوثات من البحر الى الشواطئ ، وهذا ما يواجه المستحمين من أخطار هذا التلوث ويتعرضون للأمراض التي تسببها الميكروبات وهي أمراض داهلية وجلدية . (أ) تشويه جمال وطبيعة المنطقة الساحلية والشواطئ نظراً لكثرة وتراكم النفايات مما يؤثر على معنوية ونفسية الجمهور ممن يرتاد الشواطئ (ب) ان ترك الاكياس والعلب البلاستكية الطافية على سطح البحر لفترات طويلة لعدم تحللها وتتقاذفها وتبعثرها التيارات لترسوا على الشواطئ قريبة وبعيدة تشكل تلوثاً خطيراً يهدد الكائنات الحية وتدعوا الى القلق لأن عدد من الحيوانات تنخدع بمنظرها فتأكلها فتؤدى الى هلاكها . (ت) تسبب الردميات وماتحمله من الأتربة التي تمزج بمياه البحر في تعكر المياه ، وتؤدي هذه الاتربة الى انسداد خياشيم بعض الاسماك واختناقها (ث) تآكل معظم الشواطئ لتحل مكانها المجمعات الساحلية أو المشاريع المختلفة السكنية سببه تآكل أماكن استراحة الطيور البحرية فتهاجر أو تنقرض لتبحث عن موطن آخر للآستراحة بعيداً عن شواطئنا . ح) الفراغات التي يحدثها أخذ الرمال أو شطفها تبعاً لكميتها وسرعتها فيؤدي الى زحف كميات من الرمال من المحيط المجاور لملء هذه الفراغات فينتج عن ذلك تقدم للبحر من البر فتقوم التيارات بسحب جميع الكائنات التي تستطيع الافلات خ)يشكل تآكل الشواطئ وأخذ الرمال خطورة كبيرة على البيوت المجاورة لانها ستخلق أرضاً غير مستقرة . أذن لماذا نلوم البحر الذي يحفظ الامانة ويردها لنا وهو الذي رميناه في هذه السلة الكبيرة لأننا عاجزون عن تصريف نفاياتنا بطرائق علمية وكافية ، أننا بحاجة الى اعادة النظر فيما يحدث من عبث وتخريب من جراء التعديات على شواطئنا من خلال وضع الخطط الرشيدة والعمل من أجل حياة صالحة مزدهرة لأجيالنا الحاضرة والمقبلة . رابعاً : ماذا يمكن ان نفعل للحفاظ على الشواطئ والمناطق الساحلية : اننا نضع بعض الحلول والمعالجات التي تساعد على انقاذ مايمكن أنقاذه لأيقاف المجزرة التي طالت شواطئنا وهي الآتي : 1) اعادة تنظيم الشواطئ والتخطيط المسبق لأقامة أي منشآت سياحية وغير سياحية ودراسة تقييم الاثر البيئي أي دراسة الانعكاسات البيئية قبل تنفيذ أي مشروع ووضع حد للعشوائي والاهواء وتحريمها التي لا يهمها الا المصالح والمنافع الذاتية التي تضر بمصالح أجيالنا . 2) وضع الخطط المحلية للمدى البعيد وان تأخذ بالحسبان التنمية المستدامة واستثمار الشواطئ بطرائق مدروسة والسعي بجهد لتغيير النظرة لدى البعض الى الشاطئ لكي تصبح نظرة بيئية وليس نظرة من أجل تحقيق المكاسب المالية 3) التشديد على التربية البيئية في السلوك الاجتماعي للصيادين والمواطنين بأهمية الحفاظ على طبيعة الشواطئ وحمايتها من العبث والتخريب حتى لا يتم الإخلال بالنظام البيئي في المنطقة . 4)اعادة النظر في المخططات السكنية ومخططات المشاريع الواقعة في المناطق الرطبة المحرمة بيئياً أو التخطيط فيها أو المساس بها وفقاً للقوانين والتشريعات البيئية في بلادنا والاتفاقيات والمواثيق الدولية الموقعة عليها بلادنا . 5) توجيه الصيادين بالابتعاد عن الشاطئ عند الرغبة في دهان القوارب بالاصباغ أو عند استخدام المنظفات لتنظيف قواربهم لما تحمله هذه الاستخدامات من مواد سامة ليس من السهولة التخلص منها فيما بعد وان تتضافر الجهود في ايجاد الحلول السريعة من أجل تنظيف الشواطئ من القوارب أو الاقفاص الحديدية والوسائل والمعدات التالفة وتحديد مواقع أخرى بعيداً عن الشواطئ وازالة كل المظاهر المشوهة لجمال الشواطئ الطبيعية .