مازالت وجهة الرئيس المصري السابق حسني مبارك تشغل العالم وتفرد لها الصحف البريطانية مساحات للتساؤل بشأن البلد الذي قد يذهب إليه رغم تأكيدات مبارك أنه سيموت على أرض مصر ولن يهرب إلى أي بلد خارجي. وأفردت صحيفة "تايمز" البريطانية زاوية تحليلة بشأن الدولة التي يمكن أن يلجأ إليها مبارك إذا قرر الرحيل من مصر ، وتساءل الكاتب روجر بويز في عنوان مقاله "إذا حلق النسر، ترى أين يحط؟". ويقول الكاتب إن الشائعات بشأن مكان تواجد مبارك تنتشر في الدول العربية، مشيرا إلى أن العديد من المصادر الاستخبارية ذكرت المانيا، الولاياتالمتحدة، بريطانيا، الإمارات والسعودية كدولة محتملة لجوء مبارك. ويضيف بويز: "للدكتاتوريين الفارين ثلاث اولويات: الامن وامكانية الحصول على المال والرعاية الطبية". ويرى الكاتب أن المانيا صارت احدى الدول المرشحة لأن بعض التقارير أشارت إلى أن مبارك ظل يتلقي فيها العلاج لبعض المشكلات الطبية التي يعاني منها. ثم ينتقل بويز إلى احتمال لجوء مبارك إلى بريطانيا، حيث يشير إلى عدم ترجيح هذا الخيار بعد ورود أنباء عن اجراءات بريطانية ضد أرصدة مبارك. لكنه يعود فيقول إن خيار بريطانيا "منطقي" بالنسبة لمبارك، على الرغم من ذلك، مشيرا إلى أن زوجته سوزان بريطانية الأم. ويرى بويز أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تكون "مكانا للراحة"، متسائلا "هل يمكن أن تقدم واشنطن ملاذا لمكافأة حليف طويل الأمد". وكانت صحيفة " تليجراف" البريطانية قد نشرت تقريرا الاثنين قالت فيه إن" الشخصية القادمة التي هي على وشك الانضمام إلى قائمة الزعماء المنفيين السياسيين في لندن هو حسني مبارك الذي يقيم حاليا في فيلاته الفخمة بمنتجع شرم الشيخ". وأضافت الصحيفة أنه رغم أن عددا من الدول العربية عرضت عليه ملاذا حال اقتضت الضرورة مغادرته البلاد، إلا أنه قد يضع لندن نصب عينيه فهي مقصد أكثر إثارة، إذا قبلنا استقباله. وتشير الصحيفة إلى أن عائلة الرئيس المصري السابق، ومنها زوجته سوزان المنحدرة من أصول ويلزية، لديها علاقات قريبة بالعاصمة، فابنهما جمال، أو كما يلقبه رفاقه البريطانيون ب"جيمي" شوهد كثيرا في لندن، حيث يمتلك مبنى "ريجنسي" الفاخر المؤلف من 6طوابق، ويبلغ ثمنه عدة ملايين من الجنيهات ويبعد قليلا عن متجر "هارودز"، فجمال عرف بولعه بأفخم مطاعم حي "بلغرافيا" الراقي ونواديه الخاصة كما يروق لزوجته التسوق في متاجر "سيلفريدج". ويأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر اعلامية مصرية أن طائرة اقلعت من مطار شرم الشيخ محملة بعددا من الحقائب والصناديق الكرتونية أحضرتها سيارة تابعة للرئيس السابق حسنى مبارك. إلا ان المصادر المصرية لم تحدد وجهة الطائرة أو طبيعة محتويات الحقائب . ومن جانبها، تناولت صحيفة "الديلي تليجراف" الأوضاع الحالية التي يعيش فيها الرئيس المصري السابق وانه مبارك مريض وقد اغمي عليه أكثر من مرة ، ونقلت تصريحات سامح شوقي السفير الأمريكي في واشنطن أنه أبلغ بان صحة مبارك قد تدهورت. مضيفا: "أنا في الواقع لا املك معلومات وافية، ولا أريد أن أتكهن". يذكر انه يتردد حاليا أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك يمر بحالة صحية صعبة جدا حيث يداهمة من فترة لأخري حالة اكتئاب شديدة ونوبات غيبوبة متكررة منذ تنحيه عن السلطة وانه يرفض تناول العلاج ، ويقال أن حسني مبارك في غيبوبة كاملة منذ مساء السبت الماضي في مقر إقامته بشرم الشيخ ، ولم يتقرر نقله إلى أي مستشفى داخل أو خارج مصر وهي معلومات لم يؤكدها أو ينفيها أي مسئول. وكان مبارك قد اجراي جراحة في ألمانيا خلال مارس / آذار الماضي وسط اشاعات بأنه مريض بسرطان بالبنكرياس. وكان الرئيس مبارك قد أكد في خطاباته للشعب خلال الاحتجاجات التي استمرة 18 عاما انه لن يهرب من البلاد وانه سيموت على أرض مصر رافضا السفر إلى أي دولة خارجية.