لا زالت ملحمة كأس الخليج العشرين تدور أحداثها في مدينة عدن الباسمة وها نحن قد أصبحنا على مرمى حجر من أختتام فعالياتها التي اعطت للحياة هنا في عدن نكهة أخرى، كأس الخليج العشرين جاءت إلى في أكثر الأوقات التي كان اليمنيين في حاجة ماسة لأن لأن يثبتو لأنفسهم وللخليجيين ومن ورائهم العرب بأن لا ضير في شيء وبأنها لازالت سعيدة ربوع العربية السعيدة، في خضم الدعايات والزوابع التي تم الترويج لها عن الأوضاع في عموم اليمن وفي م/ عدن على وجه الخصوص. وبينما المنتخبات الخليجية المتنافسة على الكأس تسعى لتسجيل أهداف كروية لها خلال الدقائق التسعين للمباراة كانت اليمن تسعى لتسجيل الأهداف بعيداً عن ساعة الحكم أو المستطيل الأخضر فسجلت اليمن الأهداف في كل يوم ودقيقة وثانية، حتى منذ ما قبل مباراة الأفتتاح. شهدت اليمن ومنذ تكليفها باستضافة كأس الخليج العشرين لكرة القدم تنفيذ العديد من المشاريع الهامة على مستوى البنية التحتية وخصوصاً الرياضية منها. فتم استحداث ملعب الوحدة م/ أبين بكلفة عالية ومواصفات دولية شهد لها الجميع، كما تم ترميم وإعادة تأهيل الكثير من المنشئات الرياضية في كلاً من عدنولحجوأبين مثل أعادة ترميم ملعب 22 مايو ، وملعب حقَّات، وملعب المنصورة وغيرها من الملاعب هذا في عدن بالأضافة إلى ملعب معاوية في م/ لحج، بالأضافة إلى شق وتعبيد الكثير من الشوارع والطرق لتساعد في تخفيف الأزدحام في حركة السير الناتج عن توافد الجماهير من داخل اليمن ودول الخليج على م/ عدن. على صعيد آخر شهدت المحافظات التي تحتضن البطولة وهي ( عدنولحجوأبين ) تدني ملحوظ في مستوى الجريمة حيث انخفضت نسبة الجريمة في هذه المحافظات بواقع35 ٪ خلال فترة البطولة ولم تشهد هذه المحافظات أي حوادث أمنية ذات صلة بالبطولة هذا حسب تصريح رئيس اللجنة الأمنية لبطولة خليجي20 اللواء الركن صالح الزوعري. وفي الجانب الأقتصادي كانت السياحة الرابح الأكبر فيه، حيث أفاد وزير السياحة نبيل الفقيه أن عائدات استضافة اليمن لبطولة كأس الخليج العربي في دورته العشرين تزيد على 600 مليون دولار.. مشيرا إلى أن وزارته هي أكثر الوزارات المستفيدة من الاستضافة، وقال الفقيه أن مدينة عدن استقبلت أكثر من 20 ألف مشجع من دول مجلس التعاون جاءوا لحضور المباريات .. معتبرا أن " خليجي 20 " بوابة السياحة القادمة إلى اليمن. وعلى الصعيد الجماهيري أوضح نائب رئيس لجنة الملاعب عضو اللجنة المنظمة لبطولة خليجي 20 جمال يماني، أن نصف مليون مشجع حضروا مباريات الدور الأول فقط في النسخة الخليجية الحالية، وبلغ عدد المشجعات اللاتي حضرن مباريات الدور الأول التي خاضتها المنتخبات الثمانية المشاركة في الدورة 100 ألف مشجعة، منهن 10 آلاف مشجعة حضرن المباراة الافتتاحية التي جمعت منتخبي اليمن والسعودية، فيما بلغ الحضور العام في الافتتاحية 60 ألف مشجع تواجدوا داخل وخارج ملعب 22 مايو، هذه الأحصائيات فقط حتى نهاية الدور الأول، وأثنى يماني بتوجيه رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح حول فتح المدرجات أمام المشجعين دون مقابل مادي. وقد توقع المتابعون زيادة عدد المشجعين والمشجعات في المباراة النهائية خصوصا أن خليجي 20 كشف حب الشعب اليمني لرياضة كرة القدم والتعبير عن فرحتهم بالتنظيم الخليجي من خلال متابعتهم المباريات في المدرجات أو من خلال الشاشات الكبيرة الموجودة في بعض الحدائق العامة في عدن . هذه كانت مشاهد بسيطة عن دورة الخليج العشرين لكرة القدم تم رصدها من قبل المختصين، أولم تكن اليمن من خلال القراءات السابقة تسجل أهداف عظيمة خارج المستطيل الأخضر، ألم تتفوق اليمن على نفسها في التنظيم وحفظ الأمن وإخراس مروجي الشائعات من أن اليمن عموماً وعدن خصوصاً أصبحت بؤرة للعنف والإرهاب، ربحت اليمن وربحت عدن ونجحت دورة الخليج العشرين لكرة القدم في حصد الكثير من الاهتمام ولفت النضر لمدينة عدن .