حذر رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني من مغبة جر الوطن إلى الفوضى والعنف، والنيل من أمنه واستقراره وتقويض سلمه الاجتماعي. داعيا في ذات الوقت إلى سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية متوازنة ترضي جميع أطراف العمل السياسي بمايكفل الخروج باليمن من مزالق الفتن وأتون الصراعات التي أعقبت أحداث تونس ومصر مؤخرا والتحضير للانتخابات النيابية. وأعتبر الشيخ الزنداني في مؤتمر صحفي عقده اليوم في صنعاء، بأن ثورتي مصر وتونس أثبتت بان التغير قادم في الشعوب العربية والإسلامية بما يعمل على تلبية تطلعات أبناء العرب والمسلمين في مستقبل سعيد تستقر فيه الشعوب والأوضاع وتتقدم فيه البلدان مع زوال الظلم والحرمان، مشيرا إلى أن التغير سيحدث سوى كان بالوسائل السلمية المناقضة للعنف أو باستخدام العنف ذاته. وأوضح الزنداني بأن علماء اليمن سارعوا لدراسة الأوضاع في البلد قبل انفجار ثورة تونس، مشيرا إلى أن رياح التغير التي استبشر بها العرب والمسلمين وأحرار العالم فاقت توقعاتهم، كون المقدمات لم تنبي بأن شعوب بأكملها ستكسر حاجز الخوف وتجاهد من أجل الحقوق المشروعة، لتصل في نهاية المطاف إلى الهدف المنشود رغم أعمال العنف الذي شابتها. داعيا الى سرعة تحكيم العقل وتشكيل حكومة وحده وطنية متكافئة الحقائب السيادية تمهد خلال 6 أشهر من بقائها في السلطة لانتخابات نيابية ديمقراطية ونزيهة..مقترحا أن تكون مدة حكومة الوحدة الوطنية ستة أشهر مع مراعاة توزيع المناصب الوزارية في الحكومة الوطنية بالتساوي بين كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمجتمع. مطالبا كافة القوى السياسية والحزبية الاستفادة من الأحداث التي شهدتها تونس ومصر وما نتج عنها من سقوط الضحايا ومئات الجرحى والسلب والنهب. منبها في ذات الوقت أن وضع اليمن يختلف عن تونس ومصر.
وشدد على أهمية تطبيق الضمانات والإجراءات والآليات الكفيلة بإجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة تعبر عن إرادة الشعب في انتخاب ممثليهم، وبحيث يكون من حق الأغلبية الممثلة في مجلس النواب مسؤولية تشكيل الحكومة وفقا للدستور والقانون بمايضمن الخروج بالوطن من الأزمة الحالية. وبين رئيس جامعة الإيمان أن الشعب هو صاحب الحق في اختيار من يمثله في مجلس النواب وفي نفس الوقت هو صاحب الحق في عزل من يراه أخل بالأمانة التي ألقيت على عاتقه. وأوضح الشيخ الزنداني أن موقف علماء اليمن إزاء الأحداث الجارية على الساحة الوطنية سيعلن الاثنين القادم في بيان يصدر عن علماء اليمن. وشدد على ضرورة أن تكون المسيرات والمظاهرات والاعتصامات سلميه كحق وواجب دستوري وشرعي بمايعكس الممارسة السلمية لحرية التعبير ويجسد صورة من الصور الحضارية للمطالبة بالحقوق المشروعة التي كفلها الدستور والقانون، وعلى أن تتكفل الدولة بحمايتها حتى لا تتحول إلى مظاهرات شغب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة أو إزهاق الأرواح من الجيش أو من المواطنين.